اللقاء الذي ستدور أحداثه الساعة الثامنة مساءً بتوقيت صنعاء على ملعب استاد 22 مايو سيكون ذا شكل خاص, ومأمول من المنتخبين السعودي والإماراتي تقديم أفضل عروضهما القوية, والتنافس على تأكيد شخصيتهما في هذه الدورة, وفي المنعطف قبل الأخير لخليجي 20 بعدن ولأن الخيار وحيد للفريقين, وامتلاكهما ذات الطموح والرغبة في تحقيق الحلم بإحراز لقب بطل خليجي الاستثناء في اليمن.. فإن المنتظر منهما الحفاظ على آمالهما لبلوغ آخر محطة بحثاً عن التتويج.. فالحلم لن يتحقق إلا بالفوز في هذه المواجهة بين منتخبين اثبتا أنهما عملاقان في مجموعتيهما؛ إذ إن الإمارات بشبابها كسبت الرهان وبلغت قمة المجموعة الثانية بفوزها الصريح على البحريني بثلاثة أهداف مقابل هدف تربعت بها ونقطتي التعادل أمام عمان والعراق على كرسي الصدارة.. والمنتخب السعودي تعثر في الثانية أمام الكويت بالتعادل بعد اكتساح أصحاب الضيافة منتخبنا الوطني برباعية نظيفة والتعادل بضربة حظ من المدافع شامي أمام منتخب قطر.. وبالنظر إلى الحالة المعنوية فالمعطيات تمنح الأبيض الأفضلية لأن إنهاء التصفيات التمهيدية بالفوز يدعم الجاهزية النفسية للاعبي الإمارات, والتعادل الأصعب للأخضر يؤثر سلباً وإيجاباً معاً على لاعبي السعودية, فالتفكير سيظل هاجساً مقلقاً لذهنية اللاعبين بأن التأهل لم يكن صناعة سعودية خالصة وهذا قد يشعرهم بأن المنافس أقوى منهم.. هذا احتمال وارد أو ربما يدفعهم إلى استثمار صعودهم وتحفيزهم نحو الاستمرار في المغامرة للتقدم إلى النهاية السعيدة التي يتمنونها أولاً بلوغ المباراة النهائية وثانياً التتويج باللقب الرابع مادموا يتقاسمون الفرص مع منافسيهم. الحسم تكتيكي أولاً لايزال المدرب البرتغالي بيسيرو تحت الضغط الجماهيري السعودي الطامح في رؤية منتخبه فائزاً باللقب الرابع له ولو بمنتخب رديف.. كما أنه كمدرب يحرص على عدم إدخال نفسه واللاعبين في أتون الحرب الباردة التي تشنها الصحافة السعودية ضد تغييراته في تشكيلته عند كل مباراة مما يهدد الأخضر بانسلاخه عن شخصيته الهجومية واعتماده على الأسلوب الدفاعي الذي اشتهر به ابن بلده المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد.. وحصول المنتخب السعودي على البطاقة الثانية للتأهل للدور الثاني وملاقاه الإمارات الشاب أيضاً يعطي الفريقين النصيب بالتساوي في الحظوظ وتقارب معطيات الضعف والقوة عندهما يؤكد أن النهج الذي سيعقده المدربان هو الحاسم كثيراً لهذه المعمعة الكروية بين بطلين يسعيان للبطولة وليس فقط لبلوغ المحطة الختامية.. ولن يتمكن أحدهما من الإطاحة بنظيره إلا باستغلال ثغراته , واستعراض عوامل قوته فيضعفها, وعناصر ضعفه فيستثمرها في إحراز الفوز بأية نتيجة ووسيلة وعليه فإن الاعتماد على التاريخ واستجرار الأرقام والاحصاءات لسجلهما في دورات الخليج الكروية للاستقواء على الآخر لاتأثير له على سير المعركة الميدانية الكروية في المستطيل الأخضر بملعب 22 مايو بعدن عام 2010م. فالجوانب الفنية والقدرات والإمكانات والمهارات والخبرات يمكنها أن تعطي الأولوية والتفوق لمن يوظفها التوظيف الصحيح, ويعتمد على سحب الآخر إلى اللعب بالطريقة والأسلوب اللذين يجيدهما.. ونظراً لمعرفة كل منهما بما لدى الطرف الثاني, فإن اللقاء قد يسوده الحذر والتحفظ من المدربين البرتغالي والصربي كون المنتخبين بحوزتهما لاعبون يجيدون استغلال اللحظات الأولى من شوطي المباراة, فإذا كان الأخضر قد نجح عبر مدافعه أسامة المولد في خطف هدف السبق الذي أربك حسابات المنتخب اليمني المستضيف في الدقيقة الثالثة, فإن وسط الدفاع الإماراتي سبيت خاطر أيضاً اقتنص هدفاً مبكراً مباشراً من ضربة حرة في مرمى البحرين فصنع الفارق لصالح الأبيض. رهان الأخضر السعودي رغم اختلاف النهج الذي يتبعه المنتخبان السعودي والإماراتي في خوض مباريات هذه البطولة إلا أن لكل منهما مبرراته وظروفه التي تفرض عليه انتهاج الخطة الدفاعية المتحولة للهجوم, أو الهجومية المعتمدة على تقوية الدفاع ومساندته.. والأداء الذي لعب به الأخضر السعودي أمام الأزرق الكويتي ومثله في مباراته الثالثة مع المنتخب القطري يؤيد الفكر الدفاعي الذي يعتمده البرتغالي ييسيرو ويعترض عليه الكثير من نجوم السعودية والفنيين والصحافيين الذين انتقدوا الأسلوب الدفاعي للمنتخب الرديف أو الأولمبي في خليجي 20 مما أظهر المنتخب السعودي القوي هجومياً بصورة لاتتناسب والتطور الذي قطعته الكرة السعودية للوصول إلى الاعتماد الكبير على النزعة الهجومية والتخلص من المنهجية الدفاعية التي تضعف ولاتقوي.. فالبرتغالي ينتهج خطة 4 5 1 لتقوية المنطقة الخلفية ومن ثم الهجمات المرتدة الصاعقة كما فعلها مع المنتخب الوطني في مباراة الافتتاح ثم تمت السيطرة على زمام الأمور لاحقاً.. وإذا كان الحارس مبروك زايد جاهزاً فقد يكون بخبرته أفضل من عساف القرني الذي ولج مرماه هدف وحيد من مهاجم المنتخب القطري وسيتواجد في قلبي الدفاع أسامة المولد وكامل الموسى ويقوم الأخضر على مجهودات محوري ارتكازه الثنائي القوي معتز الموسى وعبداللطيف الغنام.. وأما الظهيران ففي الجهة اليمنى راشد الرهيب وفي الجهة اليسرى مشعل السعيد وإلى جوارهما في خط الوسط الثلاثي تيسير الجاسم وسلطان النمري ومحمد الشنهوب مالم يحدث المدرب بيسيرو تعديلات على ذلك .. وسيكون مهند عسيري مهاجماً وحيداً في المقدمة.. وعلى رغم أن الطريقة التي يلعب بها الأخضر السعودي تعيق قدراته الهجومية الضاربة عن أداء دورها, كما يبدو من الخطة 451 إلا أنها في حالة الهجمة المرتدة المنسقة تتحول إلى نهج هجومي كاسح ويتطلب ذلك امتلاك محوري الارتكاز قدرات بدنية وفنية عاليتين تمكنانهما من أداء المهمة الدفاعية والهجومية معاً, وهذا سيكون أمام الأبيض الإماراتي مجازفة خطيرة النتائج.. لكن الحل الفردي المهاري ربما يحدث بعض الفارق إن تم توظيفه لصالح اللعب الجماعي للمنتخب كمجموعة .. والاستفادة من الشنهوب في صنع الفرص وضبط منطقة الوسط ويمتاز المنخب السعودي بالثنائي سلطان النمري ومشعل السعيد في الجهة اليسرى، التي ستكون جبهة هجومية خضراء إن تم تفعيلها وتنشيطها بمساندة محمد الشنهوب لكن مخاطرها تتمثل في إيجاد مساحات يتحرك فيها لاعبو المنتخب الإماراتي وغزو مرمى الحارس السعودي كون عناصر الأبيض يمتازون بالسرعة التي قد تفوق القدرات الدفاعية الخضراء.. استراتيجية الصقور الإماراتية الأبيض الإماراتي قدم نفسه في خليجي 20 كمرشح للبطولة بقوة بعد أن أطاح بالحلم البحريني بثلاثية سبيت خاطر وفارس جمعة وأحمد جمعة عنبر وكان متمكناً في بسط السيطرة والمناورة وتناقل الكرات بسرعة واتقان وهي ميزات تقوي الصقور الإماراتية في مواجهتها القوية أمام منتخب السعودية الطامح والشاب.. وإذا كان المدرب كاتانيتش قد استطاع قراءة أفكار وخطط المدرب البحريني سلمان الشديدة وأوقعه بالثلاثية, فإنه يدرك جيداً أن البرتغالي بيسيرو يعتمد على المجازفة ولديه خط أقرب إلى المزاجية في انتهاجه أسلوباً جديداً عند وضع التشكيلة لفريقه.. وإذا كانت كفة الأبيض تتساوى مع الأخضر في أن أغلب عناصرهما من اللاعبين الجدد على هذه البطولة, إلا أن الراجح أن الصقور الإماراتية في ظل غياب عدد كبير من نجومها قد أدى مباريات تتوافق مع الارتفاع البياني للأداء العام للاعبي المنتخب فرسم هويته من خلال تأمينه المنطقة الدفاعية، لكن ليس كما يفعل الأخضر السعودي، بل إن التوازن الهجومي والدفاعي وأضح في زيادة مبادراته الهجومية أمام البحرين فسجل الأبيض ثلاثة أهداف وكادت تزداد.. وبذلك أثبت المدرب كاتانيتش أنه يتعامل مع كل مباراة حسب معطياتها وظروفها فأحسن توظيف إمكانات وقدرات اللاعبين الإماراتيين في كل مبارياته الثلاث وإن تأخر الفوز، لكنه كان في ميعاده قبيل الخوض في غمار المنافسة على التأهل إلى النهائي.. ويبدو أن خطة 4 4 2 التي ينفذها لاعبو الأبيض الإماراتي وإن تحولت أو تحورت خلال الهجمات فقد أثبتت نجاعتها في ترجمة أنصاف الفرص إلى خطر يداهم المرمى ويستثمر الضربات الثابته باتقان لأن الهدفين الأول والثاني كانا نتاجين لضربتين حرتين.. وإذا أحصينا مكاسب المنتخبين في مجموعتيهما سنجد تقارباً كبيراً بينهما فقد تعادلا في مباراتين وفازا في مباراة واحدة وولج مرمى كل منهما هدف وحيد.. ولدى الإماراتيين لاعبان اثنان تقريباً فقط لعبا مع المنتخب الوطني وبقية الأسماء جديدة وكذا المنتخب السعودي. وبالعودة إلى خيارات كاتانيتش في هذه المباراة وتشكيلته فإنه سيلعب بالتوليفة الأفضل وهي التي كسبت الرهان أمام البحرين ففي المرمى ماجد ناصر ويلعب في المنطقة الدفاعية خالد سبيل ويوسف الحمادي وفارس جمعة وثم علي الوهيبي كظهير أيمن الذي يمتاز بأفضلية في التمريرات والسرعة التي تقلق خط دفاع منافسيه ومعه سبيت خاطر في الوسط بنزعة دفاعية ومتخصص الضربات الثابتة والتسديدات الصاروخية وإلى جواره ماهر جاسم غلوم في الوسط اليسار واسماعيل الحمادي وسعيد الكأس وعامر مبارك ووليد عباس.. ولايمكن التنبؤ بما يفكر فيه المدرب من أولوياتهما في الزج بهذا اللاعب أو ذاك, واستراتيجيتهما التي ستكون هي الفيصل؛ لأن التكتيك هو الذي سيرجح كفه أحد المنتخبين وحسن الاستفادة من الأخطاء.. تشكيلة السعودية يتوقع أن تضم تشكيلة الأخضر السعودي: الحارس عساف القرني أسامة المولد كامل الموسى راشد الرهيب مشعل السعيد عبداللطيف الغنام معتز الموسى سلطان النمري تيسير الجاسم محمد الشنهوب مهند عسيري. تشكيلة الإمارات يحتمل أن يلعب الأبيض الإماراتي بنفس تشكيلته أمام البحرين وهم: الحارس ماجد ناصر خالد سبيل يوسف الحمادي فارس جمعة وليد عباس علي الوهيبي عامر مبارك سبيت خاطر ماهر جاسم غلوم اسماعيل الحمادي سعيد حسن الكأس.