تعد الفنانة الإماراتية “رزيقة الطارش” من فنانات الصف الأول في الدراما الخليجية ،وتعود بدايات تجربتها إلى أواخر ستينيات القرن الماضي ،وقدمت إلى اليوم عدداً كبيراً من الأعمال أسهمت من خلالها في تعزيز الحضور الدرامي الإماراتي خليجياً وعربياً... وعرفانا بهذا الدور كرمها مهرجان الخليج السينمائي الثالث في دبي . البدايات الصعبة تعود بدايات عملها في الدارما إلى مرحلة الطفولة ، وعلى مدى سنوات طويلة تعرضت لمعوقات لم تنكسر أمامها ؛بل انتصرت لموهبتها وحققت تجربة هي فخورة بها اليوم. ... تقول : تحديداً تعود تلك البدايات إلى العام 1968م... حينها لم يكن اتحاد الإمارات موجوداً، كما كانت العادات والتقاليد أكثر تحفظاً... وبالنسبة لي فقد استطعت أن التدرج في تجاوز المعوقات الاجتماعية...وقد ساعد على ذلك التعليم،حيث افتتحت لدينا المدارس،وكان يأتينا مدرسون من مصر والبحرين...وعندما بدأوا في أبو ظبي بتأسيس نواة لإذاعة كانوا يأخذون الطلاب من المدارس للمشاركة في برامج الإذاعة...فكانوا يأخذوننا من المدرسة للمشاركة في برامج للأطفال وتمثيليات صغيرة...وكان عمري حينها تقريباً عشر سنين...وعندما عرف أهلي أنني أذهب للإذاعة منعوني...لقد كان هناك مصاعب؛إلا أن أهلي اقتنعوا ،فيما بعد، ووافقوا على أن أعمل في هذا المجال الذي اخترته خصوصاً وأنني لا أعمل ما يخالف الشرع والعرف...فتواصلت بداياتي إذاعياً ومن ثم مسرحياً ومن ثم تلفزيونياً في العام 1972م “. مناقصة زواج وتتذكر “رزيقة الطارش” أول مسلسل تلفزيوني شاركت فيه ،وهو المسلسل الإماراتي “مناقصة زواج”.. ،مستعرضة المراحل التي مرت بها تجربتها ، منوهة بعددٍ من الأعمال التي شكلت منعطفات مهمة في تجربتها،وهي في معظمها أعمال تلفزيونية...توضح: :” وهي أعمال كثيرة ؛ لأنني بدأت في هذا المجال منذ وقت مبكر، لكن الأعمال التي قدمتني للناس وعُرفت من خلالها جيداً ربما كانت منذ 15 عاماً ، ومن هذه الأعمال مسلسل “ مشاكل” ، وهو مسلسل إماراتي يتناول قصص من الحياة ، وهناك مسلسلات أخرى عديدة دفعت بي إلى الأضواء وعززت من حضوري الفني إماراتياً ومن ثم خليجياً؛ فبدأت أشارك في أعمال خليجية مشتركة ؛ فاشتغلت مع الفنانة حياة الفهد والفنان عبد العزيز جاسم ،والفنانة هدى الخطيب والفنانة ماجدة سلطان ..”. حاير طاير ولم تنس الفنانة رزيقة الطارش التنويه بتجربتها مع الدراما اليمنية...تقول في هذا الحديث الذي أجرينه معها في دبي :” ربما لم أشاهد من الدراما اليمنية سوى عمل أو عملين ... لكنني اعتز بتجربتي مع فنان أو فنانين اثنين من اليمن شاركوا معنا في مسلسل “حاير طائر”... وبصراحة كان الفنانون اليمنيون الذين شاركوا معنا فنانين جيدين ... ولا أخفيك أنني قبل ذلك لم أكن أعرف أن هناك دراما يمنية !”. وتستطرد : وكذلك التقيت خلال مهرجان الإذاعة والتلفزيون في البحرين هذا العام عدداً من الممثلات اليمنيات،وطرحن عليَّ فكرة العمل معاً؛فأبديت موافقتي ..إذ لا مانع عندي من المشاركة في أعمال درامية يمنية... وأتمنى أن اعمل مع فنانين يمنيين،ونعمل معاً في مسلسل مشترك يمني إماراتي؛لأنه في الأخير نقدم دراما عربية ،كما أن هذه الأعمال ستسهم في تطوير تجاربنا والجمهور في الأخير هو الحكم . فنانة رائدة ذاع صيت الفنانة الإماراتية رزيقة الطارش بأدوارها الكوميدية ، وهو ما زاد من قيمة تجربتها خصوصاً في ظل العدد القليل للفنانات الإماراتيات،ومحدودية الفنانات الكوميديات في الخليج .. أضف إلى ذلك شخصية هذه الفنانة البسيطة والتلقائية . انطلقت من المسلسلات الإذاعية ،واستطاعت من خلال خفة ظلها الدرامي الوصول السريع إلى قلوب المتابعين ، وتمكنت من خلال (كوميدياتها) الخاصة أن تحقق حضورا درامياً يضعها اليوم في الصدارة الدرامية في بلادها بين زميلاتها . جسدت العديد من الشخصيات في أكثر من 35 مسلسلاً تلفزيونياً تقريباً، ومن أشهر تلك المسلسلات «عندما تغني الزهور» و« حنة ورنة » ،« بقايا الأمس « ،« عجيب غريب»،« دروب المطايا» و«حاير طاير »..وغيرها. وعلى الرغم من قلة أعمالها المسرحية ،إلا أنها كانت من أوائل الفنانات الإماراتيات اللواتي اعتلين خشبة المسرح، وعلى قلتها تمثل اليوم أعمالها المسرحية جزءاً مهما من تاريخ المسرح في الإمارات...ولعل أول دور لها كان في مسرحية “الله يا الدنيا” للكاتب جمعة الحلاوي والمخرج مراد كامل. بين المسرح والتلفزيون كانت الإذاعة هي بداية الطريق لهذه الفنانة ليس إلى الدراما وإنما للعمل الإعلامي أيضا ،فقد عملت بالإذاعة وعمرها عشر سنين ، وكان أول برنامج إذاعي شاركت به بعنوان “أبو سعد وأم سعد”. تتذكر “رزيقة الطارش” اليوم محطات تجربتها الإعلامية والدرامية والمسرحية باعتزاز وفخر...لكن هذا الفخر جعلها أكثر تواضعا وتبسطاً . تكريم تقديراً لهذه التجربة جرى تكريم الفنانة رزيقة الطارش من قبل عدد من المؤسسات الإماراتية والخليجية تقديراً لرياديتها الفنية وعدد من زملائها الفنانين والفنانات في الإمارات ، حيث كرمها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وكرمها أيضا الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة السابق مع ثلاثة من رواد المسرح الإماراتي، كما كرّمت باعتبارها أول عنصر نسائي بإمارة أبوظبي يرتقي خشبة المسرح...وتكريمات عديدة أخرها تكريمها في مهرجان الخليج السينمائي الثالث في ابريل الماضي .