كثير من الفتيات اللاتي يتزوجن بوحش يرتدي ملابس آدمية وكثير من الفتيات اللاتي يقعن ضحية الطلاق.. نستعرض هنا عدداً من الحالات..«لو كان الأمر بيدي لرجعت إليه» تقول «آسيا» موظفة: إنها كانت صاحبة القرار في طلب الطلاق، لأنها وصلت إلى مفترق الطرق مع زوجها، لكنها تعترف بأنها ندمت كثيراً على هذا الطلب الذي حوَّل حياتها إلى جحيم كلما تذكرت تلك الأيام “الحلوة” التي عاشتها مع مطلقها، وأضافت والدموع في عينيها أن الأمر لو كان بيدها لرجعت إلى زوجها «ولكنه النصيب». لا يمكنني أن أعيش مع ضرة أما «منى» فقد انفصلت عن زوجها لأنها كما تقول لا تنجب فطلب منها زوجها أن تسمح له بأن يتزوج أخرى حتى يستطيع الإنجاب منها فرفضت رفضاً قاطعاً السماح له بذلك، ولكن الزوج أصر على طلبه وتحقيق حلمه بأن يكون له أولاد فما كان من «منى» إلا أن تذهب إلى بيت أهلها وتطلب الطلاق وكان لها ما أرادت. وتعلل «منى» طلبها للطلاق من زوجها بأن كرامتها أبت عليها أن تعيش مع ضرة. زوجة الوحش تؤكد إحدى الأخوات والتي رفضت الكشف عن اسمها أنها لم تندم على طلب الطلاق بعد أن اكتشفت أن زوجها «وحش آدمي» وبخيل ويرفض الإنفاق عليها، مستغلاً وجودهما معاً في الغربة بعيداً عن الأهل حيث كانا يقيمان في المملكة العربية السعودية. فقالت: إنها انتهزت فرصة سفرها إلى أرض الوطن لقضاء الإجازة، وطلبت الطلاق بعد أن تنازلت عن كافة حقوقها لدرجة أنها عادت إلى بلادها دون أن تأخذ شيئاً من ملابسها وذهبها الذي يقدر كما تقول بأكثر من «مليوني ريال»وتؤكد أنها ليست حزينة على فقدانها لهذه الأشياء الثمينة بقدر سعادتها أنها تخلصت من هذا الوحش الآدمي. لا للطلاق وتختلف الأخت «فاطمة» ممرضة بإحدى العيادات الخاصة حيث تقول: إن كلمة الطلاق مشطوبة من قاموس حياتي الزوجية ولا يمكن أن تتخيل حياتها من دون زوجها وهي دائماً تعمل بنصيحة والدتها في الحفاظ على زوجها وبيتها مؤكدة أن زوجها يعاملها معاملة إسلامية وإن كان في بعض الأحيان يغضب ولكن هذا وضع طبيعي يحدث في كل البيوت وعلى الزوجة أن تتحمل. «أم الدواهي» أما الحاجة «آمنة» متعجبة من حالات الطلاق الحاصل بين الأزواج وخاصة المتعلمين منهم، وتقول: إن الطلاق زمان كان عيباً كبيراً ونقصاً في الرجل أن يطلق زوجته أم عياله دون سبب، وزمان كانت الزوجة تدخل بيت زوجها ولا تخرج منه إلا على ظهرها «ميتة» لكن هذه الأيام الوضع مختلف خصوصاً وأن «قليلي الخير» كثير هذه الأيام الذين يصورون للزوج أنه إذا طلق زوجته سوف تحل له كل القضايا المعقدة وأنه سوف يتغير حاله إلى الأحسن بعدما يخلص من «أم الدواهي». «أزواج في قفص الاتهام» شيوع ثقافة الصورة رفع مقاييس الجمال عند الشباب وأصبح الواحد منهم يرغب في مواصفات جمال خيالية في زوجة المستقبل، وقد يجد بعضاً من تلك المواصفات خلال فترة الخطبة لكن بعد الزواج وعندما يجتمع الاثنان “الزوج والزوجة” تحت سقف واحد حيث لا يتوقع أن تظل الزوجة 24ساعة يومياً في كامل زينتها يكتشف الزوج “الخيالي” أن هذه الزوجة ليست هي التي رآها خلال الخطبة ولا تلك التي رآها خلال الخطبة ولا تلك التي تشبع طموحاته.. «لم أحبها» وهذا ما حدث مع «هائل» موظف يقول: عندما نويت الزواج أردتها فاتنة شديدة الجمال وهذا ما قالته أمي عنها بعد رؤيتها لها لكني اصطدمت بالحقائق بعد الزواج واكتشفت أنها ليست المرأة الجميلة التي أطمح لتشبع رغباتي وتملأ عيني وما زاد الطين بلة أني لم أحبها ومع ذلك كانت متمردة في أغلب الأحيان وعنيدة من كل مشكلة تواجهنا تسعى لتصعيد المواقف لا لتهدئتها ما حدا بي لاتخاذ قرار الطلاق. «الجمال لوحده ليس المعيار» ويقول «م.أ» مدرس: كنت أرى أن الزواج شيء جميل فرسمت في أحلامي عروساً رائعة إلا أن تجربتي لم تحقق أحلامي.. لم تكن زوجتي هي المرأة التي رسمتها في مخيلتي، زواجي منها كان تقليدياً وموافقتي عليها جاءت بعد إلحاح أبي وأمي ولم يكن لي دور في الاختيار فأختي هي التي رأتها وأثنت عليها وعلى جمالها وبعد الزواج واجهت معها الأسوأ فقد كانت سريعة الغضب ودائماً ما تصر على تجاهلي كرجل وتتضجر من مستواي المعيشي رغم أنه فوق المتوسط ولا تؤدي حقوقي الزوجية إلا بعد إلحاح!! ما اضطرني لطلاقها وقد شعرت بعد طلاقها براحة منها ومن كثرة طلباتها وشكواها المستمرة إلا أنه قد خالجني شيء من الندم وتمنيت لو أني لم استعجل في قرار الطلاق ومن تجربتي هذه أيقنت أن الجمال ليس هو المعيار في اختيار الزوجة فأخلاق المرأة له أهمية أكبر عند اختيار الرجل لها كزوجة. أما «خالد» فيقول: منذ الشهر الأول من الزواج اكتشفت زوجتي على حقيقتها عصبية مفرطة وأسلوبها في التعامل سيء للغاية، ورغم أنني كنت أواصل تعليمي الجامعي إلا أن ذلك لم يشفع لي عندها للتخفيف من طلباتها المتواصلة لا شيء إلا لأنها لا تمثل أهمية وعندما أحاول أن أفهمها أنني ما زلتُ طالباً وأن أبي هو الذي يصرف عليَّ تتفوه من لسانها السليط بالكلمات البذيئة وتصفني بالعيل الذي يطلب مصروفه من أبيه مما دفعني إلا أن أقوم بتطليقها والتفرغ للدراسة الجامعية. قلة خبرة نحن في مجتمعنا لا نؤهل أبناءنا للزواج مثلما نؤهلهم للوظيفة والعمل ولذلك كثيراً ما يقع الطلاق بين الزوجين المبتدئين ولأسباب تافهة وإن ضعف خبرة الزوجين لم يمكنهما من حلها. فالزوجة تنظر للزواج على أنه فستان زفاف وفرح والزوج ينظر إليه على أنه أحلام وردية. تقول “هيفاء” تزوجت في سن “13” عاماً وكنت طفلة لا أفهم من الزواج إلا الفستان الأبيض وهذا ما أعماني عن دقة اختيار الزوج المناسب إذ لم يكن لي دور في الموافقة على اختياره لصغر سني، ولثقة أهلي بكلام الناس عنه وافقوا وأتموا إجراءات الزواج وبعد مدة بدأت تتغير تصرفاته كالسهر لوقت متأخر والعصبية وتقلب المزاج والضرب لسبب وغير سبب، وإهمال لطفله صدمتي به لا تصفها كلمات لأن الأمر ازداد سوءاً عند ظهور علامات غريبة في تصرفاته كشرب «الخمر» والتغيب المستمر عن العمل، لم أيأس من محاولة رده إلى الطريق الصواب وإصلاحه بيد أنه كان يعود إلى هذا المشروب مما دفعني إلى طلب الطلاق وعانيت فيما بعد من حالة الاكتئاب والحيرة والخوف من المستقبل ليس حزناً عليه بل تأسفاً لحالي وخروجي من هذه التجربة بطفل بريء. حلول عملية أكثر حالات الطلاق بين الزوجين تحدث لأسباب يمكن تداركها وهذا ما يسهل علاج هذه الظاهرة. إلى ذلك يذهب الدكتور «نصر الحجيلي» جامعة ذمار بالقول: يقدم كثير من الشباب والفتيات على الزواج وفي رؤوسهم صور خيالية أكثرها زرعته وسائل الإعلام فالزوج شاب وسيم أنيق مترف لا هم له إلا مغازلة زوجته طوال اليوم والزوجة جميلة فاتنة تتفرغ طوال اليوم لزينتها وللحفلات والزيارات وبعد مرور وقت على هذا القطار تبدأ مرحلة الاستكشاف لكلا الطرفين حيث يصطدم الاثنان بواقع مختلف لا يطابق الخيال المرسوم وهنا يجب أن نشجع الزوجين على التكيف على هذا الوضع. أما يحيى مجلي أستاذ علم اقتصاد بجامعة صنعاء فلا يفكر أن الأزمات الاقتصادية له دور في الشقاق الأسري، ففي كثير من الحالات يبدأ الزوج حياته الزوجية مثقلاً بالديون أكثرها تلبية متطلبات المباهاة والتفاخر، حيث يؤكد الأستاذ يحي مجلي: أن الإحصاءات كشفت أن %42 من حالات الطلاق تحدث بسبب الحالة الاقتصادية للزوجين وعدم قدرة الزوج على الوفاء باحتياجات أسرته. في أضعف الحالات فإن الديون تستنزف جهد الزوجين ولا يتبقى لهما وقت للاستمتاع بحياتهما الزوجية، حتى ....... فإنه كثيراً ما يقع خلاف بينهما في حجم المساعدة المطلوبة منها ويصبح راتبها موضوعاً لمشكلات جديدة بينهما. لذلك يجب على الزوج والزوجة أن يدركا أن حياتهما قد اختلفت تماماً عن الحياة السابقة «ما قبل الزواج» فالزوج أصبح مسئولاً عن بيت وزوجة ويجب عليه أن يوازن بين متطلباته المنزلية وبين التزاماته السابقة كالديون والإيجارات وغيرها ويمشي على نمط معين مرسوم وفقاً لخطة اقتصادية صغيرة.. ختاماً قد يقول قائل: أن وقوع الطلاق مؤشر لوعي الزوجين وإدراكهما باستحالة الحياة بينهما ومن ثم الافتراق قبل أن يكون هناك أولاد أو قبل أن يتزايد عدد الأولاد بينهما وهم من سيدفعون ثمن الطلاق.. لكن الحقيقة أن أكثر حالات الطلاق لا تقع وفق التصور السابق أي لا تقع ليقين الزوجين باستحالة الحياة المشتركة بينهما بل كثيراً ما تقع لأسباب صغيرة يمكن تفاديها أو لضعف خبرة الزوجين أو لأسباب كثيرة يصعب حصرها غير أنه لا يمكن وصفها بأنها غير قابلة للعلاج. ثم إن النظر إلى قدوم الأولاد تعامل مسرّع للطلاق مجاف للواقع الذي يشير إلى أن الأولاد من أكبر العوامل التي تساعد في استقرار الزواج، وأن عدم الإنجاب أكبر مشكلة يواجهها الزوجان وتتسبب في التفريق بينهما...