توصلت دراسة مسحية نفذتها بالشراكة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمدرسة الديمقراطية ومبادرة حماية الأطفال والشباب استهدفت بؤر تجنيد الأطفال والأسباب المؤدية لذلك في مديريات محددة بخمس محافظات (صنعاء، تعز، أب، عدن، ذمار) إلى أن محافظة صنعاء تحتل المرتبة الاولى بنسبة 89.9 % في استقطاب الأطفال للتجنيد في الجماعات المسلحة تليها عدن ثم إبفتعز وأخيراً ذمار في حين تحتل ذمار المرتبة الاولى في استقطاب الأطفال للتجنيد في القوات المسلحة (68،8 %) تليها تعز ثم إبوعدن وأخيراً صنعاء. ونتائج الدراسة التي تم استعراضها في 3 حلقات نقاشية تستهدف 80 مشاركاً ومشاركة يمثلون جهات حكومية وغير حكومية ولجان حماية أطفال من ضمنها عقال أحرار وأمهات وأخوات اطفال مجندين. تم تنفيذها بتنظيم مبادرة حماية الأطفال والشباب وبالتعاون مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل وبتمويل من منظمة اوتشا وذلك بالغرفة التجارية والصناعية بتعز، بهدف تفعيل الشراكة المجتمعية للانطلاق بحملة توعية مجتمعية تستهدف المنابع الأكثر جذباً وحشداً للأطفال للتجنيد، من خلال الدعوة والمناصرة والمشاركة في معالجة المحفزات المجتمعية والشخصية والاقتصادية التي تودي بالأطفال إلى التجنيد وتحرمهم من حقهم الأساسي في العيش والنمو بعيداً عن المخاطر. والدراسة استعرضها عضو الفريق الوطني الذي قام بتنفيدها في 24 مديرية في المحافظات الخمس واستهدفت 1250 عينة عشوائية من بينها 775 من الفتيان والفتيات (مجندين في القوات أو الجماعات المسلحة/مسرحين أو إخوة مجندين مسرحين/أطفال مدارس/ أطفال دور رعاية أو إيواء أطفال شوارع). كلٌ من الدكتور منذر إسحاق من جامعة تعز مصمم فكرة الدراسة والدكتورة بجامعة صنعاء نجوى أحمد نعمان عثمان. تطرقا خلال استعراض الدراسة وآلية تنفيذها وأسباب استهداف مناطق الدراسة التي استغرقت شهري ديسمبر 2014 ويناير2015م من تلك الأسباب تقييم عدد من المناطق العالية الخطورة فيما يتعلق بتجنيد الأطفال في القوات او الجماعات المسلحة.. بهدف المساعدة في معرفة الطرق والآليات التي يتم فيها جذب الأطفال للتجنيد والعوامل المحفزة لجذبهم والأسباب التي تودي بالأطفال للارتباط بالقوات أو الجماعات المسلحة كخيار طوعي أو قسري. من ضمن النتائج التي توصلت إليها الدارسة ان الغالبية العظمى من الأطفال المجندين هم من الذكور سواء كانوا في القوات او الجماعات المسلحة وفي مختلف مجتمع الدراسة (المحافظات الخمس). إن غالبية المجندين سواء كانوا في القوات المسلحة أم الجماعات المسلحة ينتمون الى أسر صغيرة، وهي التي تتضمن الزوج والزوجة والأبناء فقط ويتناقص العدد في الأسرة الممتدة والأسرة المركبة. وإن أغلبية أفراد العينة من المجندين الذين توجد لديهم شهادات ميلاد هم من عدن (94،5./.) وصنعاء(77،5./.) وذمار (66،7./.) في حين ان المجندين في باقي المحافظات (تعز، أب)غالبيتهم ليس لديهم شهادات ميلاد. ومعظم المجندين الذين شملتهم الدراسة ممن ليست لديهم بطاقات شخصية هم من صنعاء يليهم مجندو إب بينما بقية المحافظات يحملون بطاقات شخصية. مؤكدةً أن الغالبية من أفراد العينة المجندين مازالوا ملتحقين بالتعليم سواء في المرحلة المدرسية او ما بعد المدرسية .. يتركزون في محافظة صنعاء بينما نجد ان غالبية المجندين في كل من إبوتعزوعدنوذمار متسربون من التعليم.. وإن غالبية أفراد العينة مجندين وغير مجندين يذهبون إلى الاعتقاد بأن اهم الأسباب لتجنيد الأطفال تتمثل في سببين رئيسين الاول انعدام الرزق، اي فرص العمل التي تعود بالدخل المادي على الفرد .. والثاني يتمثل في الحرص على الالتحاق بوظيفة عامة مع الدولة. ومن نتائج الدراسة الخاصة بإقناع الأطفال وتجنيدهم على مستوى الاسرة وخارجها ان غالبية أفراد العينة في محافظة عدن يرون أن الأصدقاء هم الأكثر تأثيراً على أقرانهم في الالتحاق بالتجنيد في سن مبكرة، لكن أفراد العينة في كل من صنعاءوتعزوذمار يرون ان الآباء هم المحفز الأكبر لأبنائهم للالتحاق بالتجنيد ثم بعد ذلك تأثيراً الأصدقاء أو الأقران في المرتبة الثانية .. بينما يرى أفراد العينة في كل من ذماروإب أن المجندين السابقين هم الأكثر تأثيراً على المجندين الأطفال حيث يأتي تأثيرهم في المرتبة الثانية بعد تأثير الأصدقاء. وأن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال المجندون طوعا او قسرا اثناء عملية التجنيد تجعلهم عرضة لمخاطر الموت والإصابة الجسدية والاستغلال الجنسي والفقدان (الغياب دون معرفة المصير) والانفصال عن الأهل ومظاهر الاضطرابات النفسية). وعن مدى مشاركة الفتيات في القوات والجماعات المساحة من وجهة نظر أفراد العينة أكدوا أن أهم المهام التي تقوم بها الفتيات الحراسة في المرتبة الاولى سواء في القوات المسلحة او الجماعات المسلحة ولعل ذلك إشارة الى الدور الذي يقمن به في الأماكن او المواقع التي تتواجد فيها النساء والمواقع التي يخشى من وصول الخصوم او الأعداء إليها فترابط فيها النساء حتى لا تتم السيطرة عليها.