الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان تنفي وجود أي انتهاكات في حضرموت والمهرة    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    الكثيري: تظاهرات سيئون تفويض شعبي للقوات الجنوبية    بدء إجراءات صرف مرتبات موظفي الدولة لشهر نوفمبر وفق "الآلية الاستثنائية"    الأرصاد يتوقع حدوث الصقيع على أجزاء محدودة من المرتفعات    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    احتجاجات واسعة في مقديشو تنديدًا باعتراف العدو الصهيوني بإقليم أرض الصومال    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    لسنا بنادق للإيجار.. كاتب جنوبي يؤكد الشراكة مع التحالف ويحذر من استهداف قضية الجنوب    عاجل: مصرع القيادي الإرهابي رويس الرويمي وخمسة من عناصر القاعدة في عملية أمنية بحضرموت    الشرعية حين تتحول من مبدأ قانوني إلى أداة تعطيل    أكد موقف اليمن الثابت مع الصومال ضد العدو الاسرائيلي .. قائد الثورة: أي تواجد إسرائيلي في إقليم أرض الصومال سيكون هدفاً عسكرياً لقواتنا المسلحة    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    نائب وزير العدل يتفقد تجهيز مقرات المحاكم الابتدائية المنشأة حديثًا بأمانة العاصمة    الإفراج عن 108 سجناء من الحديدة بمناسبة جمعة رجب    حمداً لله على السلامة    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ينفذ عمليات واسعة لإتلاف مخلفات العدوان بمحافظة الجوف    هل يهزم ابن زايد بن سلمان ويتسبب بقسمة تركة الرجل المريض؟    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    الدكتور هادي دلول أستاذ العلاقات الدولية والمستشار في الفيزياء النووية في طهران:نبارك اتفاق إطلاق الأسرى في اليمن وتنفيذه متوقف على مصداقية الطرف الآخر والتزامه    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    فلسطين الوطن البشارة    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    العليمي يشن الحروب على الجنوب لحماية سرقاته لنفط شبوة وحضرموت    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة غدا لبحث الاعتراف الإسرائيلي ب"أرض الصومال"    ميلان يقسو على فيرونا بثلاثية ويعتلي صدارة "الكالتشيو" مؤقتاً    ورشة حول الصحة والسلامة المهنية بصنعاء    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    هل بات قادة اوروبا يخشون "سلام ترامب" في أوكرانيا؟!    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناطق الاضطرابات في جنوب اليمن الحلقة " 9 "

في هذه الحلقة، ضمن سلسلة حلقاتها عن جنوب اليمن المضطرب، يتحدث ل«الشرق الأوسط» علي الكردي «المجاهد» السابق في أفغانستان، عن الهيئة الشعبية التي أسسها في اليمن للدفاع عن الوحدة اليمنية ضد «دعوات الانفصال»، وعن مرحلة «جهاده» في أفغانستان،

وراهنه ومستقبله سياسيا وعسكريا في جنوب اليمن، وهو أحد المتصدين للحراك الجنوبي وعلاقاته وارتباطاته بالحكومة اليمنية، إضافة إلى استعراض لمسيرته «الجهادية» في أفغانستان وجملة من الشؤون اليمنية المتأزمة في الوقت الراهن، جنوبا، ولعل اللافت أن الكردي يجاهر في أنه، وجماعته، مستعدون للقيام بأعمال «استشهادية» ضد «الحراك الجنوبي»، فإلى نص الحوار..
* كيف بدأت فكرة تأسيس الهيئة؟
- بدأت الفكرة عندما فكرنا في تأسيس منتدى أبناء عدن الوحدوي، وعندما رأينا الشباب واستعدادهم للدفاع عن الوحدة اليمنية، فأسسنا الهيئة وانتُخبت رئيسا لها وطبعا دعمها شخصي وحتى هذا اليوم لا يوجد لها أي دعم من الدولة، لكننا طبعا من أبناء الجنوب الذين عانينا الويلات وسُجنا واضطهدنا بسبب العبادة، فعندما كنا نصلي كان يأتي أناس من الضالع ويافع ويتبولون حيث كنا نصلي، كنا نعاني معاناة شديدة (قبل الوحدة إبان الحكم الاشتراكي للجنوب)، ولم نكن نستطيع حتى أن نبني المنازل، وإذا كان أي موظف يعمل بعد الظهر لزيادة دخله، كان يفصل من العمل (الرسمي)، عانينا كثيرا نحن أبناء الجنوب والسلطة كانت لدينا قبلية سواء من البدء في أبين وشبوة أو من أبناء الضالع وردفان.
* تقول أنتم أبناء الجنوب عانيتم، أليس أبناء المناطق التي ذكرتها هم أيضا من أبناء الجنوب؟
- نعم هم من أبناء الجنوب، لكن كان أي شخص يحكم يقرب قبيلته، يعني كانت مناطقية ولم تكن هناك حرية، لا حرية صحافة ولا حرية دين، وكانت الحرية هي للخلاعة والخمور ولمثل هذه الأمور، كان لدينا اضطهاد وكان الذبح مستمرا منذ أن خرج المستعمر البريطاني (1967) وحتى قيام الوحدة بين الشطرين (الشمالي والجنوبي 1990)، وكل يوم تحت مسمى وتهمة، مرة هذا «يسار انتهازي» وأخرى هذا «يميني رجعي» ومرة «زمرة» ثم «طغمة» وكانت أم الجرائم هي مجزرة 13 يناير (كانون الثاني)، وكانت هي الجريمة الكبرى.
* هناك من يقول إنكم في الهيئة تستخدمون من قبل السلطة والنظام من أجل ضرب معارضيه في الجنوب.. بم ترد؟
- والله نحن، وحتى اليوم، لم نستخدم من قبل السلطة، وإذا كنا نستخدم من قبلها فهذا شرف لنا؛ لأننا سنعمل تحت قيادتنا، ولكن العيب أن نعمل في ضوء أجندة خارجية وأن نكون عملاء لدول لضرب البلاد وتشتيت شعبها من أجل مصالح الدول الأجنبية، وإذا كنت أنا عميلا لعلي عبد الله صالح (الرئيس)، فأنا أتشرف بذلك، لكني من المتضررين من نظامه، لقد داهم الأمن السياسي (المخابرات) منزلي وتسبب ذلك في إجهاض شقيقتي وأنا كنت مرميا في السجن، والقضية قضية وطن وليست قضية سلطة، نحن نريد أن تتقدم البلاد نحو الأحسن والأفضل، كما نريد القضاء على الفساد ولا نريد العودة إلى الوراء من جديد، شمال وجنوب، وهذا يشتي (يريد) فيدرالية، كل من فقد السلطة عمل «قضية جنوبية» وغير ذلك، لقد عانينا التشطير منذ أيام بريطانيا، فقد كان هناك من يردد أن «عدن للعدنيين»، وهذا كان شعار من يريد الانفصال والذين لم يكونوا يريدون أي بدوي أو ضالعي يدخل عدن؛ لذلك فالعنصرية والانفصال لدينا من زمان، لكن بفضل الله وبفضل الرجال الذين قاتلوا ثبتت الوحدة في 1994 (الحرب الأهلية) وكان لنا بذلك ميلاد جديد، وبالنسبة لي شخصيا كنت محكوما بالإعدام أنا ورفاقي في 1994 من قبل علي سالم البيض (نائب الرئيس السابق) وصالح منصر السييلي (وزير أمن الدولة الأسبق)، وعندما دخلت قوات علي عبد الله صالح والقبائل والمجاهدين، نحن نجينا من الإعدام.
* منذ تأسيسكم هيئة الدفاع عن الوحدة، هل تتقاضون مبالغ مالية من الحكومة؟
- للأسف لا، لقد ذهبت إلى اللجنة الدائمة (اللجنة المركزية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم) وإلى أكثر من جهة من أجل الحصول على دعم للهيئة، لكن حتى الآن، لم يدعمنا أحد، أنا، والله العظيم، أدعم الهيئة من قوت أطفالي، مبنى الهيئة ملكي وكنت مؤجرا له ب15 ألف ريال (75 دولارا تقريبا)، فأخرجت المستأجر وأسست الهيئة، ونحن لا نمتلك في الهيئة، حتى 10 ريالات.
* هناك من يصفكم ب«البيشمركة» أو «الجنجويد» وبأنكم، في الهيئات الشعبية، جيوب للسلطة لمواجهة الحراك الجنوبي، ما ردكم؟
- يا أخي أنا تعشيت أمس دينا ب100 ريال «روتي وفاصوليا»، وأنا شخصيا دخلت السجن عام 1988 لأنني كنت أصلي ولُفقت لي قضية سياسية بأني من أتباع «الإخوان المسلمين» ولم أكن أعرف منهم ووجهت إلي، أيضا، تهمة العمالة مع نظام الشمال، حينها؛ لذلك لا نريد أن نعود إلى الانفصال ومستعدون للقتال والتضحية بأنفسنا وأهالينا من أجل ألا تنفصل البلاد، كما أننا لا نريد «الفيدرالية»، وأحيانا النظام يتجاوز أبناء الجنوب ويعلن الرئيس أن الحكام السابقين إذا أرادوا الحكم فعليهم العودة إلى البلاد، هؤلاء أناس لا نريدهم أن يحكموا، البيض وقع أحكاما بالإعدام بحق أبناء الجنوب، وياسين سعيد نعمان (الأمين العام الحالي للحزب الاشتراكي اليمني)، كان رئيسا للوزراء ولم يحرك ساكنا ضد عمليات الذبح التي كانت تتم في ردفان لأبناء أبين، كان الناس يذبحون كالنعاج وهم صامتون والآن يتحدثون باسم أبناء الجنوب.
* أخ علي.. أريدك أن تحدثني عن فترة جهادك في أفغانستان وعن كيفية قيام جهادي «آيديولوجي» بالدفاع عن الوحدة اليمنية؟
- قبل أن أذهب إلى أفغانستان، كنا نتابع في إعلام «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية»، ما يقال من أن «المجاهدين» عملاء، وأرونا بعض المصاحف محروقة وكنت مشتاقا للقتال إلى جانب الروس ضد «المجاهدين» بسبب غسل الدماغ الذي تعرضت له، وعندما كنت في الجيش عرفت أن هؤلاء مجاهدون حقيقيون وأن الروس هتكوا الأعراض ودمروا البلاد، فرأيت أن من الواجب الديني أن أذهب إلى أفغانستان، إن قُتلت فأنا شهيد وإن كان النصر فهو عز وشرف للإسلام والمسلمين، وإذا كنت قد ذهبت إلى أفغانستان للقتال من أجل أرض أفغانية وأناس لا أعرفهم ولا تربطني بهم سوى صلة الدين، فكيف لا أقاتل من أجل الدفاع عن الوحدة (أورد حديثا عن الرسول بقتل من يريد تشتيت الشمل)، والجهاد الآن في اليمن من أجل الوحدة، مقدم على الجهاد في أفغانستان وفلسطين، والجهاد ضد جماعة الحراك، مقدم على الجهاد ضد اليهود والنصارى.
* هل أفهم من كلامك أنه لو طُلب منك القيام بعمليات مسلحة ضد جماعة الحراك ستوافق؟
- إذا كانت هناك اشتباكات وقام أصحاب الحراك بزحف مسلح على مناطق الجنوب، فأنا ورفاقي مستعدون لصد أي هجوم أو القيام بأي عمل مسلح، لكن المسألة الآن سياسية والكرة في ملعب الدولة ونحن لا نريد أي قتال في اليمن وأن يكون كالصومال ودارفور، نريد اليمن أن يكون دولة مستقرة، فالشعب جوعان ولا نريد إدخاله في حرب، لكن إذا استخدم الحراك القتال (العنف)، فمستعدون لصده ولو بالعمليات «الاستشهادية».
* ألا تعتقد معي أن خطابك هذا هو نفس خطاب تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية المتشددة، وأنه خطاب لا يتوافق مع الخطاب والتوجه الرسمي اليمني؟
- أنا أعرف أن هذا الخطاب لا يرضى النظام الرسمي عنه، أما بالنسبة ل«القاعدة» فهو تنظيم إسلامي عالمي يريد أن ينهي احتلال العالم الإسلامي من قبل الاحتلال الأميركي اليهودي، وهذا هو شأن (مهمة) تنظيم القاعدة في الغرب، أما أنا فأتكلم عن بلادي، عن اليمن ولا بد أن أدافع عنه وعن لقمة عيشي ضد أي عمل للاستعمار الخارجي، وأنت تعلم كصحافي أن هناك مؤامرة لتقسيم اليمن والسعودية والسودان والعراق، قسمت العراق، والآن السودان وهم متجهون نحو اليمن ثم السعودية.
* هل يمكن أن تقول لي كم عدد الأشخاص الذين يحملون فكرك نفسه في إطار هيئات الدفاع عن الوحدة؟
- رئيس إحدى هذه الهيئات وكيل محافظة، وأخرى امرأة ترأسها وليس لنا بالهيئات الأخرى أي صلة، أما بالنسبة لنا فهيئتنا شعبية مستقلة لا ترتبط بالدولة.
* ما طبيعة أنشطتكم في الدفاع عن الوحدة؟
- نحن نقوم بتوعية الناس من مخاطر النزاعات والتفرقة ومخاطر التفاخر بالعصبية القبلية وتشتيت الأمة، وننبه الناس إلى مخاطر الانفصال، خاصة أنه إذا انفصل اليمن وانتهى، فسوف تنتهي مكة والمدينة؛ لأن اليمن هو ظهر لهما، حتى الأتراك الذين حكموا اليمن كانوا يعتبرونه كذلك، ونحن ننصح الناس بعدم زراعة الحقد والكراهية ونقول لهم إنهم إخوة وإنه لا فرق بين أعجمي وعربي أو بين يمني وأميركي إلا بالتقوى، فإذا كانت هذه أنشطتنا، فكيف نكون متشددين؟
* هل تعتقد أن قتل الأميركيين في عمليات مماثلة لعملية «يو إس إس كول» وغيرها صحيح شرعا؟
- أولا: أنا شخصيا فوجئت بعملية «كول» عندما وقعت في أكتوبر (تشرين الأول) 2000، ومن وجهة نظري أنا لا أريد أن نستعدي الآخرين ونجلب الويلات لبلادنا، لكن إذا اضطررنا فالدفاع مفروض، وعملية «كول» كانت اجتهادية من قبل مجموعة من الشباب ولم يكن لدي أي علم بها وإلا كنت سأعارض القيام بذلك العمل.
* من كلامك هذا هل أفهم أنك ترفض استهداف الأجانب؟
- طبعا، والله، سبحانه وتعالى، جعل أمة الإسلام أمة دعوة وهداية ونور، وأنا بدلا من قتل الأجنبي، يجب عليَّ أن أعلمه الدين الإسلامي وأحببه فيه، ويجب أن نفهم الأجانب حقيقة الدين الإسلامي وأن ندعوهم إليه.
* إذا افترضنا أنك تلقيت اتصالا من أسامة بن لادن أو الظواهري أو أنور العولقي أو غيرهم، وطُلب منك حماية بعض الملاحقين بتهم الإرهاب والمطلوبين لصنعاء وواشنطن، فهل تقبل؟
- إذا كانوا مطلوبين للولايات المتحدة أو الدول الكبرى، فالواجب على كل مسلم أن يحمي المسلم بشكل عام وليس فهد القصع أو بن لادن، أما بالنسبة للحكومة اليمنية، فهذا شأن الشباب، وطبعا العولقي والقصع، فليس لتنظيمهما أي علاقة بتنظيم القاعدة الأم، تنظيم القاعدة في اليمن أنشئ بسبب الاضطهاد الذي وجده أهل السنة من قبل الشيعة في سجون الأمن السياسي (المخابرات)، لقد كان الضباط يُدخلون الشباب في السجون ويصنفونهم على أساس أنهم «قاعدة»، أنا شخصيا صنفت كذلك ولا أعرف كيف أدخلوني التنظيم.
* اشرح لي كيف سافرت إلى أفغانستان، وماذا عملت هناك؟
- بعد أن خرجت من الجيش (في عدن) الذي مكثت فيه خلال 1987 - 1989، انتقلت مباشرة إلى صنعاء (قبل الوحدة بعام واحد)، ثم إلى أفغانستان وعدن في يوليو (تموز) 1992.
* كيف انتقلت عام 1989 إلى صنعاء؟
- انتقلت بواسطة دفتر التجنيد الإجباري؛ لأنه كان ممنوعا مغادرة الجنوب إلا بعد إكمال التجنيد الإجباري، وكان هذا قبل اتفاق الشطرين على دخول المواطنين وخروجهم بواسطة البطاقة الشخصية، كنا ممنوعين من الخروج؛ لأننا كنا سجناء في أكبر سجن في العالم وهو الجنوب.
* قصدت بسؤالي الجهة التي تبنت ورتبت لنقلك إلى أفغانستان؟
- بعد أن أنهيت الخدمة العسكرية عملت لدى أحد المقاولين في عدن وجمعت بعض المال، ثم حصلت على دعم مالي من مواطنين في صنعاء، من فاعلي الخير، لقد كان المواطنون، رجالا ونساء (في الشمال)، يتبرعون للمجاهدين في المساجد، وحصلت على تذكرة السفر إلى أفغانستان من خلال دعم أهل الخير.
* هل تربطك أي علاقة بالشيخ عبد المجيد الزنداني؟
- تربطني به علاقة كأي يمني، مثلي مثلك، وهو شيخنا وعالم جليل من علماء الإسلام وأنا أحد المسلمين.
* كيف تنظر إلى عمليات الاغتيالات التي تستهدف في أبين وشبوة بعض ضباط ومنتسبي جهاز الأمن السياسي (المخابرات)؟
- بصراحة هم وراء الانفلات الأمني والاغتيالات، وذلك بسبب قيام بعض الضباط باحتجاز الناس، الشخص يدخل المعتقل يدخلونه ضمن معتقلي «القاعدة»، وعندما يخرج من المعتقل، يكون رأسه معبأ من أجل الانتقام من الدولة، فهذه عمليات انتقام من قبل بعض الناس ضد أفراد الأمن، يمكن، وربما بعض العمليات يقف وراءها الحراك.
* ماذا عن فترة وجودك في أفغانستان؟
- عندما وصلت هناك أدخلت «معسكر الفاروق» في جاور وتدربت لمدة 45 يوما من أجل اللياقة البدنية وعلى استخدام بعض الأسلحة التي لم أكن أتقنها، ثم تدربت مع بعض القيادات على صناعة المتفجرات وضمن من تدربت معهم من كانوا في الشيشان مثل «خطاب» و«أبو الوليد».
* هل يمكن أن تذكر الأسماء؟
- لم نكن نعرف الأسماء؛ لأننا كنا ممنوعين من ذكر أسمائنا الحقيقية؛ لأنهم كانوا خائفين علينا من المخابرات.
* ما كانت كنيتك؟
- كانت كنيتي «أبو إسرائيل».
* ما أبرز المناطق التي نفذت عمليات فيها؟
- نفذت عمليات في خوست، جلال آباد، لوجر، وعلى حدود كابل.
* كيف تنظر الآن إلى أفغانستان بعد دخول القوات الأجنبية إليها عام 2001؟
- أفغانستان دمرت الآن ولا يوجد بها أمن، على العكس من فترة حكم طالبان التي أوجدت الأمن والأمان وازدهرت التجارة، وتم القضاء على زراعة المخدرات بورقة (مرسوم) من قبل «أمير المؤمنين» الملا محمد عمر، والغرب لم يعجبه هذا العمل، وقاموا بدعم عصابات الموت والقتل في أفغانستان.
وقاموا بمهاجمة الدولة الإسلامية، في السابق كانت المرأة التي لا تتحجب تهدد بالضرب، لكن الآن يهتك عرضها.
* أخ علي.. بعد حرب صيف عام 1994 الأهلية جرت مضايقة الأسر في السواحل بعدن وكان يطلب منهم إبراز عقد النكاح، كيف تنظر إلى ذلك؟
- بصراحة هذا السلوك لم يكن يقوم به الإسلاميون نهائيا، وكنت حينها أحد الأشخاص المرافقين لأجهزة الأمن لمتابعة قضايا الخمور والدعارة، لكن ليس بالشكل الذي ذكرته في سؤالك، إنما كانت هناك قوى سياسية تريد ضرب التجمع اليمني للإصلاح (حزب إسلامي معارض حاليا)، وكانت تقوم بتلك الأعمال من أجل تشويه صورة الحزب ولا يوجد في تاريخ الإسلام والبشرية أن طلب عقد الزواج من رجل وامرأة يمشيان في الشارع.
* ما قراءتك المستقبلية للمطالبة ب«فك الارتباط»؟ وماذا عن المطالب الحقوقية؟
- هناك في الحراك الجنوبي أشخاص كانوا مسؤولين في الدولة وبعضهم كانوا سفراء في الخارج وقيادات عسكرية، وبعد الوحدة ازداد عدد السكان وليس معقولا أن يظل هؤلاء الناس كما هم عليه؛ لذلك فقد هؤلاء الناس مصالحهم وبدأوا يتكلمون باسم أبناء الجنوب، وأنا كجنوبي كنت، قبل الوحدة، لا أستطيع الحصول على منزل، كان 4 أو 5 أشخاص يتزوجون في بيت واحد، وكان الشخص لا يعرف كيف يعمل مع أهله (ينفرد بهم)، بل والله إن البعض كان يخرج هو وزوجته إلى المناطق الخالية... واليوم يأتي هؤلاء للحديث باسم أبناء الجنوب وقد كانوا يذبحونهم، نحن لم نفوضهم للكلام باسم الجنوب، والجنوب كان «خرابة» والآن أصبح «زي القمر» وسيتحسن أكثر وأكثر، والدليل على ذلك نجاح «خليجي 20»، وهذا يبين أن أبناء الجنوب وحدويون.
* سؤالي الأخير: ما قوام أعضاء الهيئة التي ترأسها؟
- يقدر بحدود 1000 عضو ومعظمهم ممن فقدوا ذويهم إبان حكم الحزب الشمولي (الاشتراكي)، ومنهم نساء وأسر مفقودين حتى اليوم منهم نائبتي التي فقد زوجها في أحداث 1986.
* غدا: حروب الإعلام والملاحقات والاعتقالات في جنوب اليمن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.