الخميس ال3 من يونيو الجاري مثل علامة فارقة في تاريخ المؤسسة العسكرية والأمنية اليمنية , بإعلان فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة دخول اليمن عالم التصنيع الحربي , بإنتاج 300 عربة مدرعة لرفد قوات الأمن بها , وهو ما اعتبره خبراء عسكريون ومهتمون بالشأن اليمني نقلة نوعية للقوات المسلحة والأمن اليمنية بهذا الإعلان الذي بين إلى أي مدى تهتم القيادة السياسية والعسكرية بتطوير وتحديث القوات المسلحة والأمن ورعاية منتسبيها , وإحداث نقلة لم تكن متوقعة لدى كثير من المراقبين في هذه المؤسسة التي ظلت طوال تاريخها تشتري كل ما يلزمها من أسلحة ومعدات عسكرية وعربات مدرعة وغيرها من الخارج وبمبالغ كبيرة إنتاج اليمن لعربات مدرعة سيفتح أمامها الباب واسعا للتوسع أكثر في مجال التصنيع الحربي وولوج عالم التكنولوجيا العسكرية مستقبلا , وسيكون فرصة واعدة لمنتسبي القوات المسلحة والأمن في تفجير طاقاتهم ومواهبهم في خوض غمار هذا الجانب الهام من العلوم العسكرية وسيوفر على اليمن مبالغ كبيرة وبالعملة الصعبة , وسيسهل تنفيذ قوات الأمن لمهامها الأمنية ومكافحة الإرهاب والجريمة وتحقيق انتشار أمني أكبر لها في مختلف المناطق اليمنية مزودة بمعدات وآليات يمنية الصنع ذات مميزات تصنيعية عالمية راعت الطبيعة الجغرافية لليمن وطبيعة المهام التي ستشارك تلك المدرعات في تنفيذها فخامة الرئيس في خطابه بحفل تخرج الدفعة الرابعة للدورة التأسيسية للمهارات والمعارف الأمنية من المركز التدريبي العام للشرطة بذمار الخميس الماضي , قال :" إن شاء الله ستتزود أجهزة الأمن خلال العام القادم بمعدات حديثة ومتطورة من التصنيع الحربي اليمني بما يقارب من 300 عربة مدرعة حديثة من أحدث التصنيع العسكري اليمني مستفيدين من خبرات من جنوب أفريقيا وبعض الدول الأوروبية" موضحا أن المواد الخام المصنع منها هذه المعدات والتكنولوجيا من الخارج واليد العاملة من اليمن وقال :" بدأ التصنيع فعلا وأنجزنا مهام كبيرة خلال الستة الأشهر الماضية من صناعة عربات حديثة ومتطورة لتزويد المؤسسة العسكرية " خلال عام 2009م، بدأت اليمن بإنتاج الجيل الأول من المدرعات المسماة (قطيش 1) ولم يحل عام 2010م إلاّ وقد بدأت اليمن بإنتاج الجيل الثاني (قطيش 2)، والتي تم تصميمها بأحدث المواصفات، وبما يجعلها تضاهي بمتانتها العديد من النماذج العالمية المعروفة، بمساعدة خبراء من جنوب أفريقيا المعروفة بتقدم صناعاتها الحربية، والتي اشترت منها السعودية أخيرا (78) وحدة من منظومة راجمة صواريخ متكاملة، يُطلق عليها اسم صواريخ (ج- 6). وتتسع المدرعة (قطيش 2) لثمانية أفراد بالإضافة للرامي، وهي مصفحة للمستوى السابع من التدريع , وتعمل بمحرك ديزل 6 سلندر، يولد تقريبا 210 حصان، وعامل القوة للوزن هو تقريباً 30 حصانا لكل طن وزن.. وقد تم استخدام محرك ودفرنسات تويوتا لاندكروزر، وتم إجراء تدعيم لأنظمة التعليق والوقوف , والتدريع من طبقتين من الحديد المصفح، وهذا النوع من التصفيح لا يمكن اختراقه من العيارات 7,62 مقاس 63 ملم، كذلك يمنع اختراق العيار 12,7 ملم من مسافة 75 متر، وذلك بسبب ميزة زوايا جوانب العربة