تتوجه جماهير الكرة اليمنية وبقلوبها لاتزال الآمال مشرعة , والطموحات مشروعة إلى أبين وتحديداً إلى استاد الوحدة الذي يتفاءل به المنتخب الوطني ويتوعد فيه منافسيه رغم أنه متأخر بعد الجولة الأولى برباعية نظيفة من المنتخب الأخضر السعودي الذي استغل الضغط الجماهيري على الأحمر اليمني وهدفه المبكر واستثمر الأخطاء الانفعالية والارتجالية والفردية في أداء عناصر المنتخب المستضيف وحصد النقاط الثلاث بجهد أقل.. في هذه الجولة ستتجه المنتخبات الأربعة في المجموعة الأولى على استاد الوحدة بأبين لمواصلة السباق إلى (عرش بلقيس) الذي تشير إليه بطولة خليجي 20.. وكل منتخب في جعبته أجندة طموحات ويحمل لاعبوه رغبات متباينة ومتعددة وجميعهم يلتقون عند نقطة واحدة تتمثل في إحراز النقاط الثلاث والفوز لاغيره وإلا خضعت ترشيحاتهم للاهتراء والاهتزاز وربما الخروج المبكر ابتداءً من المنتخب الوطني بصفر من النقاط ومثله القطري بصفر من النقاط ومن ثم الكويتي والسعودي المحظوظين والأقربين إلى خطف بطاقتي التأهل عن المجموعة الأولى.. عن هذين اللقاءين المهمين إليكم هذه الحصيلة التحليلية.. القمة المبكرة التي ستجمع عملاقي البطولات الخليجية الكويت صاحب المنجز الأوحد والأوفر من الكؤوس لدورات الخليج بتسعة ألقاب سيواجه نظيره الأخضر السعودي الذي يأتي في المرتبة الثانية برصيد ثلاثة ألقاب.. وكلا المنتخبين تمكنا من انتزاع الفوز في الجولة الأولى من خليجي 20 وسيخوضان هذا اللقاء دون ضغوط لكنهما يبحثان عن الفوز بالجهد الأقل لأن ذلك سيقيهما من الانتظار أو الارتهان إلى الظروف والحسابات.. وبالنظر إلى تشكيلة المنتخبين وقياساً على عطائهما في المباراتين الافتتاحيتين فإنه يتحتم علينا الفصل بين تكتيكيهما وقدرات لاعبيهما وأسلوبهما المتبع والمقر من أجهزتهما الفنية.. قبل إعطاء نظرة عن إمكانية نجاح أحدهما في تحقيق الفوز أو التعادل.. فالحديث عن شبابية المنتخب السعودي تغلفه أحاديث أخرى عن صحة القول الذي يشير إلى أنه منتخب أولمبي غير معلن، وأن بعض لاعبيه فقط هم من المنتخب الأخضر الكبير.. ثم إن فوزه على صاحب الأرض والجمهور ليس معياراً حقيقياً ولا محكاً صادقاً وواقعياً لمدى جاهزية الأخضر للذهاب بعيداً في هذه الكأس.. ولهذا فإن الموضوعية تقول: هل السعودي لخليجي 20 مقتدر جداً على تجاوز المجموعة الأولى ليس فقط المنتخب اليمني الذي كانت تكتنفه ظروف غير اعتيادية إضافة إلى معاناته النفسية من الجماهير الكبيرة والضغوط التي مورست عليه لتقديم أفضل العروض ونتيجة إيجابية مما أربك اللاعبين وجعلهم يجتهدون منفردين وليس كمجموعة فغابت الثقافة الاحترافية للتعامل مع المباراة الافتتاحية وأتاحوا الفرصة لمنافسهم السعودي لتسجيل فوز مريح وعريض..؟! هذا السؤال الكبير هو الذي تتهامسه الجماهير السعودية التي التفتت إلى منتخبها الأخضر بعد أن كان الإعلام يقلل من إمكانات اللاعبين ومدربهم «بيسيرو» الذي انتصر في الجولة الأولى وأكد في المباراة الأولى تفوقه على ستريشكو لكنه اليوم سيدخل اختباراً أقوى وإذا استطاع الإجابة عن تساؤلات الجمهور الأخضر باحراز النقاط الثلاث أمام الكويت فإنه بالتأكيد سيكون قد برهن واقعياً على أنه أنفذ بصيرة من الصحافة السعودية التي بلعت لسانها في حلقومها حتى تتأكد أن بيسيرو ذو رؤية كروية ثاقبة أفضل منها.. فإذا كان الأخضر السعودي استثمر أخطاء المنتخب اليمني الفادحة ووضع قدمه على عتبة نصف النهائي برباعية نظيفة، فإن المنتخب الكويتي خاض تجربة اصعب منه ووضع قدمه أيضاً على عتبة نصف النهائي، والآن فإن المدرب (الصربي) جوران المشرف على المنتخب الكويتي أمامه فرصة للتأكيد أن فوزه الصعب على قطر بهدف لم يكن ضربة حظ، وأن قدرات منتخبه كبيرة لاستعادة الأمجاد للأزرق، وسيمده هذا الفوز بالطاقة الكافية لمجابهة الطموح الأخضر وفكر البرتغالي بسيرو الذي قاد الأخضر للفوز على اليمن بتكتيك معتمد في معظمه على المرتدات وتوظيف الركلات الثابتة وأطوال الفريق السعودي وهو ما لن يتكرر مع المنتخب الكويتي المتطور , الذي استطاع العودة من الأردن ببطولة غرب آسيا وفاز بشبابه على المنتخب الإيراني القوي، وبعد أن انضم إلى بدر المطوع وبعض العناصر ذات الخبرة فيمكنهم أن يحرجوا السعودية التي لطالما عانت من الأزرق في محطات عديدة وإن كان الأخضر قد فاز في خليجي 19 بمسقط بهدف وحيد فإن ذلك كان في وجود أفضل عناصره ياسر القحطاني وعبده عطيف والهوساوي والشمراني وأمثالهم أما لقاء اليوم فإنه محطة صعبة للسعودية.. لأن الأزرق يدرك أن تسمية الدورة باسم الشهيد فهد الأحمد الجابر الصباح دفعة معنوية للاستحواذ على اللقب الأكثر خصوصية للكويتيين.. إن التاريخ المجيد للكرة الكويتية لتحتضن أرقامه سبعة انتصارات على الكرة السعودية في دورات الخليج منذ انطلاقها عام 1970م في المنامة البحرينية وحينها تفوق الأزرق بثلاثية مقابل هدف وتكررت نفس النتيجة في خليجي أربعة وثمانية في قطروالبحرين وأكبر منها في خليجي ثلاثة بالكويت برباعية نظيفة وكذا في خليجي ستة بالإمارات و13 في عمان فاز الأزرق بهدف نظيف وكان آخر تفوق كويتي على الأخضر السعودي في خليجي 17 عندما فاز المنتخب الأزرق بهدفين مقابل هدف في الدوحةالقطرية عام 2004م .. ويبحث الكويتيون عن الفوز الثامن لهم على الأخضر الذي بدوره كان قد فاز أربع مرات من مجموع المباريات التي خاضها المنتخبان في بطولات الخليج وهو مؤشر ذو دلالة على التفوق الكويتي حتى المنعطف الذي فاز فيه السعودي ابتداءً من خليجي 11 في قطر و12 في الإمارات و14 في البحرين وآخرها 1/صفر في مسقط.. وحصد المنتخبان التعادل سلباً مرتين وإيجاباً أربع مرات.. يبقى أن نؤكد أن الفكر الكروي المتشابه للاعبي المنتخبين يفترقان عند النهج الفني المتبع من المدرب بيسيرو البرتغالي الذي خفض مستوى اللوم والضغط الجماهيري والإعلامي على لاعبيه وبين المدرب الصربي (جوران).. ويبدو أنهما سيزجان بذات التشكيلتين اللتين لعبا بهما في المباراتين الافتتاحيتين لضمان الانسجام ومن ثم سيدخلان تعديلات على بعض المراكز التي ستتضح لهما الرؤية أثناء الشوط الأول أو عقب انتهائه .. وبصورة عامة فإن التحفظ قد يحيط الأداء العام للمنتخبين حرصاً على عذرية شباكيهما وحفاظاً على النقاط التي قد تؤول للتقاسم بينهما وهو مبتغاهما ليرحلا ويؤجلا الحسم إلى المباراة الثالثة وبخاصة من الأزرق الذي لايريد أن يجازف أمام الأخضر المنتشي وإنما البحث عن النقطة الرابعة كهدف أول وإحراز النقاط الثلاث كهدف ثان بمعنى أن الحذر سيسود المنتخبين حتى أن بيسيرو يعلم حق اليقين أن منتخبه بمعنويات جيدة لكنه لن يكون قادراً على تكرار ما فعله مع صاحب الأرض والجمهور لأن المنافس هو الأزرق الكويتي وليس المنتخب اليمني ولاعبو الكويت يمكنهم أن يقولوا كلمتهم إن هم أرادوا في هذا اللقاء الأهم لإعلان المتأهل الأول عن المجموعة الأولى.