الإسكندرية: تحت عنوان "التواصل التراثى...أصول ومقدمات التراث العربى الإسلامى" عقد المؤتمر الدولى السابع لمركز مخطوطات مكتبة الإسكندرية، وجاء هذا المؤتمر انطلاقاً من أن تراثنا العربى الإسلامى لم ينطلق من دون أصول سابقة ومقدمات، فكما كان التراث العربى الإسلامى مؤثرا فى الحضارة الأوروبية الحديثة؛ فما هى التراثيات التى أثرت فى صياغة التراث العربى الإسلامى؟ ووفقاً لصحيفة "الشروق" شارك فى المؤتمر نحو 45 عالما من 16 دولة منها تسع دول عربية، وضم المؤتمر 32 ورقة بحثية شملت محاور المؤتمر الأربعة: الفلسفة والطبيعيات، والمعارف العامة والتاريخ، واللغة والتصورات الدينية، والفنون والآداب. قدم لمحاور المؤتمر د.يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات، وشهدت جلساته البحثية جدلاً ونقاشاً حول التراث العربى الإسلامى، ودراسة القرآن واللاهوت المسيحى، وقد أثار ما قاله الدكتور بشار عواد معروف الباحث بمؤسسة "آل البيت الملكية للفكر الإسلامى" بالعراق جدلاً كبيراً عندما قال إنه يرى أن المؤتمر يشهد جرأة غير عادية على القرآن الكريم، لا يصح أن يكون فى دولة مسلمة كمصر، وأن هذا "مقبول فى الغرب لا فى الشرق" مشيرا إلى بعض الأبحاث، خاصة بحث اللبنانية الدكتورة هدية الأيوبى "المؤثرات الأسطورية فى الأدب العربى بين الجاهلية والإسلام". وقد سعى د. رضوان السيد الباحث المعروف بالمعهد العالى للدراسات الإسلامية بلبنان لأن يوضح ل د.بشار عواد معروف أنه لا توجد جرأة، وإنما نقاشات علمية تحاول إثبات أنه ليس من المهم الكشف عن تأثير القرآن بالديانات السابقة عليه، وإنما دراسته كنص فقط، دون الالتفات إلى تأثره بالديانات الأخرى، كاليهودية والمسيحية، والتى رآها الدكتور رضوان واحدة فى مضمونها. ووفق الصحيفة المصرية ، فقد شهد المؤتمر كذلك جلسات نقاش ثرية دارت بين كل من محمد سليم العوا ويوسف زيدان وحسن حنفى وآخرين، حول التواصل التراثى والأفكار الجدلية التى طرحها حسن حنفى فى بحثه "جدل التواصل والانقطاع فى التراث الإسلامى"، فهو يرى أن التواصل والانقطاع فى التراث الإسلامى له معنيان، الأول التواصل والانقطاع بين الحضارات. فالتراث الإسلامى إحدى حلقات التراث القديم، الفارسى والهندى شرقا، واليونانى والرومانى غربا، والثانى هو التواصل والانقطاع داخل التراث الإسلامى وتياراته. وأشار حنفى إلى أن التراث يظل حياً ما لم ينقطع أحد جانبيه، وأنه غالبا ما يسود التراث الذى يغلِّب الظاهر والنقل والشريعة، فإذا ما تغيرت الظروف الاجتماعية والسياسية يمكن إعادة الاختيار بين البديلين حتى تعود التعددية للتراث والحوار بين الموقفين المتعارضين بدلا من سيطرة الرأى الواحد وتكفير الرأى الآخر.