أسدل الستار على النسخة السادسة عشرة من بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم بتتويج منتخب استراليا، صاحب الأرض والجمهور، باللقب لأول مرة في تاريخه بالبطولة خلال ثلاث مشاركات، بفوزه على كوريا الجنوبية 2 - 1 في المباراة النهائية للبطولة يوم أمس السبت على الاستاد الأولمبي بسيدني وسط 80 ألف متفرج. الغريب أن الأهداف الثلاثة جاءت في أوقات قاتلة خلال أشواط اللقاء حيث تقدم منتخب استراليا بهدف عبر تسديدة ماثيو لونجو في الدقيقة (45)، وتمكن سون هيونج مين التعادل لكوريا الجنوبية في الوقت القاتل (90 + 2) بعدما كان الاستراليون قاب قوسين أو أدنى من التتويج في الوقت الأصلي، وفي الوقت الإضافي تمكن البديل جيمس ترواسي من إضافة الهدف الثاني لاستراليا (105) ليقود منتخب بلاده للتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه. وكانت الفرحة الاسترالية فرحتين؛ نظراً لأن التتويج جاء على أرضه ووسط جمهوره في ثاني ظهور له على التوالي في نهائي البطولة ليعوض خسارته أمام اليابان في نهائي بطولة آسيا “قطر 2011” في المشاركة الثانية بعد الظهور لأول مرة في البطولة الآسيوية 2007 حيث انضمت أستراليا لعضوية الاتحاد الأسيوي للعبة في 2006 بعدما كانت تشارك باتحاد أوقيانوسيا الذي كانت تتبعه استراليا في السابق. جاء الشوط الأول متوازناً مع أفضلية نسبية للضيوف الكوريين إلا أن الفاعلية كانت من نصيب أصحاب الأرض عن طريق تسديدة ماسيمو لوجو التي رجحت كفة الفريق الاسترالي، بينما صادف سون هيونج مين، ولي جونج هيوب، ونام لي هي، وكي سونج يوينج عدم التوفيق في الشوط الأول. بداية اللقاء كانت في مصلحة الكوريين، وشكل كواك تانج هوي مدافع كوريا بتقدمه للمشاركة في الهجوم خطورة كبيرة أمام خط دفاع استراليا، ونال المدافع الاسترالي ايفان فرانجيك على أول بطاقة صفراء في اللقاء بسبب إعاقته جو هو بارك، وحاول الكوريون تهديد مرمى ماثيو رايان إلا أن مهاجمي كوريا صادفهم رعونة أمام المرمى الاسترالي. شعر الاستراليون بخطورة الضيوف وبادلوهم في الهجوم عبر ثلاث فرص متتالية لتيم كاهيل وروبي كروس وتسديدة ميلي جديناك الخطيرة من كرة ثابتة والتي مرت فوت العارضة في الدقيقة (9).تمركز اللعب في وسط الملعب، وغابت الخطورة على مرمى الفريقين لمدة تجاوزت عشر دقائق، بعدها أهدر كواك تاي هوي هدفاً محققاً لكوريا برأسية رائعة مرت بجوار القائم الاسترالي، وجاء الرد الاسترالي سريعاً عبر تسديدة تيم كاهيل القوية أبعدها الحارس الكوري كيم جين هيون لركنية. وفي الدقيقة 45 تمكن الاستراليون من تسجيل هدف السبق من ثلاث تمريرات رائعة اختتمها ماسيمو لوجو بتسديدة صاروخية مرت على يسار حارس المرمى كي جين هيون لتتهادي في الشباك الكورية وينتهي بعدها الشوط الأول بتقدم منتخب استراليا بهدف نظيف. وفي الشوط الثاني، لم يختلف الوضع حيث كان الكوريون الطرف الأكثر انتشاراً واستحواذاً على الكرة لكن دون فاعلية، بينما لعب الاستراليون بتوازن دفاعي وهجومي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة وسرعة التحول من الدفاع للهجوم. استمر التقدم الاسترالي حتى الدقيقة 90 وأضاف الحكم الايراني علي رضا فاجهاني ثلاث دقائق محتسبة وقتاً بدلاً من الضائع، وكان المد الهجومي كبيراً على المرمى الاسترالي وتمكن سون هيونج مين من إدراك هدف التعادل القاتل للكوريين في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من تسدية قوية من داخل منطقة الجزاء لتهتز على اثرها شباك ماثيو رايان في الدقيقة (90 + 2) ليطلق بعدها الحكم الايراني نهاية الوقت الأصلي بتعادل المنتخبين (1-1)، ويلجأ الفريقان للشوطين الإضافيين. وفي الشوط الإضافي الأول أنقذ كيم جين هيون حارس كوريا هدفاً محققاً من تسديدة ماثيو لونجو، تبعها الحارس الاسترالي رايان بتصديه لتسديدة لي كيون هو، وتمكن البديل جيمس ترواسي من تسجيل الهدف الثاني لاستراليا مستغلاً كرة صنعها البديل جوريتش ومررها عرضية أبعدها الحارس الكوري لتجد ترواسي في الموعد ويسددها في الشباك الكورية (105). ولم يتمكن الكوريون من صناعة الفارق في الشوط الإضافي الثاني ليحسم الاستراليون اللقب لأول مرة في تاريخهم بعد الفوز (2 - 1)، ويحتفل اللاعبون بالكأس وسط جماهيرهم وعلى ملعبهم.