كلما قادتني ضرورة عملي في الاتجاه الشرقي لمدينة تعز.. حيث فرع صندوق المعاقين بالمحافظة، أجد نفسي أدعو الله أن ينجيني من الهم الذي أصبح ثابتاً في حياتنا.. ومكرساً في يومياتنا فإن لم يكن ذاتياً.. فهناك من في شريحتنا لديهم مايجعل من همهم هماً لدينا.. كونهم في طريق توحدنا اتجاهاتها إلى مقاصدنا وان اختلفت مهمات كل منا.. عند بوابة فرع الصندوق وداخل أروقة مكاتبه أجد نفسي محشوراً بين أجساد كل لها لون من ألوان الإعاقة وفي ألسنتها حروف تتناثر بلغة الشكوى مما تعانيه وتحاول إيصال شكواها إلى الجهات ذات العلاقة بها.. ومن بين كل تلك الشكاوى يكون لنا هم فيها.. وقضية اليوم.. نستعرضها على لسان ذلك الإنسان المعدم الذي جاء إلى فرع صندوق المعاقين وهو يحمل رزمة من المذكرات والتقارير الطبية المتعلقة بأبنائه المعاقين الذين تعتصرهم معاناة إعاقتهم.. بينما تضني المتابعات المفرغة من النتائج كاهل الأب المسكين.. الأخ/ أحمد علي أحمد إبراهيم الذي تحدث إلينا عن ابنه خالد ذي العامين من العمر.. بالقول: إنه يعاني من استسقاء في الدماغ وبنسبة عجز تصل إلى 70% حيث كانت الإعاقة مصاحبة له منذ الولادة وبينت التشخيصات والفحوصات الطبية ان هناك 6 أكياس في الرأس منها 3 بالجهة اليمنى و 3 باليسرى.. ويتطلب أمر إزالتها إجراء عملية قسطرة وهي عملية مكلفة في مستشفى الثورة الحكومي الذي حدد العملية بمبلغ 161500 ريال، ومستشفى ابن سيناء الخاص الذي قدرها بمبلغ 164000 ريال وجد الأب نفسه يلجأ إلى صندوق المعاقين بعروض الأسعار نتيجة لظروفه المعيشية الصعبة.. إلا أن الصندوق بفرعه بتعز والذي تتلخص مهمته عند حدود استقبال طلبات المعاقين وتضمينها في تقرير شامل إلى مكتب الصندوق الرئيسي بصنعاء تجد الإدارة نفسها تنتظر مع المعاقين الردود المركزية بما رفعه لها.. بينما يبقى فرع الصندوق بتعز في زحمة التساؤل اليومي عما استجد بطلباتهم وقال أحمد علي: إنه منذ 30/7/2009م حتى اليوم وهو ينتظر الرد من صنعاء.. فيما تتضاعف معاناة ابنه خالد الذي يعاني من إعاقة ذهنية وحركية وسمعية ونطقية تجعله في حال مأساوي بينما قال له الأطباء: إن العملية إذا ما تم إجراؤها ستكون ناجحة 100% وعن ابنه وحيد البالغ من العمر 30 عاماً.. قال أحمد علي إنه يعاني من الصرع الدماغي وكان قد تم اعتماد الصرفيات لعلاجاته من قبل صندوق المعاقين إلا أن الصندوق قد أوقف صرف هذا الاستحقاق من الأدوية منذ 30/7/2009م دون معرفة أسباب هذه الإجراءات التي اتخذها الصندوق بحق ابنه وطالب الأب إدارة الصندوق وبوجه خاص الأخ المدير التنفيذي للصندوق في تصحيح الخطأ الذي يحتمل ارتكابه من قبل مختص أو مختصين بإدارة الصندوق والذي جاء بنتائجه السلبية على ابنه المعاق.