أولاً: الخلفية التاريخية تركيا الحديثة التي قامت على أنقاض الدولة العثمانية الخلافة أو ما كانت تسمى بالرجل المريض.. جاءت الجمهورية التركية في ظل ثورة علمانية “حادة” صادرت الحقوق والحريات تحت شعار الحرية واللحاق بالغرب، وفي ظل هذا الشعار ارتكب القائمون فظائع أدت إلى فجوة بل قطيعة بين السلطة والمجتمع، وبطبيعة الحال ظهرت ردود فعل مناهضة تدين التصرفات السلطوية، وتعددت وسائل ردود الفعل غير أن السلطات قمعت الجميع بلا استثناء، كما تعددت صور وأساليب القمع جراء الانقلابات العسكرية الموسمية داخل المؤسسة العلمانية.. وفي مطلع عقد خمسينيات من القرن الماضي حصل انقلاب عسكري غير أن الانقلابيين عملوا على فتح المجال للديمقراطية وتنفس شعب تركيا الصعداء خلال عقد من الزمن، وبانقلاب آخر ذهبت الديمقراطية في خبر كان.. والخلاصة مما سبق هي أن الأستاذ الداعية “فتح الله كولن” كان قد درس الواقع من كل الزوايا واستفاد من التجارب السابقة ردود الأفعال المناهضة والتي قمعت دون أن تقدم شيئاً في خدمة وتنمية المجتمع، وفي مطلع عقد الثمانينيات من القرن الماضي حصل انفراج نسبي، أتيحت في ظله بعض الإصلاحات الدستورية، كان من ضمنها صدور قرار بفتح جامعات خاصة ولكن غير ربحية عدا المدرس الأهلية، فقد أتيح فيها الاستثمار، وهنا كان الأستاذ فتح الله كولن قد اقتنص الفرصة كونه قد استفاد من الماضي، وكان مشروعه جاهزاً، تمثل هذا المشروع في خدمة المجتمع من الزاوية الثقافية والتربوية والاجتماعية أعني أنه ترك السياسة بعيداً كما لخص رؤيته حول مشكلة المجتمع، تمثلت في الجهل، الفقر، الاختلاف، فالأولى علاجها العلم، والثانية علاجها تنمية الإنسان، والثالثة علاجها القواسم الإنسانية المشتركة أي ليس هناك شيء اسمه “الآخر” حد قول فتح الله: لا يوجد هناك آخر، الآخر هو أنا؟!. اضعط هنا للمزيد من التفاصيل اضغط هنا للاطلاع على صفحات الاكروبات