العمل ضد التمييز بين الرجال و النساء سخافة وشغلة مخابراتية المنظمات النسوية تمارس التحريض وليس التثقيف.. انظر ماذا تفعل “الشقائق” من يرى هذه المرأة للوهلة الأولى يعتقد وكأن لا شأن لها بالسياسة أو الصحافة.. غير أن بقاءك لحظات قلائل كافية لتبديد كل ذلك عنها.. فالتاريخ بكل أحداثه حاضر في ذهنها، ومسيرتها النضالية بدأت مع بدايات الثورة.. ما قالته عن المنظمات المدنية وخصوصاً النسوية, قد يسر كثيراً السلفيين والذين لهم اعتراضات على عمل تلك المنظمات لكن كلامها بالتأكيد سيغضب أنصار النسويه وأخواتها, فهي تعتقد أنها مجرد أداة بيد الغرب, كما أنها تصف العاملات في الدفاع عن حقوق النساء “بنشر الفضائح والفتن داخل الأسرة اليمنية”. تغضب وتتغير ملامح وجهها عندما تسمع كلمة القبيلة أو شيخ القبيلة وترى أن القبيلة الوجه الباقي للتخلف والتأخر.. الصحفية ذات السبعة والسبعين عاماً المتفرغة كما تقول للتأليف والكتابة.. تشكو من بعض الصحف الحكومية التي لا يعجبها الكثير من مقالاتها وتتمنى من مؤسسة الجمهورية ألا تمارس عليها وصاية الرقيب.... في البداية كيف تنظر الصحفية والناشطة الحقوقية رضية إحسان إلى المرأة اليمنية وما هي أبرز التحولات التي مر بها واقع المرأة في اليمن؟ - نحن كنا نعمل والثورة مازالت في مرحلة قلق وهذا كان في عام 62م وعندما قامت الثورة كنت أنا في السجن وأتذكر أنه عندما قامت الثورة وكنت في المحكمة وكان يقال لي كم سوف تكون مدة السجن لك فرد علي احدهم: لا تخافي الثورة قد قامت ولا يوجد (حبس) وعندما خرجت من السجن ذهبت إلى صنعاء للتهنئة بالثورة . .. عندما ذهبتم من عدن إلى صنعاء كان هناك تنسيق مع أجهزة الدولة.؟ - لم يكن يعرف أحد أننا ذاهبات إلى صنعاء للتهنئة بنجاح الثورة وعندما وصلنا إلى دار الضيافة كان الرجال ينظرون إلينا متعجبين وكأنهم يقولون (هاذو لا بنات يتفاضلوا”(من الفضول) وعندما عرفوا أننا نتبع جمعية نسائية وجئنا للتهنئة أبلغوهم أننا وفد رسمي وعندما عرف السلال الأمر عمل لنا احتفالاً رسمياً واستقبلنا استقبالاً كبيراً، وأتذكر أننا كنا في صنعاء في القصر وكانت الحرب مازالت مستمرة وأتذكر شيئاً طريفاً أننا عندما وصل القبائل ورأونا قالوا “الآن عرفنا ما هي الجمهورية” وكأن الجمهورية عندهم “حرمة” وقالوا: أنها قد وصلت صنعاء وسوف تحكم اليمن وعندما سمع السلال بهذا الكلام خاف وذهب بنا إلى الطائرة وقال لنا: احتفلوا هناك بعيد.. الناس هنا لا يستوعبون مجيئكم بهذه الصورة. .. هكذا كان الوضع البدائي للمرأة في اليمن في تلك الفترة.؟ - لا وسوف أعود إلى سؤالك والذي حصل بعد ذلك أن السلال أفرغ لنا بيتاً خاصاً وكان فيه من أشرف العائلات المرافقات لنا . .. كم كان عددكم في تلك الفترة ؟. - خمساً وعشرين امرأة. .. كنتم تمثلون أي فصيل هل رسمي أم شعبي أم اجتماعي.؟ - كنا نمثل المرأة العربية والتي كانت تقود النضال في البلاد وكنا في صحبة (أم اللقية) . .. كم استمر الوقت في صنعاء.؟ - فترة قليلة ثم إلى الحديدة وكان هناك احتفال تعويض عن احتفال صنعاء. ثم تعرّفنا على كثير من النساء في مقر الجمعية النسائية وكان الهدف هو تأسيس جمعية في صنعاء وتوحيد الجمعيتين وكان الإنجليز لا يزالون موجودين في تلك الفترة في جنوب الوطن، وكانت جمعية الترقي والتي التقت في تلك الفترة مع المخابرات المصرية وكان هناك إطلاق رصاص تحذير لنا. في تلك الفترة تحديداً انفجرت الثورة في تعز وسافرنا بعد ذلك إلى تعز وكان هناك مظاهرات كبيرة على الطريق والبنات اللاتي كن معي في الباص يبكين من الفرح ووصلنا إلى تعز وكونا جمعية تابعة لنا وكان أول اجتماع للمرأة اليمنية والتي تم الإعلان فيها عن انضمام الجمعيتين وكان هناك إعلان وترتيب بحيث كان هناك نساء تتحدث باسم جمعية الشمال وثلاث من جمعية الجنوبوتعز وهكذا وكنا نمثّل جمعية اليمن الواحد وللعلم أن النساء الصنعانيات أثبتن أنهن نظاميات وينفذن الأوامر تماماً وكان هناك شجاعة كبيرة . والجمعية التي أسست في صنعاء كانت تدرس مجاناً ولا يأخذون ريالاً واحداً وكان هناك عمل طوعي ولا توجد نعرات مثل هذه عدنية وهذه صنعانية وكنا فريقاً واحداً وعندما عقد مؤتمر في صنعاء وجئت إلى المؤتمر متأخرة قالت لي معدة المؤتمر أين كنت أستاذة رضية تكلمت في الحفل فلانة وفلانة وكان هناك تفاعل ومع أنه لم يكن لهم خبرات أنا كان لي خبرة ما يقارب عشرين عاماً وكنا نخطط وأعلنا وحدة الجمعيات وضمن المشاركات أم اللقية. .. وضع المرأة الآن هل هو بنفس الثقة والقوة التي كان عليها سابقاً.؟ - الآن أنا أعقد مقارنة بين البنت الصنعانية في تلك الفترة والمرأة الآن, المرأة الآن عندها قدرات والنساء في صنعاءمعدن أصيل وقابل للتطور وهن مثل الأرض مازالت «خام» نحن بحاجة إلى من يستخرج منها الكنوز التي في باطنها، واليوم هناك تفرقة عنصرية وهي أكبر مشكلة وأنا واجهتها حيث كان يقال لي عندما أشغل منصباً وهذا كان في الماضي يقال هذه من أصل هندي وهذه اكبر مشكلة.وكل هذا تمييز جاهلي مثل شيخ القبيلة يقول: أنا قبيلي ونحن نقول له: من أنت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: دعوها فإنها منتنة هذه نعرة جاهلية وأنا باعتقادي أن القبيلة هي التي تقف أمام التطور بل أمام وجود الوطن والذي يقول إن هناك وطناً في ظل وجود القبيلة نقول له: أنت كذاب والقبيلة اليوم مثلهما مثل قطاع الطرق ويعاملون الناس وكأنهم خدم . .. اليوم هناك عشرات من المنظمات الحقوقية والمهتمة بالمرأة وحقوق الإنسان ولها جهود كبيرة هل لك تواصل مع هذه المنظمات والجمعيات.؟ - اليوم هناك أكثر من مئة جمعية ومنظمة وكلها نساء كبار ومتعلمات تعليماً عالياً، وأنهن ضد المجتمع الذكوري وضد التميز، ضد المرأة وضد الزواج المبكر وكل هذه سخافات مخابراتية. والمشكلة مع هذا التقدم وكثير من المكاسب والدولة التي تريد أن تبيض وجهها من أجل المانحين وهي كانت سخية في كثير من الأشياء اليوم كثير من الناس التي تقول أنها مهتمة بمنظمات لا تقرأ حتى جريدة. .. هل كل الجمعيات ليس لها عمل أو جهد مشكور أو تعكس وضع النساء في البلاد.؟ - أنت اخرج من هذه الجمعيات الحكومية لأنها تابعة وليست مستقلة لكن نتكلم عن غير الحكومية وأنا أقول حتى الاسم لهذه الجمعيات يأتي من «برع » من خارج البلاد, المرأة الآن مثقفة تستطيع أن تعمل المستحيل لو كانت مثقفة تماماً . والجمعيات اليوم هي غنية تحضر لك المعاش وتحضر لك كل شيء وتصرف على الموظفين وترفع شأن العاملين فيها وهذا عكس ما كان في السابق عندما كنا نعطي من جيوبنا وليس من الخارج. .. وضع المنظمات اليوم .؟ - هذه جاهزة ومستوردة وبمشاكل مستوردة وهي مطيعة وتلبي الأوامر الخارجية فقط وفي الأمس نسمع عن النساء المعنفات وعندنا في صنعاء الشقائق تقول في الجريدة أتصلي تلفون إذا ضربك زوجك أو أحد زعلك هذه سخافة. وأنا هنا أقول: لو امرأة اختلفت مع زوجها تقوم وتتصل بالشقائق تعالوا زوجي يزعلني أو أنا اختلفت معه وتجعل من الحبة قبة أين هم من القرآن الذي يقول “حكماً من أهلها وحكماً من أهله” ..وهذه أسرار الناس تأتي المنظمات والشقائق تتدخل في أوضاع الناس وأسرارهم هذه سخافة. هل لو واحدة قالت لزوجها: أعطني مصروفاً ورفض يعطيها تقوم وتتصل إلى الجمعية هذا زوجي لم يعطني هل يعني أن معها في البيت وحشاً ويقولوا لها لازم المرأة يكون معها تلفون في حين يحصل أي شجار تتصل على طول ويأتون لإنقاذها من الوحش هل الزوج والأب والأخ هم حيوانات أو وحوش ما هذا الكلام وسموا اللجنة لجنة النساء المعنفات ما هذه السخافة . .. هل نفهم من كلامك أن العنف في اليمن وغيرها من البلدان حالة نادرة؟ - نعم هي حالة نادرة تماماً وما فيش هذا الذي يروج في التلفاز.والرجل له حق التأديب فهل لو قام الزوج بأديب زوجته يقولون له ليس لك حق التأديب تعال أنت تمارس العنف ضد المرأة، أنا أقول لازم تتربى أو يطلقها هل تريد هذه المنظمات ان تفتح أسرار الناس مثل ما حدث للزواج المبكر «وعد في خبر» عن الفحص قبل الزواج . .. في قضية التمييز والتفضيل أين أنت من هذه القضية هناك نساء تطالب بأن يكون لها مثل ما للرجل في كل شيء .؟ - الله خلق رجلاً وخلق امرأة وأنا أسألك لماذا لم يخلق رجلين أجب عن السؤال لماذا السبب هو أن شعر المرأة غير شعر الرجل وعين المرأة غير عين الرجل وكل شيء في الرجل يختلف عن المرأة وهناك أبحاث تثبت لنا كل يوم عن هذه الفروق بين الرجل والمرأة.وأنا أسألك عندما تعود متعباً من العمل هل تريد أن يلقاك في البيت رجل الإجابة طبعاً لا.. تريد امرأة ولو حتى حمقى وتتسلى عندما تعاتبها وتعاتبك والحياة تقوم على التنوع والاختلاف. .. يا أستاذة رضية لا تفهمي القضية بصورة خاطئة اليوم هذه المنظمات تقول هناك مساواة في الحقوق واختلاف في الأدوار.؟ - لا يتفلسفون وبعدين أيش من حقوق القضية هم يريدون الحكم فقط، وأنا أسألك كم قضية تريد أن تبحث فيها وكم ملف تريد أن تحمله على ظهرها وهل الملفات وأعمال الناس هذا لعب هل شاهدت قصة المرأة مدير عام . اليوم نحن بحاجة إلى رفع مستوى الأم داخل البيت ورفع مستوى الزوجة داخل البيت ثقافياً وعندنا سوف تكون الأم من طراز جديد والزوجة من طراز جديد ولا يعني أنها سوف تطلع فوق رأس زوجها إنما تفهم مسئوليتها الأولى في البيت وتخرج لنا جيلاً إلى الحياة يفهم الحياة ويفهم كيف يتعامل معها وتعرف تؤدي واجبها بعقل وليس بسخافة نريد ثقافة الصبر داخل البيت نريد أن نرفع من وعيها الإنساني وعندنا سوف يكون بصورة جديدة. .. الأحزاب هل هي مع المرأة .؟ - من مصلحة الأحزاب أن يكون معها (ح – ر – ي – م) والإصلاح حزب يشغل النساء مثل الغنم فالنساء عندهم مطيعات والأولاد (زناقلة) وبقية الأحزاب مثلهم. .. هناك اليوم كثير من القضايا الخطيرة المتعلقة فهناك من يحرمها من الميراث وهناك من يحرمها من التعليم باسم الدين وهناك من جعل المرأة مثل الجارية في البيت فمهمتها لتنفيذ الأوامر لسيدها فقط أليست هذه ظواهر خطيرة وتحتاج إلى وقفة جادة.؟ -كم من النساء التي حرمت من التعليم وكم عددها وما هو العلاج؟ وهل العلاج أن تجعلها تتمرد على زوجها وأبنائها أم العلاج بالوعي سواء بالمسرحيات والقضية ثقافة. .. نفهم من كلامك أن مهمة هذه المنظمات هي التحريض وليس التثقيف؟ -نعم أصبح الكثير منها يمارس التحريض فقط وليس التثقيف وهناك من تريد خراباً للبيوت فهناك قبض عليه وقبض عليها وحكايات طويلة وفحص طبي قبل الزواج هذا فضيحة تماماً حرام الناس في بيوتهم أسرار وأنتم تعملون على فضح أسرار الناس . طيب لو واحدة عرفوا أنها لا تنجب خلاص تحرم من الزواج أو من يتزوجها بعد ذلك .! .. كلمة للمرأة اليمنية .؟ - احترمي نفسك لا تطيعيهم على شأن خاطر فلوس وعلى شأن المجد أو الجمعية وتخربي بيتك وهذا لا يكسب الزوج بل على العكس أنت تخسرين كثيراً تخسرين القلب الحنون وتخسرين بيتك وتخسرين الأمومة والأبوة والأخوة وهذا كله حنان. .. كلمة للمنظمات الحقوقية التابعة للمرأة.؟ -أنا أقول لهم إحنا كنا نجمع الفلوس شلن- شلن كنا نبيع ونأخذ تبرعات لنشيل الجمعية كانت الجمعيات كرامة ومن عرقنا وعزة وكان الناس يحترموها والناس اليوم يقال لهم كافحوا من أجل كده أو من أجل كده يأتي الموضوع من الخارج ويقول لهم الأسباب كده واعملوا كده وقولوا كده واحدى النساء قالت أنهم يعني (الرجال) يقرحوا إطارات السيارات التابعة لهن وهذا يعني أنهم يكرهونهن. ونحن كان الشارع والرجال والناس يحبوننا الله يستر. .. كلمة أخيرة ولمن.؟ - هي كلمة مؤلمة إن الإنسان العربي لضعفه السياسي وضعفه الاقتصادي وخوفه من أمريكا لا يستطيع أن يقول لا. والعرب لم يستطيعوا أن يصلوا إلى السياسة التركية الذي يمشي مع الأسد بهدوء وطبطبة على ظهره وتأخذ منه بعد ذلك ما تريد. ولقد وصل ذلك إلى أعراضنا وكرامتنا وسيادتنا وديننا وأصبحنا نخاطب المرأة بصيغة الرجل ووصلت إلى درجة الحضيض من الإزدراء.