أصيب خمسة مواطنين فلسطينيين بالرصاص والعيارات المعدنية المغلّفة بالمطاط خلال قمع قوات الاحتلال الاسرائيلي يوم أمس الجمعة لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية في الضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي صوب المشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، ما أدى إلى إصابة مواطن برصاصة في القدم. ونقلت الوكالة عن منسق المقاومة الشعبية في القرية مراد شتيوي أن قوات الاحتلال اعتدت على مسيرة انطلقت في القرية بعد اقتحامها من قبل قوات الاحتلال من ثلاثة اتجاهات تحت غطاء كثيف من إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت والأعيرة المعدنية. وأضاف شتيوي أن قوات الاحتلال أصابت مواطناً يبلغ من العمر 42 عاماً بعيار معدني في بطنه وشاباً آخر، بعيار معدني في أسفل البطن، بالإضافة إلى مواطن يبلغ من العمر 45 عاما بعيار معدني في القدم وشاباً آخر بعيار معدني في الرأس. كما قمعت قوات الاحتلال أمس مسيرة المعصرة الأسبوعية المنددة بجدار الضم العنصري والتوسع الاستيطاني. ونقلت (وفا) عن الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في المعصرة محمد بريجية قوله إن جنود الاحتلال أغلقوا الطريق أمام تقدم المشاركين صوب الجدار، وقمعوهم بعد الاعتداء عليهم بالضرب. وفي هذا الصدد أكد تقرير دولي نشر أمس الجمعة أن جيش الاحتلال الاسرائيلي ارتكب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية في قطاع غزة طيلة 50 يوماً صيف العام المنصرم 2014. وقال التقرير الذي أصدرته الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان إن الفدرالية أدانت منذ بدء العدوان العسكري الإسرائيلي ما بدا واضحاً أنه “انتهاك للقوانين الدولية لحقوق الإنسان” من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وجيشها. ويأتي هذا التقرير بعد مهمة للجنة حقوق الإنسان في قطاع غزة خلال شهر أكتوبر من العام الماضي 2014. وخلصت الفدرالية إلى أن العملية الإسرائيلية في قطاع غزة تميزت بانتهكات خطيرة للقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان. ولفت التقرير المسمى “شعب غزة المحاصر والمعاقب خلال عملية الجرف الصامد”، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على غزة طيلة 50 يوماً ارتكب عدة جرائم بينها، هجمات غير محددة الأهداف على مدنيين، هجمات على المنشآت الطبية، وأخرى على وسائل النقل والمواصلات، إلى جانب استهداف النازحين ومبان سكنية، إضافة إلى الهجمات ضد معدات ضرورية لضمان بقاء المدنيين على قيد الحياة. وكان فريق من الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان زار عدة مناطق من قطاع غزة التي قصفت بشدة، من بينها رفح، خان يونس، بيت حانون، غزة. وباشر الفريق في إجراء مقابلات مع السكان المحليين، ولقاء بمسؤولين وأعضاء منظمات حقوق الانسان غير الحكومية الفلسطينية. الى ذلك اعتمد مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في جنيف يوم أمس قراراً يعيد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير، بما في ذلك حقه في العيش في حرية وعدالة وكرامة والحق في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، مجددًا دعم حل الدولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن. وبين القرار أن تجزئة الأراضي الفلسطينية يقوّض حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ويتنافى مع مبادئ ميثاق الأممالمتحدة ويطالب باحترام وحدة الأراضي الفلسطينية وسلامتها وتواصلها وترابطها بما في ذلك القدس الشرقية. مشدداً على حق الشعب الفلسطيني في السيادة الدائمة على ثرواته وموارده الطبيعية التي يجب أن تستخدم لصالح التنمية الوطنية ورفاه الشعب الفلسطيني، كجزء من حق تقرير المصير. وحث القرار جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة والهيئات ذات الصلة على دعم ومساعدة الشعب الفلسطيني لتحقيق الحق في تقرير المصير في أقرب وقت. وأكد معالي سفير المملكة في الأممالمتحدةبجنيف فيصل بن حسن طراد في كلمة أمام المجلس ثوابت المملكة العربية السعودية التي لا تتغير تجاه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها قضية القدس والمسجد الأقصى. موضحاً أن المملكة كانت ولا تزال مع السلام العادل القائم على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ودعمه في المحافل كافة لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وناشد المجتمع الدولي بصفة عامة والدول التي تساند إسرائيل بصفة خاصة باتخاذ موقف حازم لردع إسرائيل عن الاستمرار في ممارساتها العدوانية ومجازرها بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والضغط على إسرائيل للتخلي عن منطق القوة وتبني خيار السلام والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع الاعتداءات الصهيونية المتكررة. وبيّن السفير طراد أن المملكة دعمت هذا القرار تأكيداً على مبادئ الأخلاق وقيم الحرية التي قامت عليها الأمم بما يتوافق مع مسار الحضارة والتاريخ، وتأييداً للحريات والحقوق حتى لا يبقى المجتمع الدولي في موقف المتفرج على مآسي الشعوب، وكذلك لنصره المظلومين ومسانده الشعب الفلسطيني في طلب الحرية والتخلص من الاستعمار والاحتلال حتى يسود السلام والأمن.