دائما ما يزعجنا هذا الأمر ونعيشه هما يوميا خاصة أثناء العودة من العمل أو كما يقال في "أوقات الذروة" هذا ما بادرنا به السائق عبدالله الصرابي عند سؤاله عن أسباب الإختناقات المرورية؟ المشكلة تزداد حدتها مع قدوم فصل الصيف حيث تصبح صنعاء قبلة يرتادها أبناء المحافظات لقضاء العطلة بالإضافة الى الوفود القادمة من الخارج ومن دول الجوار بالذات. هذا الاختناق والازدحام المروري هل هو طبيعي فعلا؟ أم أن بعض المعالجات من هنا وهناك ستقضي عليه..هل سنشهد في المستقبل القريب عاصمة خالية من الزحام؟ يختلف الناس في الإجابة مابين متفائل ومتشائم ومابين ذاك الجهات المعنية بالأمر في الحكومة أو كما يقال ذات العلاقة تبذل جهودا لا بأس بها ولكن أليس بالإمكان أفضل مما كان؟ ومع كل هذه التساؤلات ظل السؤال الرئيسي يطرح نفسه ما هي الأسباب الرئيسية للإختناقات المرورية في أمانة العاصمة؟ دراسة ميدانية: سؤال طرحناه من خلال دراسة ميدانية على عدد من المبحوثين وطرحناه لاحقا على الجهات المعنية فتعالوا نرى سويا النتائج.. الدراسة التي نفذتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في معض مديريات الأمانة وشملت 80 مبحوثا من مختلف الأعمار من الجنسين ومن شرائح إجتماعية مختلفة (سائقي مركبات، موظفين ، عمال ،طلاب ) ،حيث أقر 5ر97 بالمائة من المبحوثين أن أمانة تعاني من إختناقات مرورية حيث إختلفت آراؤهم وبنسب متفاوته في تحديد سبب هذه الإختناقات. وأرجعت الدراسة السبب بشكل رئيسي الى ضيق الشوارع بنسبة 4ر25 بالمائة ،وعدم الإلتزام بالقواعد المرورية بنسبة 2ر22 بالمائة ممن شملتهم الدراسة،فيما قال 51 بالمائة منهم أن رجال المرور لا يقومون بواجبهم كما يجب. وجاءت الأعمال الإنشائية وكثرة السيارات بنسبة 5ر17 بالمائة و 7ر14 بالمائةعلى التوالي. وأوضحت الدراسة أن الحواجز الأسمنتية التي تغلق الشوارع الفرعية وكذلك نصب خيام الأعراس فيها فاقمت المشكلة المرورية . ولفتت الدراسة الى إزدياد عدد السيارات في أمانة العاصمة خاصة سيارات الأجرة وبالذات في الأشهر الأخيرة بالإضافة الى السماح لصغار السن بقيادة المركبات وعدم وجود قوانين رادعة تحد من هذه المشكلة. الدراسة خلصت الى ان التوسع في بناء الجسور والأنفاق في التقاطعات الرئيسية يعد الحل الأمثل بنسبة 8ر46 بالمائة ممن شملتهم الدراسة ،فيما رأى 8ر40 بالمائةأن تنظيم الوقوف على جانبي الطريق بشكل طولي سيحد كثيرا من المشكلة، وطالب7ر12 بالمائة من المبحوثين بضرورة التوسع في الإشارات الضوئية وزيادة أعدادرجال المرور. *جهود مبذولة المشكلة المرورية صارت حديث الناس خاصة هذا الصيف ، كذلك هي الشغل الشاغل للجهات ذات العلاقة في الحكومة. بدورنا توجهنا بنتائج دراستنا الميدانية الى الجهات المعنية بتفاقهم المشكلة المرورية لنعرف رأيها وأين تلتقي وتختلف معها؟ حيث إتفقت الجهات ذات العلاقة على أن عدم الإلتزام بقواعد المرور وأخلاقيات السير هو السبب الرئيس وراء ما نشاهده من إختناقات مرورية في الأمانة وأخذتكل جهة تتحدث عن جهودها المبذولة في هذا المضمار. يقول وكيل أمانة العاصمة محمد الغربي عمران " أن الأمانة تبذل جهودا جبارةعلى حد قوله في سبيل الخروج بنتائج إيجابية تحد من تفاقم هذه الظاهرة". ويضيف " بأن المشكلة مؤقتة خاصة وأن العمل في معظم الجسور أوشك على الإنتهاء". وقال أن أمانة العاصمة ستعلن قريبا عن تنفيذ مشروعين هما نفق تقاطع الحصبة مع شارع المطار ، ونفق تقاطع شارع القيادة مع شارع جامعة الدول العربية تقاطع جسر مذبح في مديرية معين بامانة العاصمة ، بالإضافة إلى تنفيذ أربعة مشاريع أنفاق للمشاة على طول شارع الستين .. وأوضح " أن هذه المشاريع تعتبر من أهم المشاريع التي تهدف إلى الحد من مشكلة الاختناقات المرورية والحد من حوادث المشاة في شارع الستين ، متوقعا البدء في تنفيذها نهاية العام الجاري . وأشار الوكيل إلى أنه سيتم العمل في المشروع بالتزامن مع تنفيذ مشروع جسر تقاطع المالية ، ونفق تقاطع شارع الدائري مع شارع الزبيري ( جولة كنتاكي ) . نائب مدير مكتب الأشغال العامة بالأمانة عبدالسلام الجرادي إستغرب من القول بان ضيق الشوارع سبب رئيس للإختناقات وقال" نحن نلاحظ الإختناقات حتى في الشوارع الكبيرة الشريانية في الامانة مثل "شارع الأربعين" . الجرادي تناول الدور الذي يقوم به مكتب الأشغال قائلا" تقوم وزارة الأشغال العامة والطرق بإنشاء الأنفاق في التقاطعات الرئيسية والمزدحمة بالإضافة الى عمل الإشارات الضوئية لتنظيم سير المركبات والمشاة".. مشيرا الى التنسيق المستمر مع المرور لإغلاق فتحات الجزر. وأضاف الجرادي" الأشغال تقوم أيضا برفع مخلفات البناء والأعمال الإنشائية من الشوارع الفرعية للتخفيف من الضغط على الشوارع العامة". من جانبه نائب مدير عام المرور سليم محمد عوض أوضح بأن إدارة المرور تقوم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة مثل امانة العاصمة والأشغال والمحليات لتلافي الإزدحامات التي تنشأ عن الأعمال الإنشائية للجسور وذلك بتحويل خطوط السير الى الشوارع المجاورة لها .. مشيرا الى تواجد رجال المرور في كل الجولات والتقاطعات بالأمانة لتنظيم حركة السير وضبط المخالفين والمستهترين بقواعد وآداب المرور على حد قوله. وأقر عوض بأن هناك تقاعسا من بعض رجال المرور في القيام بأعمالهم كما يجب.. مشيرا الى تجمع بعض افراد المرور في التقاطعات وفتح أحاديث جانبية اوغيابهم عنها. وقال" نحن نلاحظ ذلك وسنضع الحلول المناسبة له "..محملا المواطنين مسؤولية إبلاغ العمليات عن وجود تجمعات مرورية أو إزدحامات في اي منطقة والإتصال على الرقم 199 . حلول وخطط مستقبلية: تواصل الجهات المعنية البحث عن الحلول وتضع الخطط القريبة والبعيدة لحل المشكلة.ويظل الناس يتساءلون متى نرى ذلك واقعا معاشا وبين ذا وذاك يتدخل طرف ثالثليقرب او يعكر الصفو. نائب مدير الأشغال العامة والطرق بالأمانة قال "لدينا خطة مستقبلية تتمثل في إنشاء الجسور والأنفاق في التقاطعات الرئيسية مثل جولة كنتاكي وتقاطع حدة مع الزبيري ". وأضاف " هناك دراسة أعدتها شركة عالمية إستشارية متخصصة وهي قيد التنفيذ حول السلامية المرورية في امانة العاصمة". الجرادي طالب وسائل الإعلام القيام بدورها في توعية السائقين والمواطنين بآداب وأخلاق إستخدام الطريق قائلا" أنا على يقين بأنه إذا إلتزم السائقين بقواعد المرور سنصل الى عاصمة خالية من الزحام". من جانبه أوضح وكيل أمانة العاصمة أن هناك دراسة شاملة لتنظيم حركة المرور في الأمانة تهدف الى إعداد توقعات النقل حتى الفترة 2025م ووضع الحلول المناسبة لها. واضاف عمران" لدينا خطة عاجلة تتمثل في الإهتمام بخط السير باتجاه واحد للإستفادة من الشوارع الفرعية ..مشيرا الى أن هناك خطة متوسطة المدى حتى 2014م تتمثل في إنشاء 15 تقاطعا ،وكذلك خطة بعيدة المدى تتضمن تنفيذ ثلاثون تقاطعا في الأمانة حتى العام 2025م. بدوره ذكر نائب مدير عام المرور ان إدارته بصدد إتخاذ خطوة جديدة خلال الفترة القادمة تتمثل في وضع علامة على رخص السائقين الأكثر مخالفة لقواعد المرور وسحب الرخصة في حال تكرار هذه العلامات وبالتالي إيقاف السيارة. وقال عوض" أن إحترام قواعد المرور هو الحل الأمثل للحد من الإختناقات المرورية في الأمانة ..مضيفا "بأن المستهترين لا يعبرون إلا عن شخصيتهم فالمسؤول الحقيقيه والذي يراعي الأنظمة والقوانين.