دُشّن في العاصمة صنعاء الخميس الماضي برنامج مناقشة قضايا الشأن العام وتسليط الضوء عليها بواسطة القوالب الفنية الثقافية والذي يحمل اسم “سياسات بديلة” ويرى المشروع الذي تنفّذه مؤسسة “بيسمنت” الثقافية أن السياسة اليمنية الراهنة ينقصها المزيد من الابتكار في وسائل اتخاذ القرار والتعبير والضغط، في الوقت الذي من المتاح فيه اتخاذ تدابير بديلة مبتكرة لحل وبحث الإشكاليات المجتمعية والسياسية بعيداً عن الخيارات التقليدية المتبعة. حفل تدشين المشروع حوى عدداً من العروض الجيّدة التي توضح في مجملها فكرة المشروع ونماذج لأنماط السياسات البديلة، فتحدّث أكرم الشوافي عن تجربته في إحدى المؤسّسات المدنية التي يمثّلها في مكافحة الفساد والتثقيف عبر تأسيس مسرح الدمى اليمني مؤخراً، والذي أسهم في تعميق ونشر المفاهيم التوعوية المختلفة لما له من أثر على مختلف شرائح المجتمع لارتباطه باستخدام اللهجات والأزياء الشعبية. ومن جانبه تحدّث الرسّام الكاريكاتوري مازن شجاع الدين عن تجربة النقد الساخر من خلال الرسومات كأداة تعبيرية فنية عميقة الرسالة وسهلة في إيصالها عبر الصورة البسيطة كقناة تواصل بين المواطن وصناع القرار. ومن الفنون الجديدة والملهمة كان على مسرح الاحتفال نزار السقاف والذي قدّم عرضاً مسرحياً فردياً «ستاند آب كوميدي» في نقد ساخر للروتين الحكومي وعقبات إنجاز المعاملات والرشوة، هذه العروض كان لها كبير الأثر على الحاضرين الذين لمسوا أسلوباً جديداً في التعرُّض للقضايا العامة بعيداً عن الخطابات الطويلة وغير المؤثّرة، وأجمع الحضور على أن كيفية تناول المواضيع بوسيلة ناجحة لابد من أن ينتج عنه تحقيق الهدف بإيجاد حل سهل وناجح. كما تطرّق البرنامج إلى فن الخطاب الإعلامي وتمحور النموذج الفنّي المقدّم حول “جرائم الشرف والحماية القانونية” وذلك من خلال ستة قوالب متنوّعة بين الإلقاء الحر بلا قيود والتفرّد والفكرة والمضمون العام، والعرض المرئي لمحاكاة واقع القضية، وشرح المفاهيم وإسناد الموضوع بناء على الإحصاءات والمعلومات والتقارير المتعلّقة به بالإضافة إلى الأسلوب العلمي الممنهج والذي بحث قضية النموذج المقدّم بناءً على دراسة الحالة النفسية، ومناقشة الفكرة بأسلوب حواري – المناظرة – بأخذ اعتبارات فرضية للمؤيّد والمعارض للموضوع، وأخيراً قالب السرد القصصي، ولم يتجاوز عرض كل من هذه القوالب الستة ما يزيد عن سبعة دقائق ليكون كل من هذه القوالب قادراً على التعبير عن القضية من جوانب مختلفة. وتخلّلت عروض الاحتفال فقرتان غنائيتان من ألوان الطرب العربي للفنانة الشابة نورهان تصطحبها أنغام عصام القاسم ومحمد الملصي على الكمان والبيانو والعود .