يمثل مركز الأمل لمعالجة السرطان بتعز ملاذاً للكثير من ضحايا هذا المرض في محافظة تتصدر قائمة الإصابة بين محافظات الجمهورية. والمركز العامل حالياً هو في الحقيقة نواة لمشروع طموح يتمثل بإنشاء مركز إقليمي متخصص بمعالجة ومكافحة الأورام السرطانية ، لكنه مشروع يحتاج إلى الكثير من الإرادة والمسئولية والتمويل لتنفيذه. الأخ مختار المخلافي مدير فرع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان التي أخذت على عاتقها مهمة علاج مرضى السرطان أطلعنا على حجم المرض في محافظة تعز والاحتياجات اللازمة لمواجهته. ما الخدمات التي تقدمها المؤسسة لمرضى السرطان؟ المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان هي مؤسسة خيرية تهدف إلى مكافحة واستئصال الأمراض السرطانية وتوفير الإمكانيات المادية والفنية لتشخيص وعلاج المرضى ورعاية الأفراد والأسر غير القادرة على تحمل تكاليف العلاج وذلك بصرف الجرع الكيماوية وكفالة المرضى وتقديم المعونات المادية والنفسية وتوعية المجتمع بمسبباته وقد حققت المؤسسة منذ افتتاحها في أغسطس (2007م)إلى الآن إنجازات رغم قلة الإمكانات والفترة القصيرة سواء في المجال التوعوي أو في مجال الخدمات الصحية والتخفيف من معاناة المرضى أو في مجال التهيئة والإعداد والتجهيز لمركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية الحالي منذ تسلم المبنى من الأستاذ حمود خالد الصوفي محافظ محافظة تعز ويعمل هذا المركز على إعداد وتأهيل الكوادر للمركز المستقبلي ما هي طبيعة الخدمات التي يقدمها مركز الأمل؟وكم عدد الحالات المستفيدة؟ يقوم المركز حالياً بالكشف والمعالجة الأولية للمرضى من خلال الأطباء المتخصصين بإعطاء جرعات العلاج الكيماوي الخاصة بمرض السرطان وهذه تعتبر مرحلة أولى،وهناك عدة مراحل مطلوب استيفاؤها بأجهزة ومعدات تقدر تكلفتها ب (600)مليون ريال كما أن المركز بحاجة إلى ميزانية تشغيلية سنوية تقدر ب (170)مليون ريال إضافة إلى أدوية تقدر بمبلغ (450) مليون ريال سنوياً. بينما وصل عدد المرضى المترددين على المؤسسة “4634”مريضاً خلال العام الجاري (2010م)ويوجد لدينا (1123)ملفا للمرضى. ما هي الموارد التي تعتمد عليها المؤسسة لدعم المرضى؟ لا يوجد لدى المؤسسة دعم ثابت إلى الآن، ولكننا نتقدم بالشكر الجزيل لقيادة السلطة المحلية ممثلة بالأستاذ حمود خالد الصوفي على دعمه وتعاونه مع جهود المؤسسة وكذلك الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بمحافظة تعز ورجال الأعمال والتجار ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة، ونود أن نشير هنا إلى أن المرحلة القادمة تحتاج إلى دعم كبير لاستكمال الأجهزة الخاصة بتشخيص المرض وعلاجه ونحتاج إلى شراكة مجتمعية فاعلة وداعمة نستطيع من خلالها حشد كافة الإمكانيات المتاحة لتحقيق أهدافنا في مجال مكافحة السرطان. وعندما يشعر الجميع بروح المسئولية سنجد الدعم المادي والمعنوي وكافة أنواع الدعم من الداخل والخارج. كيف تقيمون وضع مرض السرطان في محافظة تعز؟ محافظة تعز تمثل أعلى معدل للإصابة بهذا المرض من بين محافظات الجمهورية وهي أكبر المحافظات بعدد السكان وتتوسط خمس محافظات تمثل ثلث سكان اليمن وثلث الإصابة بنسبة (%40)من إجمالي مرضى السرطان في اليمن.. وقد أصبح اليوم وجود مركز إقليمي في محافظة تعز ضرورة وطنية وإنسانية ودينية، لذا أدعو الجميع إلى استشعار حجم المشكلة والوقوف الجاد والمسئول تجاه هذا المشروع الكبير الذي تضطلع به المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان وتقديم كل الدعم والتسهيلات لتحقيقه لأن التحدي أمام تشغيل مركز الأمل كبير وما يزال بحاجة إلى إمكانات مادية وفنية. سمعنا أن هناك وعدا خليجيا لمكافحة السرطان ببناء مركز طبي متكامل لمعالجة السرطان في تعز إلى أين وصل هذا المشروع؟ بلادنا استضافت في فبراير العام الماضي المؤتمر الخليجي الرابع لمكافحة السرطان برعاية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبمشاركة كبار المختصين والأطباء العالميين والذين ناقشوا على مدى ثلاثة أيام آخر التطورات والأبحاث الطبية لمكافحة ومعالجة السرطان خاصة سرطان الرأس والعنق في اليمن ودول الخليج العربي وقد تمت عدة زيارات للمؤسسة في تعز من ممثلي جمعيات مكافحة السرطان في قطر والكويت وألمانيا والتقت مع رئيس مجلس الأمناء الأستاذ منير أحمد هائل والذي أطلعهم على الدور الذي تقوم به المؤسسة في تعز واستعرض وضع مرضى السرطان واحتياجاتهم والوعد الرئيسي الذي وصلنا هو رسالة من رئيس الجمعية القطرية بالموافقة بإرسال أجهزة العلاج الإشعاعي عند استكمال بناء المركز الخاص بعلاج الإشعاع.