أكد وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري ضرورة تضافر وتكامل الجهود للحد من الحوادث المرورية وإيقاف النزيف الجائر الذي تسببه تلك الحوادث على امتداد الطرقات. وشدد في حفل تدشين فعاليات أسبوع المرور العربي الموحد الذي نظمته الإدارة العامة للمرور مركزياً اليوم بصنعاء ويستمر خلال الفترة 4-10 مايو الجاري على ضرورة تنفيذ الأنظمة واللوائح المرورية المنظمة لحركة السير واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المخالفين وبما من شأنه الحفاظ على الأرواح وصيانة الممتلكات وتفادي الخسائر الناجمة عن الحوادث. وأشار إلى أهمية تزامن التوعية في أسبوع المرور العربي مع متابعة المخالفين الذين يكسرون القواعد المرورية.. مشدداً على ضرورة العمل ببرامج التوعية المرورية على مدار العام وعدم اختزالها في أسبوع أو شهر لما لها من أهمية في التقليل من الحوادث المرورية وتجنب آثارها السلبية على الفرد والمجتمع. وقال: إن انضباط الشارع العام مهمة الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز المرور الذين يمثلون واجهة وزارة الداخلية واليمن ككل"، منوهاً بما يقوم به رجل المرور من مهام جسيمة في سبيل تنظيم حركة السير والتقليل من الحوادث المرورية وما ينجم عنها. وحث وزير الداخلية في ختام كلمته سائقي المركبات على أهمية الالتزام بربط حزام الأمان والامتناع عن استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، مؤكداً ضرورة التطبيق الصارم لكافة اللوائح والقواعد الخاصة بمستخدمي الطريق من سائقين ومشاة. من جانبه أشار نائب وزير الداخلية رئيس اللجنة التحضيرية لأسبوع المرور اللواء الركن صالح حسين الزوعري إلى أهمية هذه الفعالية يتم الاحتفال به في مختلف الدول العربية تحت شعار "لسلامتك.. أجل مكالمتك" ودورها في نشر الوعي المروري في اوساط المجتمع في الوقت الذي باتت الحوادث المرورية تسجل أرقاماً مخيفة تزداد يوماً عن يوم. ولفت إلى أن إحياء هذه الفعالية التوعوية في شهر مايو يكتسب اهمية خاصة لكل اليمنيين كونها تأتي قبل احتفالات شعبنا بأعظم منجز وأكبر مكسب ليس على المستوى الوطني فحسب وإنما على المستوى الإقليمي والدولي أيضاً يتمثل في العيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية 22 مايو". وقال الزوعري: إن كل عام أو شهر أو يوم يمر علينا يثبت بما لا يدع مجالاً للشك إننا أمام قضية كبيرة ومشكلة عويصة تستدعي الاهتمام بها ولفت النظر إليها لما لها من خطورة كبيرة وضرر بليغ على حياتنا وممتلكاتنا، إنها المشكلة المرورية التي ما تركت حياً إلا ودخلته ولا منطقة إلا وصلت إليها وألبست أهلها حزناً لا يطاق وخسارة لا تعوض. وأضاف: إن اليمن خسرت في حوادث المرور خلال العام المنصرم 2009م، نحو ثلاثة آلاف ومئة شخص من الوفيات وعشرات الآلاف من الإصابات. وأكد أن المشكلة المرورية تستدعي الوقوف الجاد من كافة المؤسسات الرسمية والشعبية والمنظمات الحزبية والأهلية باعتبار أن المشكلة المرورية غير قابلة للجدل والأخذ والرد والصعود والهبوط إذا ما قورنت بالقضايا السياسية الأخرى حيث ان الجميع مسئولون عن اتخاذ كافة الوسائل للحد من تلك الخسائر المستمرة والمتصاعدة في الأرواح والممتلكات. ورأى نائب وزير الداخلية أن تكثيف التوعية المرورية هي من أنجح الوسائل في الحد من وقوع الحوادث المرورية كون الإنسان هو السبب الرئيس في وقوعها، مبيناً أن وسائل الإعلام بمختلف أنواعها هي صاحبة الدور الأكبر في خلق وتنمية الثقافة المرورية لدى مختلف شرائح المجتمع. فيما ألقى مدير عام المرور العميد يحيى محمد زاهر كلمة عن الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة أسبوع المرور العربي، أشار فيها إلى أن الحوادث المرورية أصحبت تشكل واحدة من أهم المعضلات التي تؤرق وتستنزف المجتمعات في أهم مقوماتها ومكوناتها الفاعلة وهو العنصر البشري، فضلا عن ما تخلفه من تأثيرات ومشاكل وخسائر مادية ضخمة. وقال: أدت التحولات البنيوية التي شهدتها الدول العربية في السنوات الأخيرة وعلى مختلف الأصعدة إلى تفاقم المشكلة المرورية وهذا الأمر حذرت منه منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت أن استمرار الوضع الحالي في المنطقة العربية سيؤدي لا محالة إلى زيادة أعداد الوفيات والإصابات بنسبة 60 % عما هي عليه الآن بحلول عام 2020م. وأوضح أن الحوادث المرورية في المنطقة العربية تودي بحياة نحو 26 ألف شخص سنويا، وإصابة أكثر من 250 ألف آخرين، يصاب جزء كبير منهم بعاهة أو عجز دائم، فيما يبلغ عدد هذه الحوادث في الأقطار العربية أكثر من نصف مليون حادث سنويا، مخلفة خسائر مالية فادحة تقدر بأكثر من 25 مليار دولار أمريكي. وتابع العميد زاهر: وأمام هذه المأساة المرورية فإن الجهود وإن تضافرت على جميع المستويات العمودية والأفقية للحد من هذا النزيف فإنه يتوجب أن توضع في إطار شمولي متجدد تتكامل فيه مجهودات الدولة مع مبادرات المجتمع المدني على أن يتسم الأمر بالاستدامة والواقعية والوضوح في الأهداف والوسائل والإمكانيات، بغية التأسيس لسلوك حضاري جديد في استخدام المركبة وفي تفاعل متناسق ومتكامل مع أنظمة المرور والبرامج الوقائية. وأكد أن مجلس وزراء الداخلية العرب يولي المشكلة المرورية في الوطن العربي أهمية بالغة انطلاقا من مسؤوليته في ضمان كافة عناصر الأمن والأمان للمواطن العربي من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة والمؤتمرات والدراسات واللقاءات المتعلقة بهذا المجال. وبيّن أن الاستراتيجية العربية للسلامة المرورية التي أقرها مجلس وزراء الداخلية العرب عام 2002م، ويتولى المكتب العربي للحماية المدنية والإنقاذ متابعة تنفيذ بنودها، إنجازاً هاماً ومتميزاً على صعيد تأمين سلامة المرور في الدول العربية. وأشار إلى أن تلك الإستراتيجية تهدف لحماية المجتمعات العربية من الآثار الناجمة عن الحوادث وتوعية المجتمع بكل الجوانب المتعلقة بالمرور لضمان احترام وتطبيق القواعد المرورية وتنمية إحساس المواطن العربي بمسؤوليته المشتركة تجاه تحقيق وتطوير علاقات التعاون بين الجهات المختصة بالمرور والهيئات والمجتمعات الأهلية المعنية، فضلاً عن تعزيز وتوثيق التعاون العربي والإقليمي والدولي في قطاع السلامة المرورية. واعتبر أن أسبوع المرور العربي الذي قرر المجلس الاحتفال به كل عام مناسبة لنشر التوعية بمعضلة المرور والتركيز على أحد جوانبها. ونوه إلى أن الاحتفال بأسبوع المرور العربي هذا العام تحت شعار " لسلامتك .. أجل مكالمتك" يؤكد أن المشكلة المرورية هي في حد ذاتها مشكلة سلوكية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقيم الأفراد وسلوكياتهم ومدى رغبتهم وحرصهم بالتالي على الالتزام بآداب المرور وقواعده. وبين مدير عام المرور أن العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت حول خطورة استخدام الهاتف النقال أثناء قيادة المركبات أظهرت أن هذا الإستخدام يشتت تركيز السائق وانتباهه ويمنعه من التحكم بالمقود وأن احتمالات وقوع حادث سير تزيد خمس مرات إذا كان السائق يتحدث عبر الهاتف النقال..لافتاًً إلى أن الحكومات في معظم دول العالم عملت على سن قوانين وتشريعات تمنع استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة. ودعا إلى نشر مبادئ ومفاهيم ثقافة المرور وتكثيف حملات التوعية المرورية الهادفة إلى تعميق مفهوم التربية المرورية وبما يسهم في تنمية وترسيخ الحس المروري لدى السائق وِإشعاره بأهمية وضرورة تحمله المسؤولية، فكلما زاد الوعي المروري لدى مستعملي الطريق كلما كانت الطرق أكثر أمناً وسلاما. تخلل الحفل الذي حضره عدد من المسؤولين، عرضاً كرنفالياً قدمه رجال المرور وأعضاء الكشافة والمرشدات وعدد من زهرات طلاب وطالبات مدارس أمانة العاصمة. وألقيت في الحفل قصيدة شعرية للشاعر صادق السباعي، نالت الإستحسان، وقدمت لوحة غنائية بعنوان شرطي المرور لمجموعة زهرات وأشبال وأعضاء الكشافة والمرشدات بقيادة الفنان عبد الرحمن الأخفش .