كل منّا يمتلك سرّاً يعتبره مصدراً من مصادر طاقته وقوته، نحن نختلف في اختياراتنا، نختلف بما نمتلكه من أسرار؛ لكن الجميع يملك ولو مصدراً واحداً يمنحه القوّة. اكتشف من تكون هناك أشياء أحياناً كثيرة لا نستطيع الوصول إليها، ومع دوامة الحياة نزداد بُعداً عنها. من أسرار القوّة أن تعرف من أنت، وما الذي يميزك عن سواك، وما الذي تمتلكه..؟!. كثيراً ما نقارن بين ما نمتلكه وما يمتلكه الآخرون، لكننا نتوه أحياناً كثيرة عن أنفسنا ومواطن قوتنا. عندما نعرف من نكون، ما نحب وما نكره، ما الذي نسمح به في علاقاتنا وما لا نسمح، ما الذي يرضينا وما الذي يغضبنا؛ ساعتها نكون قد ملكنا أنفسنا قبل أن نتوه في زحمة التشابه وكنّا مميزين إلى درجة أن نشبه أنفسنا، فكم نعاني ونضعف عندما لا نعرف حقاً من نكون. نحن لم نتثقف بثقافة تجعلنا قادرين ومنذ وقت مبكر على اكتشاف «من نحن، وما هي مواقفنا في الحياة» والتي تجلب لنا الشعور بالرضا والسعادة، والأخرى التي تجلب لنا قدراً من التوتر والاكتئاب، نحن نعيش دون أن نعرف من نكون وما نملك، ما نحب وما نكره، ما يرضينا، وما يتعسنا..!!. فلسفة الأقوياء أنهم يكتشفون مبكراً من يكونون وماذا يريدون حقاً، مشكلتنا تكمن أيضاً في أننا لا نملك منهجاً مبسطاً لأطفالنا منذ الصغر حتى ننشئهم وهم يدركون ماذا يريدون، ثم نحن بعد ذلك نمارس عليهم القمع الذي ربما مورس علينا ونحن صغار، إننا حينها نكبر ونحن لا نجيد التعبير فعلاً عمّا يعترينا، وبعدها نفقد القدرة على فهم ماذا يحصل معنا، ما الذي يسعدنا، وما الذي لا يسعدنا. الأقوياء يملكون تلك القوة والفطنة على وقف الألم والأشياء التي لا تقودهم إلى السيطرة على حياتهم وأهدافهم؛ وبالتالي فهم قادرون على إدراك حدوث الأشياء المزعجة وملاحظتها في وقت مبكر كونهم يعرفون جيداً ما يصيبهم، وبالتالي يقومون بتطبيق مهارة الفصل وعدم التوغل في هذه الحالة الشعورية السيئة. هذه المعرفة تأتي من تلك القوة حينما نعرف ما نريد ونعرف من نكون، وما هي الأشياء التي تشدّنا إلى الضعف والأخرى التي تقوّينا. الأقوياء لديهم هذه الفلسفة، وإذا سقطوا تراهم يقفون مبكراً قبل الآخرين.