يغادرنا خلال الأيام القليلة القادمة سعادة السفير الكويتي سالم غصاب الزمانان بعد أن تم تعيينه سفيراً جديداً لبلاده لدى سلطنة عمان الشقيقة يغادر بعد أن حفر اسمه في قلوب مختلف اليمنيين،وذلك لتمتعه بالبساطة والتواضع واقترابه من المواطن اليمني بدرجة أساسية مما أكسبه العديد من الأصدقاء الذين يكنون له كل حب واحترام، الجمهورية حرصت على توديع سعادة السفير سالم الزمانان على أمل اللقاء به في أقرب زيارة له إلى اليمن وذلك من خلال الحوار التالي. تسهيلات لا حدود لها ^^.. بداية سعادة السفير كيف تصفون مهمتكم خلال فترة عملكم كسفير لدولة الكويت الشقيق في اليمن؟ حقيقة كانت فترة عملي كسفيراً للكويت في اليمن فترة جيدة وجميلة واجهنا الكثير من القضايا لكن بفضل تعاون الأشقاء في مختلف مؤسسات الدولة استطعنا التغلب على العديد من القضايا والعمل على تعزيز العلاقات الكويتيةاليمنية والدفع بها إلى الأمام في مختلف المجالات ،وهي حقيقة علاقات أخوية لها جذور متينة في عمق التاريخ لذلك أعتقد أن مهمتي كسفير للكويت هنا في اليمن لم تكن صعبة وإنما كانت مهمة سهلة خصوصا في ضل وجود مختلف التسهيلات التي وجدتها هنا في اليمن من الإخوة في مختلف مؤسسات الدولة. علاقات متميزة واتفاقيات متعددة: ^^.. ما الذي تم تحقيقه أو انجازه خلال فترة عملكم في اليمن والتي تعتبر ثمار علاقات التعاون اليمنيالكويتي؟ أعتقد أن أي انجاز تحقق كثمار لحصيلة التعاون والعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين ليس مرتبطاً بشخص السفير بقدر ما هو مرتبط برغبة البلدين الشقيقين في تعزيز مسارات التعاون على مختلف الأصعدة ولهذا نلاحظ أن ثمار تميز هذه العلاقات هي تلك الزيارات العديدة والمتبادلة لمسئولي البلدين الشقيقين، تلك الزيارات التي نتج عنها توقيع العديد من اتفاقيات التعاون والتي تصل إلى حوالي تسع اتفاقيات تعاون بين البلدين في مختلف المجالات ونحن حقيقة سعداء جداً لتميز وتطور العلاقات الكويتيةاليمنية. ^^.. ما هي المجالات التي شملتها هذه الإتفاقيات؟ في الواقع كان هناك بعض الاتفاقيات الموجودة من سابق وكانت تحتاج إلى بعض الإجراءات القانونية المتعلقة بالتصديق عليها من قبل برلماني البلدين وكذلك إصدار المراسيم الخاصة بها وأيضاً هناك اتفاقيات حول الاستثمار والضرائب وكذلك اتفاقيات تتعلق بالتعاون بين وزارتي الخارجية في البلدين وغيرها من الاتفاقيات. منتجع سياحي كبير ^^.. في ظل التطور الكبير في مسارات علاقات البلدين يلاحظ أن الاستثمار الكويتي في اليمن لم يشهد تطوراً ملموساً يوازي التطور الموجود في علاقات البلدين الشقيقين؟ لا الاستثمار الكويتي في اليمن موجود وآخر هذه الاستثمارات كان من خلال وضع حجر الأساس لمنتجع سياحي كبير في محافظة إب بمبلغ يقدر بحوالي مائة مليون دولار ، وهذا بالتأكيد يدل على أن هناك رغبة أكيدة من قبل المستثمرين الكويتيين للاستثمار في اليمن. استثمارات واعدة ^^.. لكنه تقريباً مازال الاستثمار متدنياً ولا يلبي طموحات البلدين الشقيقين؟ في الحقيقة اليمن بلد واعد بالخير وهناك العديد من الفرص الاستثمارية غير أن المستثمر بطبيعة الحال يحتاج إلى معلومات عديدة عن هذه الفرص ،ولهذا الاستثمار في اليمن أعتقد ما زال يحتاج إلى ترويج وتعريف عن أبرز الفرص الاستثمارية وأماكنها وتقديم دراسات عن الجدوى الاقتصادية منها ،ولهذا أعتقد بأنه مازالت هناك جهود يجب أن تبذل وبشكل أكبر من قبل الطرفين للدفع بهذا الجانب إلى الأمام. ارتفاع التبادل التجاري ^^.. أيضاً التبادل التجاري سعادة السفير يلاحظ أنه مازال هو أيضاً دون المستوى؟ في الواقع التبادل التجاري خلال السنوات الأخيرة شهد ارتفاعاً من سنة إلى أخري ومؤخرا تم تصدير شحنة حديد كبيرة خاصة بالبناء كما اعتقد من اليمن إلى الكويت ،وهناك مؤشرات تدل على تحسن التبادل التجاري ومع هذا قضية التبادل التجاري مازلت تحتاج إلى تعاون أكبر بالرغم أنه يحكمها السوق الذي يتحكم بها وذلك من خلال العرض والطلب. زيارات متبادلة عديدة ^^.. في اعتقادكم ما هي أبرز المجالات التي شهدت تعاوناً أكبر خلال السنوات القليلة الماضية؟ في الواقع علاقات التعاون شهدت تعاوناً مثمراً ومتميزاً في مختلف المجالات وليس في مجال محدد والدليل على ذلك كما ذكرت لكم زيادة مستوى تبادل الزيارات لمسئولي البلدين الشقيقين ،خاصة أن هناك رغبة كبيرة لدى الطرفين في تعزيز هذه العلاقات وخصوصاً في ظل الرعاية الكريمة لسمو الأمير جابر الأحمد الصباح وفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية.. لهذا نلاحظ أن هناك تعاوناً في مختلف المجالات والزيارة الأخيرة لنائب رئيس الوزراء وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأخيرة إلى اليمن والذي شهد العديد من الأنشطة خلال زيارته لخير دليل على تميز العلاقات الكويتيةاليمنية علاقات أزلية متجذرة ^^.. ما هي الصعوبات تحديداً التي واجهتكم كسفير للكويت في اليمن؟ حقيقة كما ذكرت كانت مهمتي سهلة جداً خصوصاً في ظل تعاون الإخوة المسئولين في مختلف مؤسسات الدولة وأعتقد أن القضايا الموجودة هي قضايا عادية تواجه أي سفير لأي بلد ،وكما ذكرت بأن علاقات البلدين أساساً هي علاقات أزلية لها جذور ثابتة وعميقة ولهذا أعتقد أن أي سفير لا يحتاج إلى أن يبذل جهداً خارقاً لتطوير وتعزيز هذه العلاقات. وحدة واستقرار اليمن ^^.. معنى ذلك أن اليمنوالكويت تجاوزا التحديات السابقة؟ اليمنوالكويت بلدان يتشابهان في كثير من الأمور على سبيل المثال هناك ديمقراطية وحرية رأي وصحافة متعددة والحكومة الكويتية موقفها واضح وثابت تجاه اليمنفالكويت مع استقرار ووحدة اليمن هذا الأمر لا خلاف عليه مطلقًا ،وحقيقة هناك البعض في البلدين لهم آراء مغايرة لا تتعدى حرية الرأي وهي آراء شخصية غير أن ما يهمنا هو التوجه العام للبلدين وكما نلاحظ أن البلدين تجاوزا التحديات السابقة وأن هناك رغبة كبيرة لتعزيز هذه العلاقات على مختلف المسارات وهذا ما هو موجود حاليا. عمالة في تزايد ^^.. ماذا بالنسبة لملف العمالة اليمنية في الكويت؟ كما نلاحظ هناك توجهات لاستقطاب العمالة اليمنية في الكويت وهناك أعداد كبيرة من اليمنيين الذين يتوجهون إلى الكويت من اجل العمل والمؤشرات تشير بأن العدد في تزايد مقارنة بالسابق، وكما نعلم المواطن اليمني يتميز عن غيره بالعديد من الصفات الحميدة كالصدق والأمانة والإخلاص ونحن حقيقة سعداء بارتفاع مؤشرات العمالة اليمنية في الكويت ولكن في المقام الأول هذا الموضوع يخضع لسوق العمل من خلال العرض والطلب، واليوم سوق العمل يتطلب عمالة ماهرة ومدربة بشكل جيد لذلك صفات الأمانة والإخلاص وغيرها لا تكفي لجذب العمالة اليمنية. الشأن الثقافي ^^.. سعادة السفير من الملاحظ أنكم تتميزون عن غيركم من السفراء الموجودين بقربكم من المثقفين اليمنيين ومن المجتمع اليمني بشكل عام؟ لا أعتقد أني السفير الوحيد الذي أتميز بهذه الخاصية فهناك العديد من السفراء الذين يحبون اليمن وأهل اليمن وأعتقد ان مختلف السفراء الموجودين يقومون بأدوار فاعلة لتطوير وتعزيز علاقات بلدانهم مع اليمن ،وهناك العديد منهم يحبون اليمن بشكل كبير كالسفير الجزائري السابق والذي كان من أبرز السفراء الذين يعشقون اليمن وكان مهتماً كثير بالشأن الثقافي اليمني وكذلك السفير العماني عميد السلك الدبلوماسي في اليمن سعادة السفير عبدالله البادي والذي يحب اليمن وشعب اليمن بشكل كبير جداً أيضاً سعادة السفير التونسي والذي يتابع الحركة الثقافي اليمنية باهتمام كبير وسبق أن نظم ندوة ثقافية في العاصمة صنعاء ،لهذا لا اعتقد بأني السفير الوحيد القريب من اليمن ومن الشأن الثقافي اليمني فكل من يأتي إلى اليمن من الطبيعي أن يحب اليمن وأهل اليمن لما تتمتع به اليمن أرضاً وإنساناً من موروث حضاري وتاريخي وثقافي كبير. خلفية إعلامية ^^.. لكنكم تميزتم عن غيركم بالقرب أكثر من الوسط الصحفي والإعلامي بشكل عام؟ أعتقد أن مختلف السفراء الموجودين مميزين ولهم العديد من الأنشطة التي تخدم في المقام الأول علاقات بلدانهم مع اليمن وقد أكون أنا أكثر قرباً من الوسط الإعلامي كما ذكرت لخلفيتي الإعلامية لذلك استطعت أن أكون قريبا من الإعلاميين عكس البعض الذي يفضل العمل بصمت وبعيداً عن الصحافة والإعلام بشكل عام. صحافة وتعددية ^^.. سعادة السفير كيف وجدت اليمن خلال سنوات وجودك فيها؟ وجدت اليمن بلد يتمتع بحرية وديمقراطية رائعة وجدت فيه تعددية سياسية وصحافة متعددة هناك مشاكل يعاني منها اليمن تكاد لاتخفى على احد وتكاد تكون في المقام الأول مشاكل اقتصادية لكن في المقابل هناك قيادة سياسية تعمل على حل ومعالجة المشاكل بشجاعة وجدت المواطن بسيطاً متواضعاً يتمتع بكرم كبير وأخلاق رفيعة. ^^.. من الملاحظ أن هناك تقارباً فنياً كبيراً بين اليمنوالكويت ومع هذا لم يشهد هذا الجانب تطوراً أكبر؟ استمتاع للطرب اليمني لا أعتقد أن هناك أي مناسبة فنية في الكويت لا يشارك فيها مطرب يمني أو أكثر وهذا لا شك دليل واضح أن هناك تعاوناً كويتياً يمنياً في هذا الجانب ،وقبل هذا هناك رغبة كبير من قبل المواطن الكويتي للاستماع إلى المطرب اليمني وأنا أحد الذين يحبون الاستماع إلى الفن اليمني واستمتع كثيراً لسماعي للمطربين اليمنيين. ^^.. لمن تستمع من المطربين اليمنيين؟ استمتع كثيراً عند سماعي مثلاً لمحمد جمعة خان وأيضا لكرامة مرسال ومبارك بن ماضي وأيضاً لمحمد مرشد ناجي وفي المقام الأول أبو بكر سالم بلفقيه ولغيرهم من الفنانين الشباب الذين لا تسعفني الذاكرة حالياً لذكر أسمائهم . بلد التاريخ ^^.. ما الانطباع أو المشهد الذي أثر فيك سعادة السفير أثناء تواجدك في اليمن وسيظل يرافقك فترة طويلة من الزمن؟ ليس غريباً أن تترك اليمن فيي أو في غيري أكثر من انطباع وأكثر من مشهد لان اليمن هي التاريخ وأينما ذهبت تجد التاريخ إمام عينيك تشاهده وتتحدث إليه وتستمع له تجده في أزقة وأحياء مدينة صنعاء القديمة وفي جامعها الكبير والذي يعتبر إحدى المعجزات للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه جميعاً كما نجده في مدينة مأرب عاصمة مملكة سبا المملكة التي تحدث عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وفي عرش بلقيس وأيضاً في مدينة تعز وفي الجامع الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل جامع الجند وأيضاً نجده في مدينة زبيد التاريخ مدينة أبي موسى الأشعري تلك المدينة الرائعة التي ما زالت محافظة على تاريخها وعلى أصالتها ،وأيضا تجد التاريخ والحضارة في كل مكان تذهب إليه في اليمن ،وشخصياً أعتبر اليمن متحفاً مفتوحاً يفوح منه عبق التاريخ من مختلف أرجائه وزواياه. إبوتعز ^^.. ماهي ابرز المناطق السياحية التي زرتها في اليمن سعادة السفير؟ اليمن بمختلف مناطقها ومدنها جبالها وسهولها ووديانها مناخها وتضاريسها بلد جميل ورائع يدهشك فيها كل ما هو موجود وأعتقد أن مدينة إب من أجمل المدن التي زرتها وأيضاً مدينة تعز بمعالمها التاريخية بالأشرفية والمظفر وجبل صبر أجمل الجبال التي شاهدتها وغيرها من المدن اليمنية. سقطرى العذراء ^^.. ما هي المنطقة السياحية التي كنت حريصاً على زيارتها باستمرار في اليمن؟ في الواقع كنت حريصاً جداً على زيارة جزيرة سقطرى تلك الجزيرة التي تتمتع بطبيعتها التي ما زالت بكرا ولم تتلوث بعد، جزيرة مازالت كما خلقها الله سبحانه وتعالى واعتقد أن أي إنسان يتلذذ بزيارتها فكل شيء فيها متغير هواؤها وناسها وأشجارها وطبيعتها جزيرة بحاجة إلى ترويج أكبر. أصدقاء وزيارات ^^.. هل ستكون لكم زيارات إلى اليمن ؟ بالتأكيد ستكون لي زيارات متعددة إلى اليمن خاصة أني لم أتعرف على جميع المدن والمناطق اليمنية لذلك سأحرص على زيارة اليمن والتمتع بالجلوس مع أبنائها الطيبين خاصة أني قد وعدت الكثير من الأصدقاء الذين اكتسبت صداقاتهم بأني سأزورها أزورها كلما سنحت لي الفرصة وقبل هذا أكيد الرغبة موجودة. عمان الشقيقة ^^.. إلى أين ستكون وجهتكم المقبلة؟ وجهتي المقبلة لن تكون بعيدة عن اليمن حيث تم تعييني سفيراً لدى سلطنة عمان الشقيقة. ^^.. معنى ذلك ستكون سعادة السفير قريباً من اليمن؟ نعم سأكون قريباً من اليمن وستكون مناسبة لزيارة محافظة المهرة والتعرف على محمية حوف الطبيعية والتي سمعت عنها كثيراً. حزين لمغادرتي اليمن ^^.. في ختام هذا الحوار الشيق ما الكلمة التي يود سعادة السفير سالم غصاب الزمانان لمحبيه في اليمن؟ أود أولاً أن أشكر لليمن قيادة وشعباً على مختلف التسهيلات والتعاون في سبيل إنجاح مهمتي كسفير للكويت في اليمن وعلى الحب والترحاب الذي وجدته في مختلف المدن والمحافظات اليمنية وحقيقة لقد استمتعت بزيارة اليمن بمختلف مدنها وخصوصاً مدينة تعز والتي تعتبر من أجمل المدن اليمنية حيث وجدت فيها كل اهتمام وترحاب وحقيقة بدايات التعاون الكويتياليمني كان من خلال هذه المدينة الرائعة وأيضاً أول استطلاع لمجلة العربي كان عن شجرة القات في مدينة تعز واعتقد أن أبناء تعز يتميزون بحسهم الثقافي والفني والعلمي الرفيع وقد لاحظت ذلك من خلال الكم الكبير الذي حضر المحاضرة التي ألقيتها بمؤسسة السعيد بتعز ،وبالنسبة لليمن فأعتقد اني قضيت أجمل أيام حياتي في أحضان هذا البلد الرائع وبين أبنائها الطيبين خاصة أن اليمن كانت المحطة الأولى لي في السلك الدبلوماسي في الدول العربية حيث لم يسبق لي أن عملت سفيراً في أي دولة عربية وارتباطي باليمن هو ارتباط الإنسان بموطنه واليمن هي موطن العرب الأصل،فالعرب جميعهم كما نعلم خرجوا من هذه الأرض الطيبة بناسها والطيبة بطبيعتها وبتاريخها وبحضارتها العريقة كما أن الكويت تعتبر من أوائل الدول على مستوى العالم التي اعترفت بالنظام الجمهوري في الشطرين، أيضاً من أبرز الدول التي سعت إلى تحقيق الوحدة اليمنية واعترفت بها ولهذا لي الشرف الكبير أن أعمل في هذا البلد العريق وأن اختلط بهذا الشعب العظيم وحقيقة يحزنني أن أغادر اليمن ولكن هذه طبيعة عملنا أن نشد الرحال متى ما أتت التوجيهات بذلك ولكن أؤكد لكم مرة أخرى بأني سأكون على تواصل دائم مع أهلي في بلدي اليمن.