تساؤلات كثيرة تدور في خلدي الآن..ما الذي يقلق بال الشباب، وما الذي يفكرون به؟..تساؤلات عادية لكنها في الحقيقة تنبئ عما سيكون عليه الشباب في قادم الأيام..الشباب الذين نؤمل عليهم كثيراً في إحداث انقلاب معرفي وثقافي واجتماعي..ورسم ملامح مستقبل مختلف..المستقبل الذي يتناسب والتحديات الجديدة..وعي الشباب الحقوقي كان سؤال هذا الأسبوع والذي تم طرحه على مجموعة من الشباب، والأكاديميين..لنخرج بحصيلة من الآراء المتفاوتة والمتباينة..وما يجمعها قدرتها على الإنباء بواقع الشباب الحقوقي المنقسم بين وعي متدنٍ، وحقوق منعدمة.. وكانت البداية من عبد الرحمن الحجاجي الذي يقول “نعم إن أي مجتمع يعتمد كلياً على الشباب وبالتالي يجب أن يكون الشباب على وعي كامل بكل حقوقهم والمطالبة بها والمضي في الحصول عليها والسعي لتنوير الشباب غير المطلع بماهية حقوقه , ان الشباب هم عماد البلاد والركيزة الاساسية في تطوير المجتمع وبالتالي يجب ان يكون هناك اهتمام ورعاية بهم وبمتطلباتهم من قبل الحكومة والمجتمع وتعليمهم كيف يتم المطالبة بها بطريقة صحيحة”.. تعطيل الوعي ويرى طاهر الحزمي بأن “هناك وعياً حقوقياً نسبياً بين الشباب لكنهم للأسف لا يستخدمونه في الدفاع أو المطالبة بحقوقهم . أن لهم حقوق تتطلب الدفاع عنها والمطالبة المتواصلة لها ,لكني اثق بالمستقبل الذي يبشر بنشر الوعي وتعريف الشباب بحقوقهم وطرق المطالبة والدفاع عنها”. الوعي الثقافي والمطالبة بالحقوق من جانبه يقول نبيل أحمد الحرازي “أعتقد أن ذلك يختلف باختلاق الوعي الثقافي للشباب نفسه فإن وجد لدى أي شاب أو مجموعة وعي ثقافي كبير فإنهم يعرضون حقوقهم ويطالبون بها ولديهم الوسائل للمطالبة بهذه الحقوق ومثال على ذلك جامعة صنعاء ففي أكثر من مناسبة يقوم الطلاب الجامعيون بعمل واحتجاجات سلمية للمطالبة ببعض حقوقهم وقد قابلت بعضاً من الطلبة الذين يلجأون للقضاء لحل بعض مشاكلهم مع الجامعة أما انا فأفضل الوعي الثقافي فقد يجهل الشباب بعضاً من حقوقهم سواء من المجتمع أو من الحكومة أو الدولة وغيرهم ولا يعرف بوجود هذه الحقوق وإن عرفها فليست لديه الطريقة المناسبة للدفاع عنها او المطالبة بها وهذا الشائع بين العامة! حالة كفاح وعن وضع الشباب بشكل عام يقول الدكتور العرومي “ما زال الشباب اليمني يكافح من أجل التعرف على حقوقه وواجباته نتيجة لتردي المستوى التعليمي الأولي (ابتدائي-اعدادي –ثانوي) وفي الواقع يبدأ الوضع الثقافي للطالب في النمو في المرحلة الجامعية ولكنه يصدم عندما يحصل على الشهادة الجامعية فقد كان يملؤه الطموح والنشاط والامل فيتحول ذلك إلى احباط وازدواجية في التفكير وقد تتحول البطالة الى امر مدمر للشخص والمجتمع ويتحول كذلك الى شاب سلبي يعرف حقوقه ولا يدافع عنها نتيجة للمماطلة والتسويف من قبل الجهات المختلفة وكذلك مسألة البيروقراطية التي تميز الوضع المأساوي الاداري للمؤسسات الحكومية.كما ينتج عن ذلك سخط في نفوس الشباب على كل ما هو ايجابي كون الاوضاع السلبية تحيط به من خلال الاوساط الجامعية و غيرها وعندها يستثني من ذلك الشاب الذي ينتزع حقه بالحركة والرشاوي حيث يستخدم المال للوصول الى كل ما هو موجود في ذهنه . تعليم متدهور الشاب جلال محمد يقول “بصراحة لا اعتقد انه لديّ أي حقوق يجب أن أطالب بها هنا، وأظن أن الأمور مهيأة للتعقيد أكثر إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه”، ويضيف جلال بأنه ليس بحاجة لشيء من الدولة بالنسبة لي لكن بصفتي شاباً فإني اقول ان على الدولة الارتقاء بمستوى التعليم لأن التعليم في الجامعة خاصة متدهور للغاية، وأما الصحة فهي منعدمة ونحن نسمع عن كثيرين يموتون جراء الوضع الطبي”. أعي حقوقي جيداً بالنسبة للشاب زياد المحسن فهو يعي حقوقه كما يقول “نعم أعي حقوقي جيداً لايوجد أحد لا يعي ما هي حقوقه وما احتياجاته”. ويردف حديثه “حقوقي هي أن أعيش بحرية شريطة أن لا تتداخل حريتي مع حرية الآخرين أو أن تقيد هذه الحرية وأن أعيش بسلام”.. ويضيف المحسن “أن أعيش بكرامة على وجه هذه الأرض وأن تكون لديّ وظيفة أستطيع من خلالها أن أعيل نفسي أولاً، وأطالب بأن تستخدم نظرية الآنية المستطرقة أي ألا يعيش البعض في أبراج عاجية أي أن يحيا الناس بعدالة فهؤلاء المتسولون على الأرصفة من شباب وعجائز وأطفال يجب أن تحل اشكالياتهم”. إحباط الشاب الجامعي حسن يقول “لديّ كثير من الحقوق، ولكن لا أستطيع أن أصل إليها مثل حقي في تأمين مستقبلي كشاب أريد أن أصل لأهداف مثل وجود بيت وسكن وعيشة كريمة أريد حرية رأي وحرية تعبير ، وكما يقول حسن الذي يشعر بإحباط شديد مبرراً ذلك بكون الشباب هنا يشعرون بإحباط ولا يستطيع أن يفعل شيئاً، يدمره اليأس خاصة حين لا يجد وضيفة أو أبسط ما يمكن لتأمين حياة كريمة، وقد يجد الشاب صعوبات مثل وجود شخصيات كبيرة تأخذ حقوقه دون أن يكون بيديه أي شيء يستطيع ردعها”.. تفعيل الحقوق إلهام السعواني تقول “أكيد أعي حقوقي تماماً فمن حقوقي حقي في التعليم، وحقي في العيش، وحقي في أن أكون كيانا مستقلاً يحترم من الجميع ويقدر”، و تضيف الهام “حقي المعيشة والاحترام بعض هذه الحقوق تؤدى وبعضها محرومة منها كمرأة تماماً، وأطالب بتفعيل حق التعليم إجبارياً لان نساءنا يعانين الكثير من التهميش والظلم خاصة في المناطق الريفية”. عدم القبول بنا أمل السني “أغلب حقوقنا لا نعرف عنها شيئاً، لكن وعلى الأقل أطالب بتوفير كادر علمي متطور لأن ما يحدث يؤثر على مستقبلنا، ونتعرض للضغوط من الأساتذة حيث يتعاملون معنا وكأننا عبيد تحت أيديهم لا يقبلون بنا، ولا بآرائنا وإذا تجرأ أحد، وأصر على رأيك فإننا نتعرض للتعسف والإساءة”. الإيمان بقدراتي وتقول شذى الدهمشي “بالتأكيد لدي وعي بحقوقي، مثل حقي في الانتخاب وحريتي في ترشيح من أثق بتمثيله لي، حقي في التعليم، وأقول بأن التعليم في الوقت الحاضر متدهور ولا توجد جدية فيه كأنه حرية شخصية لا حق واجب، وقد يكون حرية مرتبطة بالعائلة أكثر من الفرد وأطالب بالايمان بقدراتي وتوفير وظيفة مناسبة بعد التخرج، أطالب بمعاملتي بما أنا عليه كائن ضوء لا هامش”. وعي نسبي من جانبه يرى ريان الشيباني انه يعي نسبياً، على الأقل إلى الحد الذي يمكنني من مقارعة الآخر وبالنسبة للوعي بالحقوق كاملة فهذا أمر شائك و يعتمد في مجمله على القدرة على التمييز بين الحقوق والمكتسبات للأفراد، وعدم ضيقها من هامش الحرية المتاح لأن الوعي وعدمه ينبع من قيمة حقيقية لدى الفرد هي من تمنحه الاستقلالية والتفكير المستقل وهو ما ترفضه الأنظمة والقوانين خاصة في ظل الخلط القائم في الصلاحيات الممنوحة لبعض الجهات. حقوق قانونية هناك حقوق قانونية وحق في العيش الكريم والتفكير الحر. أطالب بحقي في التفكير الحر وحقي في الوظيفة العامة والسكن وحقي في رفض القفز على القانون وحقي في الحياة الكريمة والهانئة، أي الحق في المواطنة بشكل عام. حقوق ممنوعة عبد الله مبارك “لديّ حقوق ولكنها ممنوعة، وأبسط حق لدينا لا نستطيع الحصول عليه كحق المعاملة الحسنة في المؤسسات وكثيراً ما أضطر لأخذ حقي بأن أدفع رشوة أو حق القات، التعليم متدهور وأطالب بتغيير الهيكلة الداعمة للشباب ووضع هيئات جديده تهتم بهم وتتسوعب مطالبهم. الممارسات التعسفية بالجامعة ويرى عماد الشدادي أن يعيش بكرامة وأن لا تتعرض كرامته للانتهاك أهم حق بالنسبة له، ويضيف “حقي في التعليم مثلاً مهضومة ليس لدينا معامل والمناهج من السبعينيات مع أننا تجاوزنا عقداً من الألفية”، ويقول “حقوقي على الأقل في أن أعيش حياة دراسية هادئة لا أحظى بها فهناك دكاترة يمارسون التعسف صحيح هناك طلاب وشباب مستسلمون وهناك آخرون يرفضون وبشدة أن تدجن أراءهم وحقوقهم وحرياتهم في أقفاص الدجاج. هناك مشاكل صحية وتعليم ومواصلات وفي حالة يرثى لها”، ويطالب الشدادي بالتغيير والتصحيح لهذه الأوضاع الصعبة. ويتساءل كيف يرددون أننا شباب يجب أن نبني ولا يؤمنون لنا ما نبني به، ولا يمكن أن نبني أنفسنا حتى”. الآخر عامر القباطي “لي حقوق أعيها مثل “التعليم والعيش بكرامة وبأبسط ما يمكن أن أحتاج إلى ما يساعدني على تنمية قدراتي، وأحتاج الى استماع الآخر لي وتفهمه لما أعانيه” . عدم إدراك الشباب أما عادل وهاس فيرى أن الشباب اليمني لا يدرك أي شيء من حقوقه لا السياسية ولا الاقتصادية ولا أي شيء يمكن أن يساعد في تنميته وتحقيق كيانه ولا رغبة له في الدفاع حتى عما يعرف منها على عكس شباب البلدان الأخرى الذين ايجابيون ويدركون أنهم قادرون على انتزاع حقوقهم، ولو بالقوه، ويضيف بأسى “شبابنا سلبي يكتفي بمناقشة همومه في مجالس القات كل يوم وعلى مدى سنين طويلة دون أن يفكر في اتخاذ خطوة تساعده على مساعدة نفسه.. الخاتمة هكذا يبدو شباب الجامعة منقسمين في معرفتهم بحقوقهم، ويبدون بوعي حقوقي متدن كما تؤكد كثير من الدراسات التي أجريت عليهم، وفي معظمها أجريت على شباب الجامعات الرئيسية في اليمن، والسؤال: إلى متى سيظل الشباب اليمني بعيداً عن همومه اليومية، غير مدرك لما يجب أن يفعله تجاه نفسه، وتجاه الوطن.