من أسرار القوة (أن نتصالح مع أنفسنا)، نحن لن نكون قادرين على المضي في الحياة بقوة لو لم يكن هناك سلام نجريه بيننا وبين أنفسنا.. ذلك السلام الذي يولّد لدينا الطاقة للقيام بالأشياء والاستمتاع بها، إن الصراع مع النفس أكثر الأشياء إنهاكاً للقوة، لأنها تمتص الطاقة الإيجابية الكافية للقيام بأعمالنا.. إننا حين نكون منهكين غير قادرين على القيام بأي شيء في ظل الصراع الذي لا جدوى منه. إن السلام النفسي والاستقرار والهدوء الوجداني (هو تلك الجوهرة الثمينة التي نحتفظ بها في صدورنا حينما نجد السلام الداخلي ويجدنا). تلك المفاهيم التي قد يعتبرها البعض قديمة من مفاهيم الرضا، والقناعة، والسكينة والرجوع إلى الريف والتوافق مع الطبيعة والتسامح وغيرها، هي القيم الأصيلة التي تُبقي تلك الروح مستقرة وهادئة. تلك اللحظات التي لا تقدّر بثمن، والتي قد تُطعمك الحياة منها قليلاً بقدر اجتهادك في الحصول عليها، ثم تعود إلى كل ضغوطاتك الحياتية وسعيك وجريك لتضطرب روحك من جديد.. والسلام ليس أن ننعزل عن العالم ونعود إلى الطبيعة والجبال، وإن كنا نحتاج هذا بين فترة وأخرى، وإنما أن نحمل في أنفسنا قدراً من الشعور بالسكينة التي نلمسها من الداخل وتقول لنا حين نقوم بشيء: إننا نقوم بالشيء الصحيح والمناسب.