احتفت منظمة صحفيات بلا قيود بصنعاء امس بتوقيع إصدار كتاب «عودة القرآن» في الطريق إلى التجديد والإصلاح الديني للمفكر الإسلامي والباحث عبدالله القيسي وسط حضور نخبة من المفكرين والباحثين والأدباء والمهتمين. يتناول الكتاب الذي جاء في 525 صفحة متوسط الحجم أربعة فصول للإجابة على قرابة مائة فكرة حول الطريق إلى التجديد والإصلاح الديني ومفهوم طريق العودة وتعريفاتها ومراحل انتكاسة العقل المسلم والاتفاق والاختلاف، ومبادئ الإيمان والمحكم والمتشابه في القرآن، متطرقاً للشعائر والشريعة ومصدرها وقضايا المرأة وكثير من المسائل الفقهية في الوقت المعاصر مستشهداً بالآيات القرآنية والسنة النبوية وآراء المذاهب المختلفة.. وفي حفل التوقيع اشارت المدير التنفيذي للمنظمة بشرى الصرابي إلى أهمية هذا الإصدار في الوقت الراهن للحديث عن التجديد والإصلاح الديني خصوصاً وأن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة وأسيء فهمه على نحو جعله يبدو ديناً يحض على الكراهية والعنف والإرهاب حسب تعبيرها. وأكدت، وفقا لوكالة سبأ، أنه على الرغم من أن الغرب يتأكد يوماً بعد يوم أن الإسلام دين شديد الأهمية، إلا أن الحديث عما إذا كان هذا الأمر جيداً ام غير ذلك مايزال يحتل مكانة بارزة في المنتديات العامة ووسائل الإعلام.. مبينة أننا بحاجة لفهم الإسلام كما ينبغي، ليس بغرض تحسين صورة الإسلام في العالم كما يتصور البعض ولكن لإنصاف هذا الدين الذي تعرض للتشويه من قبل اتباعه في المقام الأول.. ولفتت الصرابي إلى أن المفكر القيسي يرى في كتابه «عودة القرآن» أن صورة الإسلام قد تعرضت للتشويه من قبل المسلمين انفسهم ويكمن الحل لتصحيح هذا الخلل بتدبر الخطاب القرآني بطريقة إبداعية تتجاوز القراءة التقليدية، لتأسيس إصلاح ديني حقيقي ومتين لخدمة الأمة والعالم الإسلامي لمفهوم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه وقيمه السمحة. وقدمت في الاحتفائية قراءتان نقديتان للباحثين عبدالرقيب الغانمي، والأديب و الكاتب وليد دماج نوها بقدرة المؤلف على تناوله موضوع شائك وحساس وفي غاية الأهمية في الوقت الراهن وتفسير كثير من الظواهر الاجتماعية والفقهية من منظور عصري يواكب المتغيرات والمعنون «بعودة القرآن» في الطريق لتجديد الفكر الإسلامي.. وتطرق الباحثان إلى قدرة الباحث على تقديم إجابات على كثير من الأسئلة الملحة والإشكاليات العالمية حول هيمنة الفكر الإسلامي على الوسط الثقافي والاجتماعي الإسلامي ودور القرآن كحق تأصيل في عملية التغيير الاجتماعي على حياة الناس، وكذا مكامن الخلل التي طغت على الفكر الإسلامي وتأثيره على تخلف الحضارة الإسلامية التي سادت العالم في فترة من الفترات.. بدوره استعرض المحتفى به المفكر والباحث الإسلامي عبدالله القيسي لمحة موجزة عن اهداف البحث ومضامينه وتعاريفه ومراحله وجزء من تفاصيل البحث الذي ركز على أهمية عودة القرآن والعقل المسلم لروح تجديد الفكر الإسلامي كون مشكلة العالم الإسلامي اليوم هي تغييب العقل والقرآن حسب تعبيره. وأكد القيسي أن المشكلة تكمن في الفكر الديني وليس في الدين، ويحتاج إلى إزالة التراكمات وإزالة الشوائب والأفكار من الفكر الديني التي أثرت على الدين الإسلامي الحنيف وشوهت مقاصده وذلك من خلال تجديد الفكر الإسلامي عبر الأبحاث والدراسات والنقاشات المستفيضة حول المواضيع التي تهم الشباب والمجتمع والعالم اليوم.