أكد أعضاء من مجلسي النواب والشورى أن الحوار والتحاور من أهم السمات التي تميز شخصية الرئيس علي عبدالله صالح، ليس على المستوى السياسي فحسب ولكن على المستويات الاجتماعية والشخصية..وفي ذكرى توليه مقاليد الحكم وتحديداً في 17يوليو 1978م استطلعت “الجمهورية” آراء عدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب وعدد من المثقفين حول سمة الحوار في شخصية الرئيس الصالح. سمة مقترنة بشخصه يقول أحمد الكحلاني وزير الدولة لشئون مجلسي النواب والشورى إن سمة الحوار مقترنة بشخصية الرئيس علي عبدالله صالح منذ توليه مقاليد الحكم ولم نلاحظ زعيماً عربياً يضاهيه بهذه السمة وقال إنه يتحاور حتى مع خصومه ولا يترك الباب موصوداً أمام أية مشكلة يواجهها ولو كانت على درجة عالية من الصعوبة والتعقيد. ويشير إلى أن أول مشكلة أبرز فيها الرئيس الحوار بوضوح هي مشكلة المناطق الوسطى وما كانت تعانيه من صراعات دامية في فترة الثمانينيات وكيف عمل بالحوار حتى أوجد الحلول اللازمة لها وجنب الكثير من الأرواح من الموت والعنف وهكذا هو دائماً يحاور في كل مشكلة أو معضلة يواجهها ولو كانت شخصية. وقال أيضاً : إن الرؤساء اليمنيين السابقين واجهوا صعوبات كبيرة في تحقيق الوحدة اليمنية لكنه عندما أتى إلى دفة الحكم كان أكثر عزيمة وتواصلاً مع القيادات في الشطر الجنوبي حتى حقق غايته وغاية اليمنيين بالوحدة عام 1990. وتطرق الكحلاني إلى العديد من المشكلات الداخلية والخارجية التي تم معالجتها عن طريق الحوار. واختتم بأن رئيس الجمهورية يتميز بالمرونة وعدم اللجوء إلى العنف ما دام هناك بصيص أمل في استخدام الحلول السلمية ولو كانت مشاكل خطيرة تحدق بالبناء الوطني. يتحاور حتى مع محاربيه من جانبه قال رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور فارس السقاف: إن سمة الحوار في شخصية الرئيس علي عبدالله صالح واضحة وجلية فهو منذ بدايات عهده بدأ بالتسامح وبالاعتراف بالآخر واستيعابه وليست له خصومات مع الآخر لأنه لا يعتمد عليها بل يعتمد على القواسم المشتركة دائماً وعرفنا ذلك من خلال تعامله مع الآخر المختلف معه ومع الآخرين حتى المحاربين له. وقال إنه حتى في النزاعات بين اليمن والدول الأخرى كدول الجوار مثلاً يلجأ إلى حلها بالتراضي وبالحوار والتفاوض فهو رجل مسالم ولم يعرف بأنه يلجأ إلى وسائل العنف في تصفية خصومه بل باستيعابهم باعتباره رئيساً للشعب بأكمله وعلى مختلف مشاربه. وأضاف أعتقد أن الأحزاب والشخصيات والاتجاهات المختلفة في بلادنا تقر بهذه الحقيقة وهذه الصفحة الشخصية التي لا يختلفون حولها. الحوار نهج وفي حديثه ل”الجمهورية” يستعرض نبيل باشا مراحل مهمة من الحياة السياسية للرئيس الصالح كان للحوار الدور الأبرز فيها حيث قال: إن الفترة التي وصل فيها إلى الحكم كانت شائكة وخطيرة ولكنه استطاع أن يثبت مكانته بالحوار والقبول بالطرف الآخر وبدا ذلك جلياً من خلال حله لمشاكل المناطق الوسطى مطلع الثمانينيات ودشن هذا النهج في كل القوى السياسية من خلال تأسيس لجنة الحوار السياسي التي انبثق عنها المؤتمر الشعبي العام وهو حصيلة الحوار لكل القوى السياسية لتعبر كل القوى حينها عن طموحاتها وآرائها من خلال هذا الحزب وأضاف إن الحوارات استمرت في مسألة الوحدة اليمنية حيث نظمت لقاءات مستمرة وشكُلت لجان مشتركة من الجنوب والشمال حتى وصلت إلى تحقيق الوحدة المباركة. ويشير الباشا إلى أن الرئيس استخدم الحوار ليس على المستوى الداخلي ولكن في حل القضايا العالقة بين اليمن ودول الجوار وعلى رأسها قضية جزر حنيش الكبرى والصغرى عام 1995م مع اريتيريا والتي حسمت بالتحكيم الدولي كذلك دوره في ترسيم الحدود الدولية مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان. وقال : إذا لاحظنا كل هذه المحطات لوجدنا أن مبدأ الحوار كان سائداً في العمل السياسي لدى فخامته خارجياً وداخلياً. حيث رعى عدة حوارات على المستوى الداخلي والخارجي بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة الأخرى وكان دائماً يحث هذه القوى على الحوار واللجوء إليه دائماً في حل إشكالياتهم. الديمقراطية في عهده وبدوره عضو مجلس النواب سنان العجي قال: إن النهج الديمقراطي لم يأت إلا في عهد الرئيس علي عبدالله صالح وله الفضل في إرساء قواعد التعددية الحزبية والفكر الديمقراطي الحديث والانتخابات والحرية الفكرية والأدبية وهي الأشياء المهمة التي تعمل على تطوير الشعوب والدول. ويشير إلى أن الكثير من القضايا التي شهدتها اليمن على المستويين الداخلي والخارجي عمد الرئيس على حلها بالحوار والوفاق وإن كانت الفترة الحالية التي تشهدها اليمن للأسف لم يجد الحوار السبيل الكامل إليها بسبب الأطراف الأخرى التي صمت آذانها ولم تستمع إلى صوت العقل والحوار. مؤكداً في ختام حديثه أن17يوليو هو يوم الحرية والديمقراطية والتعبير الصادق عن حب الوطن والولاء له.. يوم خالد ويقول اللواء حيدر بن صالح الهبيلي عضو مجلس الشورى: للرئيس مواقف تاريخية لا تنسى جسد فيها الحوار بوضوح وبنجاح تام وأهمها إعادة البناء الوطني من خلال الوحدة المباركة عام 1990م. واعتبر أن يوم 17يوليو من الأيام الخالدة في حياة الشعب اليمني الذي يعتبر نقطة تحول أسهمت كثيراً في حياة هذا الشعب الذي استطاع بفعل إرادته وبفعل التوجيهات الصائبة للرئيس من خلال إعادة اللحمة اليمنية عام 90م والتي تفاعلت معها كل الشعوب التواقة للسلام. وقال أن هذا اليوم هو أيضاً من أهم الأيام التي عبر فيه هذا الشعب عن وقوفه خلف قائدهم في تثبيت وتقوية هذا الحدث التاريخي الذي سيظل علامة بارزة في حياة الشعب اليمني. تبنيه للفكر الديمقراطي من جانبه يقول رئيس لجنة حقوق الإنسان والحريات والمجتمع المدني بمجلس الشورى المهندس محمد الطيب إن سمة الحوار تجسدت في شخصية الرئيس صالح من خلال الحوارات السياسية التي كان يجريها أيام التشطير وبعد الحروب الطاحنة بين الشطرين والتي أفضت إلى تشكيل لجان مشتركة لحل النزاعات سلمياً وأدت إلى تشكيل حزب يقوم على أسس ديمقراطية حديثة هو المؤتمر الشعبي العام، كما أن هذه اللجان عملت بشكل فاعل في تقريب الرؤى حول مشروع الوحدة الوطنية الذي تحقق في مايو عام 1990م. وأردف أن تبني الفكر الديمقراطي هو بحد ذاته تجسيد واضح للقبول بالحوار والتفاهم مع الآخر وأن يكون ذلك شيئاً مهماً في الحياة السياسية. كل هذا ناهيك عن ما هو معروف عن الرئيس في طريقة إدارته للبلاد وبكل مكوناتها. وهذا دليل على أنه يملك الحكمة في تعامله مع أمور البلاد بالإضافة إلى السمة الرئيسية المتمثلة بالحوار والتفاوض في حل الإشكالات مهما كانت أحجامها. طبيعة وعقيدة الدكتور أحمد مكي عضو مجلس الشورى قال: أن الحوار في المنهج السياسي لرئيس الجمهورية هو طبيعة وعقيدة واقتناع من قبله إلى درجة أن بعضهم ينتقد هذا الأسلوب من الحوار والتسامح ومحاولة الإقناع عن طريق الحوار ولذلك نجح الحوار في كثير من الحالات. وفي الأيام الأخيرة ونتيجة لتسامح الرئيس بدأ البعض يسيء للدولة ولقوانينها كالحوثيين في الشمال والحراك في الجنوب وهذا لأن الناس فهموا طريقة الرئيس في الحوار بشكل خاطئ. واستشهد كغيره بالكثير من المواقف التي عمد الرئيس على حلها عن طريق الحوار وقال: أن مشاكل المناطق الوسطى كانت أشد المشاكل تعقيداً حيث كان الشطران ملاذاً آمناً لمرتكبي هذه الأحداث من الشمال والجنوب وكان من الصعب السيطرة عليهم لكن الرئيس استطاع ذلك عن طريق الإقناع والحوار والتسامح. ويرى أن 17يوليو يعد مناسبة عظيمة كانت بشرى لليمنيين بعد مراحل خانقة راح ضحيتها ثلاثة رؤساء في غضون أشهر. سلوك حضاري يحيى الكحلاني عضو مجلس الشورى: أكد أن الحوار سلوك حضاري تعتمده الشعوب لوضع خطط وبرامج لمستقبلها وهو من القيم الراقية والسامية في معالجة الهموم والمشاكل، وعلي عبدالله صالح هو من رسم وجسد الحوار واعتبره إنجازاً لليمن ومنذ توليه الحكم أنجز العديد من المهام عن طريق الحوار سواء فيما يتعلق بحقوق الإنسان والمجتمع المدني والصحافة والإعلام أو جوانب سياسية وأمنية كثيرة. وقال: أن الحوار يتمثل في شخص الرئيس صالح من خلال القبول بالآخر وسعة الصدر والتعامل بحكمة في إدارة شئون البلاد.. ويرى أن انتهاج الحوار كمبدأ أساسي في حل القضايا والمشاكل ضرورة بالغة للخروج بالبلد من الأزمات التي تواجهه.. الحوار قيمة إنسانية د.عبدالوهاب الروحاني عضو مجلس الشورى قال: الحوار قيمة إنسانية ووطنية، لا يعرف أهميتها إلا من هو مسكون بحب الوطن والناس، لأن الحوار هو القرب من الناس ومعايشة همومهم ، وتلمس معاناتهم، والمجتمعات التي تتطلع للتنمية وتحقيق الأمن والاستقرار، لابد ان تكون هي الأحوج إلى الحوار منه إلى التمترس والاقتتال، لأن الحوار بالكلمات هو المدخل الآمن لتحقيق السلام الاجتماعي ومن هنا أي من باب الحوار ولج اليمنيون إلى رحاب الوحدة اليمنية، بينما كانت الرهانات على استخدام السلاح في تحقيقها،هي الأمضى والأقوى ، في أذهان الجهلة والانفعاليين،ولاشك أن تجربة فخامة الأخ الرئيس في الحوار هي كبيرة، فقد استطاع بالحوار في مطلع الثمانينيات أن يقود الأحزاب والتنظيمات السياسية التي كانت تعمل في السر إلى تأسيس إطار تنظيمي واسع وكبير، حددت اتجاهات عمله ومنهجه وثيقة وطنية هامة صاغتها أقلام وطنية، مخلصة، هي “ الميثاق الوطني”، وهي وثيقة لاتزال تنتظر من ينفض عنها ما تراكم عليها من تراب الزمن.، ، واستطاع الرئيس بالحوار أن يجمع كل الاتجاهات الفكرية والسياسية المتناقضة تحت مظلة واحدة، حيث التقى حينها الإخواني مع الاشتراكي، والبعثي مع الناصري، والعسكري مع المدني على طاولة واحدة، وعلى رأي واحد، ومن أجل مصلحة واحدة ، هي مصلحة الوطن ، وليس المصالح الأنانية والضيقة للأفراد واستطاع الرئيس في ثمانينيات القرن الماضي أن يطفئ النيران التي كانت تلتهب بفعل خلافات الشطرين السابقين ، سواء في مناطق الحدود أم فيما كان يسمى بالمناطق الوسطى. حينها كان العقل والمنطق هو الذي يحكم البلاد ويتحكم في قضاياها واليوم ونحن نتحدث عن انتشار وتسيد الفساد ونتحدث عن أزمات اقتصادية ومعيشية، ونتحدث عن اختلالا ت أمنية، وفساد مالي وإداري ،يجب أن نتحدث عن الحوار فقط، ويجب أن نعمل الحوار فقط. ويجب أن نستجر لغة الحوار، التي تحققت بها الوحدة ، وقامت على أساسها مفاهيم حرية الرأي ، وندعو لإحيائها من جديد ليصبح الحوار هو سيد الموقف فبالحوار يمكن لنا نحن اليمنيين أن نصنع مجدا جديدا، ويمكن لنا أن نطور من التجربة الديمقراطية التي بدأناها في 22مايو 1990م، ويمكن لليمنيين أن يجعلوا من اليمن دولة محورية في المنطقة، يكون لها رأي في قضاياها المختلفة، فالحوار الذي بدأ به الأخ الرئيس حياته السياسية ، يجب أن يتواصل ، فهو لغة العصر ، ولا يمكن أن يكون للحوار بديل آخر إلا الخراب والدمار، واليمن لم تعد بحاجة للفوضى اليمنيون من أقصى الوطن إلى أقصاه ، يريدون أمنا وعدلا، ومساواة ، وهي قضايا أساسية وجوهرية ، لا يجوز ان نغفلها، ولا يمكن أن تتحقق إلا بالحوار والحوار وحده.