في جريمة استنكرها وشجبها الجميع في منطقة النجد الأحمر الواقعة في نطاق مديرية السياني محافظة إب التي راحت ضحيتها امرأة بريئة لا حول لها ولا قوة ولم يكن لها أي ذنب أو جرم اقترفته يداها الشريفتان.. ذنبها أنها أرادت بخروجها من منزلها وصراخها أن تحمي أخاها المسكين من بطش وجبروت عدد من الأشخاص المسلحين الذين قدموا للبحث عن أخيها في المنزل، وما هي إلا لحظات عصيبة من خروجها إذ بها تلقي حتفها وتصيبها إحدى الرصاصات القاتلة التي أطلقت من فوهات الأسلحة المدجج بها هؤلاء الأشخاص.. أم الخير هذا الاسم الرائع الذي يحمل بحروفه أجمل كلمتين “الأم والخير” في زمن طغى الشر عليه وافتقد لحنان ودلال الأم. أم الخير البالغة من العمر 35عاماً تقريباً متزوجة تسكن في إحدى قرى النجد الأحمر السياني في إب أثناء ما كانت في منزلها عصر يوم الأربعاء المنصرم وتحديداً الساعة الثالثة إذا بها تسمع أصواتاً من خارج المنزل لأشخاص وصلوا إلى جوار المنزل وقتها عرفت أنهم يبحثون عن أخيها رياض الذي لم يكن موجوداً في المنزل تلك اللحظة فأسرعت مفزوعة في الخروج إلى خارج المنزل للبحث عن أخيها وحمايته من شر هؤلاء الأشخاص القادمين من أسرة بني “ج” من ذات المنطقة النجد الأحمر وقتها كان الأشخاص المدججين بالأسلحة الآلية نفسه قد تجمعوا بجوار المدرسة الواقعة في قرية أم الخير التي لم تكن تعرف إلى أي وجهة تذهب وتجري كل ما يهمها هو أخيها كيف تصل إليه قبل أن يصل إليه المسلحون ويصله شرهم وجبروتهم وقبل أن تطاله أيدي الأشخاص وبطشهم كان مشهداً يحمل في طياته دلائل أخوية رائعة قامت به أم الخير التي وقتها حددت وجهتها نحو مكان التجمع الموجود فيه الأشخاص المسلحين “المدرسة” وقبل وصولها إليهم كان هناك شخص يدعى نعمان على كتفه سلاح وصل إليهم وخاطبهم بالعبارة العامية “أيش معاكم متجمعين” وكان من هؤلاء سوى الرد عليه بسلبه لسلاحه الآلي فحاول أن ينفذ بجلده منهم بالوسيلة الوحيدة وهي الهرب منهم وبالفعل نفذ منهم وتمكن من الفلات من بين أيديهم فشرهم موجود ومعروف بدليل قدومهم وبتلك الطريقة والأسلوب غير الحضاري المتخلف كثيراً.. عند هروب نعمان ركضاً على الأقدام كان فراره باتجاه أم الخير التي هي الآخرى كانت تجري في اتجاه عكسي لنعمان إلى وجهة فوهات السلاح الآلي من قبل الأشخاص صوبه مطلقين النار عليه “من خلفه” وكأنهم لم يكتفوا لما قاموا به قبل ولم يكونوا مقتنعين أن يعودوا وأسلحتهم كما أتوا بها، وقتها مع دوي صوت الطلقات النارية تسقط أم الخير أرضاً وكأن شيئاً مكروهاً أصابها نعم.. أصابها مكروه أصابتها طلقة نارية واحدة مدخلها من تحت الإبط الأيسر ومخرجها من الثدي الأيمن وكأنها أرادت هي الآخرى الهروب بجلدها بمجرد رؤيتها لشرارة النار التي أرسلها المسلحون من أسلحتهم وراء الشخص “نعمان” لكن المكتوب كان أسرع منها ليعلن القدر المحتوم عن سقوطها قتيلة والدماء تسيل منها.. سارع بعض الحاضرين إلى نقل أم الخير بغرض إسعافها وتم إيصالها إلى مستشفى ناصر لكنها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها بالطلقة النارية.. أسرع مندوب البحث في مستشفى ناصر المساعد نشوان الكهالي في تدوين المعلومات والبيانات عن صاحبة الجثة بمجرد استكماله لها قام بإبلاغ العقيد أنور عبدالحميد حاتم مدير البحث الجنائي بالمحافظة الذي وجه بسرعة انتقال خبراء الأدلة الجنائية للمستشفى لاتخاذ الإجراءات الفنية في الجثة قبل إيداعها ثلاجة المستشفى الشيء ذاته قام به المندوب في إبلاغ عمليات أمن المحافظة التي من خلالها تبلغ بالحادثة العميد ناصر عبدالله الطهيف مدير عام أمن محافظة إب الذي أصدر توجيهاته عبر مدير مكتبه الملازم محمد محمد الحطباني إلى إدارة أمن السياني وقسم شرطة النجد الأحمر بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية في القضية وضبط الجناة وكل من يثبت تورطه في واقعة القتل، وبإشراف مباشر من الرائد محيي الدين عباس الفلاحي مدير فرع الأدلة الجنائية وصل اثنان من خبراء الأدلة إلى المستشفى وهما “طه الحسيني، جمال الصلاحي” وقاموا بتصوير الجثة ومعاينتها ظاهرياً ومن ثم إيداعها الثلاجة. في الجانب الآخر لمكان الحادثة التي كان قد فر منها المسلحون كان انتقال رئيس قسم البحث الجنائي بقسم شرطة النجد الأحمر محمد السماوي وباشر الإجراءات بإشراف مدير أمن السياني المقدم عبدالرب الأصبحي ومدير قسم شرطة النجد الأحمر العقيد عبدالله الجرافي وقد بذل الأول جهوداً مشكورة في القضية وقام بعمله وعمل نظيره رئيس قسم البحث بأمن السياني الذي كان “كما قيل لنا” أنه في إجازة مرضية. م محمد السماوي والأفراد الذين كانوا بجانبه عقب الانتهاء من جمع الاستدلال والتحري في الحادثة نجحوا في ضبط “2” أشخاص ممن كانوا موجودين ضمن مجموعته الأشخاص المسلحين وقت الحادثة وقبل الحادثة عند الهجوم على منزل أم الخير.. فيما المتابعة لا زالت مستمرة عن البقية بعد كشف هويتهم والتعرف عليهم حتى ساعة كتابة هذه السطور وذلك للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة المتمثلة بالنيابة والمحكمة والتي هي ستقول في كل واحد ثبت علاقته بالحادثة وضلوعه فيها كلمتها بحقه. يذكر وبحسب ما أوضحته المعلومات في القضية إلى أن أسباب قدوم الأشخاص وهم مسلحين لمنزل أم الخير للبحث عن أخيها كان بغرض إرغام رياض شقيق المجني عليها على الاعتذار لهم “أي الأشخاص وتحديداً قائدهم” نظير ما قام به في تقديم بلاغ لإدارة أمن المديرية وبطريقة عنجهية قائلين “ليش أبلغ في إدارة أمن المديرية و المعنى لهذه العبارة لا يعرفه إلا هؤلاء والأقلية من الناس.. وأشارت المعلومات إلى وجود قضية وبالأصح خلاف على أرض منظورة في محكمة المديرية ليس الأشخاص المسلحون طرفاً فيها وإنما دورهم هو الوقوف بجانب أحد أطرافها داعمين له ولتصبح في آخر المطاف المجني عليها أم الخير ضحية لذلك وضحية جديدة لخلافات ونزاعات الأراضي التي اجتاحت حتى قرى الريف وأصيب أهلها بفيروسها القاتل الذي مع كل صباح من كل يوم يعلن عن ضحية جديدة ما بين قتيل وجريح وهكذا هي العواقب الوخيمة.. هذا ومن المتوقع إحالة القضية إلى النيابة في الوقت الذي يواصل رجال الأمن في متابعة بقية الأشخاص المتهمين في واقعة القتل..