عناقيد من العنب دانية لأشجار على امتداد البصر في منطقة بني حشيش التابعة لمحافظة صنعاء،ووديان تتدفق من خلالها أغاني الفلاحين،ونايات الرعيان ، واخضرار يملأ النفس بالسعادة والتجدد.. صحيفة “الجمهورية”طافت هذه المنطقة الزراعية الخصبة مستطلعة تفاصيل انتصار العنب على القات. مراحل زراعة العنب الأخ علي محمود حمود الحسيني تحدث بالقول: هناك الكثير من الأنواع المختلفة للعنب وهي: العنب الرازقي والعاصمي والحدرم الأسود والعنب البياض، والعنب الجوفي،وعنب الزيتون،وعنب العيون وعنب الأضرع،وهناك العديد من الوديان التي تشتهر بزراعة العنب في بني حشيش وهي وادي رجام ووادي السر وخضراء، وفي رجم بيت الحنمي،وبيت الحسيني،والأصيوف،وهذه الأخيرة تنتج أجود أنواع العنب في بني حشيش،وكذا في قرضة التي تنتج أفضل العنب وأفضل الزبيب،وعن زراعة العنب تحدث الحسيني بالقول: في البدء يتم غرس شتلات العنب وبعدها نثبت لها الحديد المتناسب مع طولها، أو الأحجار المنحوتة من الجبال، وبعد ثلاث سنوات نضع البند الأوسط “الأحجار”،وبعد ذلك بندين من الحديد، وبعد ذلك على التسع في مراحل نمو العنب، وبعد التسع على الرابع،وبعدها على السادس،ومع كل عام نضيف بندا، وفي بداية العام تبدأ عملية “البقيس” أي بقس العنب وتصفيته من الحشرات، وبعد الفراغ من هذه العملية نقوم بعملية تلقيح العنب، وبعد التلقيح يأتي الخرج نسقيه النيط الأول، وتعقب هذه المرحلة عملية تقليب الأرض، بالمحراث الذي تجره الثيران،ومباشرة نقوم بعملية السقي بما يسمى النيط الثاني، والذي يطلق عليه نيط الخرج، أي إخراج العناقيد، وبعدها نسقيه النيط الثالث، وبعد ذلك يتم التخلص من الكراسيح أو ذلك الشيء الذي قد يصيب العنب، وتأتي عملية رش أو ذر التراب على أشجار العنب، وعلى رأس كل أسبوع، إلى جانب استخدام المبيدات الحشرية غير المضرة بالعنب أو البيئة، وعلى رأس كل ثمانية أيام نقوم بالرش، ثم عشرة أيام ولأربع مرات. وفرة مياه وخصوبة أرض وعن خصوبة الوديان وتوفر المياه أوضح بالقول:. المياه بحمد الله متوفرة وبشكل كاف، ومزارع العنب- بفضل الله -طغت واكتسحت أشجار القات، حيث إن القات يقضي البرد عليه، ولايسمح له بالنمو، وعلى عكس العنب الذي يساعده البرد على الارتواء والنمو، ونحن هنا في وادي رجام ننصح الإخوة المواطنين بالاهتمام بزراعة العنب؛ كونه يصدر إلى الخارج، وزراعته تعودنا عليها منذ عهود أجدادنا القدامى، وللعلم فقد كان موضع بيت النصيري كله مزروعا بالقات قبل حوالي أربعة عشر عاماً، لكن البرد القارس قضى على القات وانتصر للعنب، ويفصل الحسيني جودة العنب بحسب الترتيب التنازلي فيقول: إن العنب الرازقي يحتل المركز الأول وبعده العاصمي ثم الأسود “الحدرم”، والعنب البياض المنتشر في بيت آل السيد، ثم العنب العرقي. جودة الزبيب الأخ حسين كرشان بدوره تحدث عن الكيفية التي يتم فيها تحويل العنب إلى زبيب بالقول: من أنواع العنب التي يتم تحويلها إلى زبيب العنب الرازقي والعنب الأسود والعنب البياض، وهذه الثلاثة الأنواع هي وحدها يصلح تحويلها إلى زبيب، والبداية نقوم بقص العناقيد إلى السلال أو إلى الصناديق البدائية التي كانت تستخدم على الدوام، ونحن بدورنا ننصح الإخوة المواطنين بأن لا يضعوا العنب سوى في صناديق خشبية بدلاً من الصناديق البلاستيكية، وذلك حفاظاً على العنب، وللحصول على زبيب ذي جودة عالية، وكما قلت لك فإننا نقوم بقطف العناقيد إلى الصناديق، ومن ثم يتم نقلها إلى الهناجر، ونضعها على قصب الذرة اليابسة، ونضع العناقيد على المسامير أو نرصفها على ظهر المقصب، والقصب غالباً ما يستخدمه أولئك الذين لا يملكون الهناجر، ونضع العنب لمدة ثلاثين يوماً في الهناجر أو فوق القصب، وهنا ييبس الزبيب، فنقوم بعدها بعملية “القشوش” حيث نضع “الطرابيل” ونستخرج الشوائب من الزبيب، وبعد الفراغ من ذلك نضعه في شوالات وننقله إلى المجارين، وبعد فترة وجيزة ننزع العيدان، ونقوم بعملية المذح أي رفع الزبيب في الهواء لتصفيته تصفية نهائية، ثم نضعه في الشمس حتى يجف جفافاً نهائياً، وبعدها تأتي المرحلة الأخيرة وهي وضعه في البراميل لحفظه سنوات طويلة لوقت الحاجة، حيث تغطى البراميل بإحكام، ولو أن البرميل يحتوي على ثقب إبرة لتأثر الزبيب وأكلته الحشرات. وعن الصعوبات والعراقيل التي تواجه مزارعي العنب تحدث بالقول: إن من أهم ما يواجهنا نحن- مزارعي العنب- هو غلاء الحديد أو القصب الذي تثبت به أشجار العنب، وكذا غلاء الديزل، حيث إن كل فلاح لديه مضخة يسقي بها حقول العنب الخاصة به، وإننا نتمنى من الحكومة أن تقدم الدعم للمزارع الذي يرفد بمحاصيله الاقتصاد الوطني. حشرة قاتلة الأخ . حسين العاقل استضافنا إلى مزارع العنب التابعة له، كانت العناقيد المختلفة الألوان تتدلى كثريات الذهب، وكانت أوراق شجرة العنب سقفاً من فرح، والنسائم العليلة تتراقص جذلة أسفل العناقيد والأوراق، وتحدث الأخ حسين بالقول: هناك حشرة تسمى الزاغبة تذبل عناقيد العنب قبل أن تنضج، وقد بدأت تنتشر هذه الحشرة بجنون في وديان العنب وأصناف وهو يتفحص العناقيد المصابة بالقول: نتمنى أن يأتي فريق من إدارة الزراعة لمعاينة هذا المرض، وإعطائنا الدواء الذي يخلصنا منه، حتى يكون محصولنا أوفر؛ حيث إن استمرار مد هذه الحشرة قد يقضي على المحصول.
