لقد حذرنا من الاختلاف أو اختراق اتحاد كرة القدم المنتخب من خلال تفجير المواقف، وتباين الآراء، وتصادم المصالح بين أعضاء الاتحاد المنتخبين، والذين اصطادتهم بعض المهاترات بين الأندية المتنافسة في المرحلة الحرجة والحاسمة لبطولة دوري المحترفين، والمحدَّدة للمغادرين من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية ودوري الغلابى والمطحونين. وهاهي التحذيرات التي نبَّهنا الاتحاديين إلى ضرورة الالتفات إليها، حرصاً على تمتين وتعزيز الخطوات المؤدية إلى تشييد سياج منيع لاتحاد القدم، لتأمين وترسيخ عنصري الانسجام والتكاملية في صفوفهم، والاستفادة من المراحل السابقة التي عايشها أعضاء اتحاد الكرة في دوراته الانتخابية المتتالية، وما نتج عنها من عوائق لنجاح المهمة. وبالمحصلة النهائية كانت الرياضة اليمنية هي الضحية... وعليه فإن ظهور النزاعات الشخصية التي أخذت تتسرب إلى الصحافة الرياضية إما أنها نذير تشاؤم بتفكك عقد هذا الاتحاد.. أو أن تلك التسريبات الصحفية هي شكل من أشكال الضغط لتمرير قرار لصالح الأ(معركة) العلفي و(الوحل) في الظرافي استنساخ لمباراتي الرشيد والنوارس والامبراطور والهلال ندية التي ينتمي إليها مسربو هذه الاخبار.. ما يعني أن أعضاء الاتحاد لا يمتلكون قراراتهم، بل إنهم كالأعضاء الحزبيين الذين يدافعون عن وجهة نظر أحزابهم ويمارسون وسائل الضغط للحصول على مصالح أنديتهم.. فهم اختزلوا للرياضة بلون ناديهم.. وكأنهم فقط مندوبون للنادي الذي ينتمون إليه.. أي إن الريمونت كنترول بيد رئيس النادي أو نائبه أو أمينه العام وأن تلك الشخصيات المنتخبة من أندية تتعامل مع الثقة الممنوحة لهم على أنها مكسب ومغنم لمزيد من الشهرة والفخفخة والحصول على بعض الانجازات لأنديتهم ليس إلا.. بعد أن اخفقت محاولاتهم الفوز بها في ملاعب كرة القدم. معركة الوحل والمطر الغزير فالمعركة التي حدثت في ملعب الظرافي بين وحدة صنعاء وضيفه وحدة عدن مازالت تبعاتها تتوالى، والموقف يتأزم في ظل الصمت المريب من الاتحاد الجديد الذي اكتفى بتقرير الحكم ومراقب المباراة. معركة الحذاء !! وحالة مشابهة حدثت على أرضية ملعب العلفي بالحديدة بين التلال والصقر المتنافسين على الصدارة... وكان الشحن النفسي لدى لاعبي الفريقين واضحاً من الاحتكاكات التي وقعت أثناء المباراة في أرضية الملعب، وفي دكة الاحتياطيين، والمنصة وحول الملعب، والتشنج الناتج عن التوتر والانفعال بين نائب رئيس نادي الصقر رياض الحروي وبين الأمين العام لنادي التلال عبدالجبار سلام ووصول ذلك إلى الصحافة الرياضية، من خلال الاتهامات المتبادلة التي روتها البيانات والتعقيبات، والمهاترات بشأن حكم المباراة أحمد قائد سيف... والجماهير للفريقين لكن للأسف الشديد لا حركة ولا صوت لمجلس إدارة اتحاد القدم بهذا الشأن سواءً للتهدئة ، أم للضبط والعقوبات... والأسباب كما توردها الأندية الصغيرة الحجم مالياً والفاقدة لنافذين أو ذوي الثقل، ممن يمكنهم منع توجيه قرارات عقابية بحق لاعبي نادي الصقر أو نادي التلال ... ثم أخذت هذه المشكلة منحنى آخر، ينذر بالأسوأ.. فبعد التلاسن عبر البيانات في الصحف، بدأت الماكينة الإعلامية باستهداف اتحاد كرة القدم، والتشكيك في نواياه تجاه هذين الناديين.. وبرزت في الكتابات والمقالات والتحليلات التلميح تارةً والتصريح تارة أخرى بأن اتحاد القدم يبيّت النية للانقضاض على الأصفر الحالمي، وأن مرشح صقر تعز فتحي عبدالواسع سيقدم استقالته إذا لم يستجب الاتحاد الكروي لمطالب ناديه والسؤال هو : هل فتحي عبدالواسع هائل مرشح نادٍ واحد، ويمثله ويتحدث عن مصالحه، ويدافع عن مطالب ناديه فقط ؟ أم إنه بعد نيله الثقة من جميع أندية تعزوعدنوصنعاء وبقية محافظات الجمهورية، بات يمثل الرياضية اليمنية، ويحمل الهم العام، وليس مندوباً خاصاً للصقر لتسهيل وتمهيد الطريق أمامه كي يفوز بالبطولة.. إننا لا نتحدث هنا عن شخص نائب رئيس الاتحاد الأول، بل نوضح أنه ليس مندوباً لناديه، بل هو ممثل لاتحاد بسعة الوطن، ويتحمل المسئولية مع أعضاء الاتحاد الآخرين في إرساء المساواة ولعدل والنظر بعين القانون الرياضي، وليس العاطفة أو المصلحة الذاتية لنادٍ واحد. كرة القدم لها لوائح وقوانين ونظم يحتكم إليها الجميع اتحاداً وأندية وحكاماً، وإدارة ولاعبين وجماهير.. أما إن حدث زلل من فريق ليس له تواجد في اتحاد الكرة، أو لا يمتلك الأموال، أو لا ثقل له في ميزان النظرة الاتحادية، ومعاييرها في التعامل .. فإن اتحاد القدم يوجه كل قواه، ويصدر قراراته الحاسمة والخارقة للقوانين ، لأنها تتلاءم مع توجهات ورغبات بعض أعضائه الثقيلي التأثير والواسعي الصلاحيات.. وبالطبع لا يمكن إغفال القرار المثير للجدل الموسم الفائت عندما تم حدوث شغب وخلاف وشحن وصدام بين الجماهير الأهلاوية والهلالية وخرج القرار الهلالي المصبوغ بالظلم على أهلي صنعاء الذي كان متصدراً للدوري من أسبوعه الأول حتى الجولة الأخيرة فهبط مظلوماً وعاد مرفوع الرأس إلى الدرجة الأولى، دون مساندة أو دعم ، لكنه الإصرار والعزيمة لدى الإدارة الرشيدة للأخضر الحالمي ولاعبيه وجهازه الفني. اتحاديون يحملون أجندة أنديتهم من الغرابة في قضية المعارك بين الأندية وإدارييها وجماهيرها والطواقم التحكيمية أن اتجاهات القرارات تخضع للمصالح الذاتية فيتحول بعض أعضاء اتحاد القدم إلى ممثلي أنديتهم فقط.. وإذا كان الحال كذلك، فإن الصحيح هو أن يتم اختيار مندوبين إلى اتحاد القدم ترشحهم الأندية في الدرجتين الأولى والثانية ويشكلون مجلس الاتحاد بدلاً عن انتخاب من جاءوا إلى هذا الاتحاد يحملون أجندة أنديتهم... ويحققون أهدافها.. وإن لم يحدث ما يطالبون بإحرازه لأنديتهم يهددون بالاستقالة، ويتهمون الشيخ العيسي والآخرين بالمجاباة.. وكأنما هم بريئون من تلك التهم. يا كل الاتحاديين، أنتم تشكلون مجلساً اتحادياً انيطت به مهام بحجم أندية اليمن، فلا تختزلوه أو تحصروه في زاوية النادي.. وإن لم تستطيعوا أو تقدروا على التخلص من عباءة ناديكم فأعلنوا استقالتكم من اتحاد كرة القدم.. وانضووا في الهيئة الإدارية للنادي الذي تمثلونه.. لأنكم غير مؤهلين لحمل المسئولية، ومازلتم مشدودين إلى لون النادي الواحد، الذي منحتكم أنديته الرياضية ثقتها لتكونوا أعضاء في الاتحاد اليمني لكرة القدم، وتسعوا إلى تطوير الرياضة، والنهوض بالواقع الكروي، وليس أن تزيدوه عللاً ومشاكل لسلبيتكم وسلبكم المصلحة الوطنية من المهمة المناطة باتحاد القدم. الصفحات اكروبات