الشهادة منحة إلهية    تضحياتٌ الشهداء أثمرت عزًّا ونصرًا    إعلانات قضائية    في وقفات شعبية وفاءً لدماء الشهداء واستمرارًا في التعبئة والجهوزية..قبائل اليمن تؤكد الوقوف في وجه قوى الطاغوت والاستكبار العالمي    فيما الضامنون يطالبون بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية .. كيان الاحتلال يواصل انتهاكاته وخروقاته لوقف إطلاق النار في غزة    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    تيجان المجد    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتحف الجيولوجي لليمن
مرجعية علمية.. ونافذة ترويجية!
نشر في الجمهورية يوم 28 - 02 - 2011

تمتلك اليمن تنوعا جيولوجيا فريدا يشمل جميع أنواع الصخور الرسوبية والنارية والمتحولة في أرجاء مختلفة من اليمن، تتراوح أعمار هذه الصخور من عصر ما قبل الكامبري وإلى حقب الحياة الحديثة وتشكل اليمن جيولوجياً جزءا من الدرع العربي والأفريقي، والذي يمثل تنوعاً كبيراً في صخوره وسجلاً أحفورياً جيداً لفهم التراكيب الجيولوجية و التغيرات المناخية التي طرأت في الجزيرة العربية عبر الفترات الزمنية المتعاقبة.
و تشير المعلومات المتوفرة ونتائج البحث والتنقيب عن المعادن إلى تواجد تمعدنات مهمة من الذهب، الرصاص، الزنك، النحاس، الفضة، النيكل والحديد والتيتانيوم. كما تؤكد هذه الدراسات أن الظروف الجيولوجية والعوامل الأخرى في اليمن تتوافق إلى حد ما مع النماذج المثالية المسجلة إقليميا وعالميا، وتمثل بيئة خصبة للاستثمار في قطاع المعادن، كما أن التنوع البيئي والحيواني، يمثل إضافة أخرى لما تكتنزه اليمن من ثراء بيئي وتنوع فريد جعلها موطنا للكثير من الحيوانات والنباتات النادرة والغريبة سواء في العصور القديمة أو الحديثة، ولعل الاكتشافات التي ظهرت مؤخرا لآثار الديناصورات في منطقة أرحب كأول اكتشاف على مستوى الجزيرة العربية تقدم دلائل على فرادة التنوع البيئي والجيولوجي في اليمن، ومن هذا المنطلق سعت هيئة المساحة الجيولوجية التابعة لوزارة النفط والمعادن إلى وضع آليات مختلفة لعرض هذا التنوع الجيولوجي الفريد لبلادنا، وعرضه للترويج من جهة، ومن جهة أخرى تقديم المعلومات الصحيحة للزوار والطلاب والباحثين عما تكتنزه اليمن من تنوع جيولوجي فريد، ومن أهم هذه الآليات أو الوسائل” إنشاء المتحف الجيولوجي لليمن” بصنعاء ليقدم معلومات دقيقة وهامة تعرض تفاصيل مهمة حول التنوع الجيولوجي لليمن، وجود الثروات المعدنية على مستوى الوطن، وكذلك عرض الكتروني ومجسم لأنواع وأنماط حياة الديناصورات التي وجدت في اليمن في العصور القديمة، وكذا تفسير علمي دقيق لمختلف الظواهر الكونية التي يشهدها العالم، ولعل الزيارة لهذا المتحف تمثل رحلة ممتعة في أعماق التنوع الجيولوجي والبيئي لليمن ولأهمية ما يحويه هذا المتحف كان ل”الجمهورية” زيارة إلى هناك وإجراء لقاء مع المهندس بشير محمد البطيلي مدير المتحف الجيولوجي بهيئة المساحة الجيولوجية الذي قدم عرضا مفصلا حول الأهمية التي يكتسبها المتحف من الناحية العلمية والمعرفية، وما يحويه من أقسام جديدة تعكس وتحاكي مختلف أنماط الحياة القديمة والحديثة في أرض العربية السعيدة، فإلى نص الحوار وحصيلة التجوال في رحاب المتحف الجيولوجي لليمن.
مشروع علمي طموح
ما الأهمية التي يكتسبها إنشاء أول متحف متخصص للجيولوجيا باليمن؟
المتحف الجيولوجي اليمني يمثل مشروعا علميا وطموحا، ويعد الأول على مستوى المنطقة، تبنته هيئة المساحة الجيولوجية التابعة لوزارة النفط، ممثلة برئيس الهيئة الأخ الدكتور إسماعيل ناصر الجند، وما بذله من جهود حثيثة ودائمة لإنشاء المتحف الجيولوجي ضمن مبنى الهيئة وسعيه المتواصل في البحث عن تمويل لإخراج هذا المشروع إلى حيز الواقع، والذي حظي بدعم كبير من قيادة وزارة النفط والمعادن، ممثلة بمعالي الأخ الأستاذ أمير سالم العيدروس وزير النفط والمعادن والإسهام بتمويل معروضات جناح الديناصورات في حين تم البحث عن تمويل لبقية الأجنحة من بعض الشركات العاملة باليمن التي تبنت تمويل بقية الأجنحة والمعروضات الأخرى, ويخطط لهذا المتحف إذا ما تم الانتهاء من تجهيزه في القريب العاجل ليكون نافذة يطل الزائر والباحث والطالب من خلالها على ما تزخر به اليمن من ثراء وتنوع في الثروات من معادن وصخور ونفط وغيرها, بحيث يستطيع الزائر اكتساب المعرفة والتعلم عن قرب من خلال المعروضات بطريقة حديثة وفهم بعض الظواهر الجيولوجية والطبيعية التي تؤثر على الأرض والتغلغل في أعماق التاريخ الجيولوجي بالعودة إلى بدايات تكون الأرض والكون، مروراً بالعصور المتعاقبة التي شهدت تطورات للمجاميع الإحيائية والعديد من الأحداث الجيولوجية التي نراها في الطبيعة, هذا كله والمزيد يتم عرضه للزائر في المتحف الجيولوجي وباستخدام وسائل حديثة تضاهي تلك المعمول بها في العديد من المتاحف المشابهة في العالم.
ومن هذا المنطلق والأهمية لإنجاز هذا المشروع قامت إدارة المتحف الجيولوجي وبالتنسيق والدعم من قيادة الهيئة بالعمل على تنفيذ هذا المشروع بشكل علمي دقيق، وتسخير كل الجهود والإمكانات لما من شأنه تحديث هذا المشروع الهام، وإضافة أجنحة وعناوين جديدة تغطي الجوانب الهامة للعلوم الجيولوجية، وبما يتواكب مع برامج تحديث الهيئة وأنشطتها الترويجية والاستكشافية، وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتعدين من جهة, ومن جهة أخرى تلبية احتياجات المختصين من الطلاب والزوار والمستثمرين للاطلاع عن قرب عن الثروات التعدينية لليمن، ومحاولة الفهم المبسط للعلوم الجيولوجية، وبطريقة علمية وتفاعلية على غرار ما هو معمول به في دول العالم المتقدمة.
عينات من الصخور
كيف بدأت فكرة إنشاء متحف جيولوجي؟
بدأت فكرة إنشاء المتحف الجيولوجي بمبنى هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية إدراكاً منها لما لتاريخ وتجارب الأمم عبر العصور المختلفة من الاهتمام، وما تمثله الثروة المعدنية والمصادر الطبيعية كعامل أساسي وفعال في التخطيط للمستقبل ضمن بناء قطاعات التنمية المستدامة والاستثمار في هذا المجال، فقد بدأت بدراسة إنشاء هذا المتحف المتواضع ضمن إمكانات محصورة من خلال تجميع بعض العينات الصخرية والمعدنية في اليمن، والتعريف بالصخور والمعادن والبنية التركيبية في اليمن ليشهد المتحف نقلة نوعية في السنوات اللاحقة ويغدو صرحا تعليميا وترويجيا هاما، ومقصدا للعديد من الزوار بمختلف شرائحهم، وفي مقدمتهم طلاب المدارس والمختصون والمستثمرون.
و مع بداية العام 2010م لم يكن يوجد سوى الصالة الأولى في المتحف التي تضم العديد من العناوين والمعروضات الأساسية للعلوم الجيولوجية، وبالذات فيما يتعلق بجيولوجيا اليمن وأنواع الصخور والمعادن، ونشوء الكون، الأمر الذي استدعي من إدارة المتحف تضمين خطة العمل للعام المنصرم 2010م، وإضافة صالة جديدة وإلحاقها بالمتحف وتخصيصها لعرض عناوين جديدة عن تتابع الحياة عبر العصور, الديناصورات, النفط والغاز, التعدين القديم, والخامات الصناعية والمعروضات التفاعلية المساعدة، وبما من شأنه إحداث نقلة نوعية وفقاً للمقاييس المتبعة عالميا في تنفيذ المتاحف المشابهة التي تعطي صورة واضحة عن مختلف أنماط الحياة والثروات المعدنية التي توجد في البلد، وبالتالي نستطيع القول بأن المتحف صار يمثل مرجعية علمية لمختلف الباحثين والطلاب، وكذا نافذة ترويجية توفر مختلف المعلومات المطلوبة لأي مستثمر يرغب في الاستثمار في مختلف أنواع الثروات المعدنية التي توفر بكميات تجارية واستثمارية في اليمن، ووجوده يعتبر شيئا ملحا وهاما على مختلف الأصعدة.
العمود الجيولوجي
ماذا عن مكونات المتحف ومحتويات صالات العرض؟
طبعا المعروضات مرتبة بشكل علمي ومدروس، حيث يطل الزائر على العمود الجيولوجي لليمن، وهو لوحة حجرية بارتفاع ثلاثة أمتار وعرض خمسة أمتار تقريبا، تمثل العمود الجيولوجي لليمن من أنواع مختلفة من الصخور التي توجد في البيئة اليمنية والعالم، وتضم أقدم الصخور التي وجدت على الأرض، ويتدرج من الصخور الأقدم إلى أحدث الصخور التي وجدت في البيئة اليمنية ويعرضها بطريقة تتابع الطبقات، وفيها أقدم الصخور التي يتجاوز عمرها 299 مليون سنة، وهناك صخور عمرها 4.5 ملايين وصولا إلى الصخور الحديثة والبركانية في اليمن والموجودة حاليا في جبال صنعاء، مرورا بالحجر الجيري ومجموعة عمران والبراكين التي قطعت جميع الطبقات إلى الأحدث، وتم تقسيم العمود الجيولوجي لليمن حسب العمر لكل نوع من الأحجار، والتي من أهمها الحجر الجيري، الجبس، البرلايت، البيوميس (حجر الخفاف)،الملح الصخري، الأطيان الصناعية، الحجر الرملي السيلكي، الاسكوريا، الزيولايت، الفلدسبار، الكوارتز ، رمال السيلكا، بالإضافة إلى أن اليمن يتميز بوفرة أنواع أحجار البناء والزينة وبمواصفات عالية كالجرانيت والجابرو، الرخام ، البازلت ، التف و الإجنمبرايت، وكل هذه الأنواع وغيرها تم إضافتها إلى العمود الجيولوجي لليمن لتكون عنوانا مختصرا يعكس ثراء وتنوع البيئة اليمنية، وما تحويه من مختلف أنواع الثروات المعدنية.
كرة الجرانيت الطافية
كما يوجد في مدخل المتحف كرة الجرانيت الطافية وهي كرة جرانيت ضخمة وحرة الحركة يبلغ وزنها ما يزيد عن 2.5 طن، تتحرك على الماء وبصورة مستمرة رغم وزنها الثقيل، وتشكل عامل جذب للزوار، وتحفز من التساؤل عن ماهية القوى المولدة لحركة هذه الكرة الضخمة، وتعرض هذه الكرة لأول مرة باليمن.
وفي نفس صالة المدخل يوجد لوحات جرافيكس حائطية تعليمية عن البراكين، يوضح مناطق توزيع البراكين في العالم ومكونات الأرض وسمك القشرة الأرضية، ويوضح المسافة بين سطح الأرض والعمق، ويشير إلى أن العمق يبلغ من السطح إلى مركز الأرض حوالي 700 كيلو متر تقريباً.
المعادن والصخور
ما الذي يحويه جناح المعادن والصخور؟
ويجسد هذا الجناح عدة مفاهيم تعليمية وأساسية للزوار لفهم دورة الصخور في الطبيعة, أنواع الصخور البركانية والرسوبية والمتحولة, وكذا أنواع المعادن الصناعية والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة، و يعرض عينات لمعادن متنوعة، وأهمها النحاس والذهب وخامات الحديد والكوارتز والرصاص والزجاج البركاني والجبس وأنواع الأحجار الكريمة، وقد صنف هذا الجناح أو قسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية حسب علم الجيولوجيا، وهي قسم الصخور النارية وهي تمثل أصل الصخور والصخور الرسوبية والصخور المتحولة، وطبعا يتم عرض نماذج من مختلف هذه الصخور والعوامل الطبيعية التي أثرت فيها، وهي تظهر ما تزخر به البيئة اليمنية من ثراء وتنوع كبير، يحوي مختلف المعادن والأحجار النادرة والمستخدمة في مختلف الصناعات في العالم، وفي الجهة الأخرى من الجناح يضم قسما كبيرا يحوي عرضا لجميع أنواع الصخور والمعادن، ومختلف أحجار البناء والزينة التي تستخرج من الطبيعة في اليمن أيضاً.
محاكاة الطبيعة
كيف سيقدم المعرض تفسيرا للظواهر الكونية؟
يوجد مجسم تفاعلي عن البركان، ويقوم بعرض آلية حدوث هذه الظاهرة وبشكل متحرك وحي، يشرح هذه الظاهرة وأسبابها ونتائجها وتكويناتها ومكونات الحمم البركانية التي تنتج عن البراكين وبشكل مجسم يجعل الزائر يشعر بأنه في الواقع ويحاكي الطبيعة بقدر المستطاع، بما فيها الدخان والغازات وانصهار الحمم والمعلومات المتعلقة بهذا الجانب، ويقدم معلومات شاملة عن كل المراحل المرتبطة بهذه الظاهرة الكونية.
العالم رباعي الأبعاد
وتواصلاً لهذه الجهود التي تبذلها الهيئة لاستكمال افتتاح أول متحف جيولوجي باليمن يتم الإعداد، وبدعم من إحدى الشركات النفطية لعرض مجسم كروي رباعي الأبعاد (Globe4D)، وهو تمثيل لتفكك القارات عبر الزمن والكواكب ومستويات المياه على سطح الأرض والتغيرات المناخية على كرة متحركة محاطة بقرص دوار يمثل البعد الرابع، ويعرض عليه الزمن الجيولوجي، ويتم إسقاط المعلومات باستخدام بروجكتور777741516 , يعرض لأول مرة باللغة العربية، ويتم عرض العديد من البرامج التعليمية عن التأثرات المناخية للأرض ونظرية وتفسير نظرية نشوء الكون وكيفية تكون الكون وتطوره، وكيف تكونت الكواكب وبشكل مبسط وواضح من خلال الرسومات التي تبين هذه التغيرات بشكل مبسط للطلاب والزوار، ويظهر من خلال مجسم الأرض طبيعة اتصال اليمن بإفريقيا في التاريخ القديم والتصاق القارات وتصادمها، والتداعيات التي حدثت للأرض وكونت سلاسل الجبال كسلسلة جبال الهملايا.
مسيرة الحياة على الأرض.
ويضيف المهندس بشير البطيلي مدير المتحف الجيولوجي: إنه ومع بداية العام المنصرم تم إضافة صالة أخرى لعرض تعاقب الحياة الطبيعية، وما صاحبها من أحداث هامة خلال حقب الحياة القديمة وتعرض لعصور زمنية متتابعة (ماقبل الكمبري, الكمبري, الاوردفيشي, السيلوري, البرمي, الكربوني, والديفوني) مزودة بشرح مختصر عن أبرز ملامح الحياة في كل عصر وتتكون من عدة أقسام، وخصصنا معظمها لعرض مراحل وكيفية تتابع الحياة من بداية الحياة بشكل بسيط (وحيدة الخلية) إلى إن تطورت الحياة إلى شكلها الحالي، مرورا بعصر الديناصورات وتنقسم الصالة إلى قسمين يضمان مجسمات حقبة الحياة القديمة (الكمبريل ) وحقبة الحياة المتوسطة التي وجدت فيها الديناصورات، وثالثا حقيبة الحياة الحديث، بما فيها عصر ظهور الثديات على وجه الأرض.
جناح الديناصورات
أين موقع جناح الديناصورات في المتحف؟
من منطلق نشر المعرفة وللتوعية بأهمية هذه الآثار للعلماء والتاريخ الطبيعي للأرض، فقد تم تخصيص جناح خاص بالديناصورات في المتحف الجيولوجي بالهيئة وتزويده بمجسم متحرك لإحدى الديناصورات التي كانت تعيش في اليمن وعرضه في المتحف بتقنية رقمية متطورة تعرض كل التفاصيل عن حياة الديناصورات وطبيعة سلوكها وغذائها، وكل المعلومات المرتبطة بها ليكون المتحف أول مركز يعرض هذه النوع من الكائنات التي كانت تعيش في الجزيرة العربية، وفي نفس الوقت يقدم كل المعلومات التي يحتاجها الباحثون والدارسون عن هذه الأنواع من الكائنات التي كانت تصول وتجول في اليمن في فترة العصر الجوراسي من حقب الحياة المتوسطة.
النفط والغاز
وهو من أكبر الأجنحة في المتحف الجيولوجي، حيث يحتوي هذا الجناح المعلومات الأساسية واللازمة لفهم تواجد النفط والغاز وأهميته في حياتنا اليومية, وطرق الاستكشاف والاستخراج والمنتجات النهائية من المشتقات النفطية بمصاحبة المجسمات ثلاثية الأبعاد. ويشمل جناح (النفط والغاز) معروضات تشرح للزائر والطالب والباحث كيفية تكون النفط منذ البداية وقصة تكون هذا السائل الهام وعرضا لطرق الاستكشاف المستخدمة كطريقة الجذب والطريقة المغناطيسية والطريقة الزلزالية والطرق الأخرى، وأيضا طريقة الإنتاج في الحقل باستخدام موديل للحفار وموديل لوحدة المعالجة المركزية التي يتم إنشاؤها في الحقل باستخدام وسائل الوسائط المتعددة (استخدام الأفلام والبرامج مع شاشات الكمبيوتر التي تعمل باللمس ) و ملصقات الجرافكس، بالإضافة إلى العينات والخامات الطبيعية، والتي تضم عينات النفط الخام وعينة لباب الحفر والمتسرب وعينة للصخور الحاوية للنفط.
التعدين والمنجم
ويحتوي هذا الجناح على عرض لتاريخ التعدين القديم لليمن وصناعة التعدين الحديثة وأهم الوسائل والمعلومات لهذه الصناعة. كل هذا يتم عرضه بداخل نفق يحاكي نفق المنجم، مزود بالوسائل اللازمة لشرح تقنيات التعدين والأدوات المستخدمة والمعلومات الغنية التي يتطلع لمعرفتها كل الزوار.
إلى جانب ذلك يتم عرض وشرح وسائل التعدين القديم في منجم التعدين القديم الذي يحوي الأدوات والوسائل التي كانوا يستخدمها اليمنيون، والتكنولوجيا القديمة التي كانت تستخدم في التعدين كاستخراج الذهب والفضة، وبعض الخامات الطبيعية، واليمن كانت مشهورة بهذه الأشياء وفي المتحف نعرضها ونوثقها ونقوم بأرشفتها للعرض للزائر، بالإضافة إلى التعريف بأدوات التعدين التي نوضحها للزائر بشكل دقيق، وقد تم تصميم هذا الجناح على شكل نفق (منجم) كما هو في الطبيعة وفي الداخل يرى الزائر فيه أيضا مختلف المراحل في استخراج المعادن والمعدات الحديثة والخوذة والمطرقة والأدوات والكمامات والملابس مع شرح واف ومبسط لجميع هذه المراحل والطرق.
الجيولوجيا والصناعة
ويعرض هذا الجناح بعض الخامات الداخلة في الصناعات الأساسية مثل صناعة الاسمنت والسيراميك والزجاج مع عرض عينات يدوية لهذه الخامات ومجسمات للخطوات التي تتم لمعالجة هذه الخامات وحتى الحصول على المنتج النهائي.
التاريخ الأحفوري
ما الجهود التي تبذلها الهيئة للحفاظ على آثار الديناصورات؟
بالنسبة للديناصورات في اليمن ففي العصر الجوراسي (أو حقبة الحياة المتوسطة كانت اليمن جزءا من إفريقيا وكان البحر يغطي معظم اليمن إلى منطقة أرحب ومنطقة عمران من جهة الشرق، وكانت هناك بيئة واحدة ممتدة من إفريقيا إلى اليمن، فكانت الديناصورات تصول وتجول في إطار هذه الجغرافيا الواحدة وصولاً إلى الشاطئ اليمني لبحر التايذيس (Thythes) القديم الذي كان يغطي معظم النصف الشرقي لليمن حتى حدود منطقة أرحب، وقد تركت هذه الديناصورات آثار أقدامها عند تراجع البحر الذي يكون نطاقاً بيئياً ضحلاً (muddy-flat) يطلق عليه (السبخات) وهي أرضية طينية رخوة مشبعة بالجير، ونسبة من المياه تشكل فيما بعد عند تصلبها صخور الكربونات الصلبة أو الحجر الجيري التي حفظت عليها هذه الآثار، كون هذه الصخور تتصلب بشدة وتحافظ على تفاصيل الأقدام بشكل جيد حفظها هذه الآثار لملايين السنين اللاحقة.
وقد تم اكتشاف آثار للديناصورات في عدة قرى في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء، تمثل معظمها آثار أقدام لفصيلين رئيسيين، لأنواع مختلفة من الديناصورات التي عاشت في اليمن ومنها الديناصور رباعي الأقدام (Sauropod) وثنائي الأقدام (Ornithopod) ونظراً لكون هذه الآثار تمثل دليل أهمية علمية كبيرة للتاريخ الطبيعي ليس لليمن فحسب، بل وللعالم فقد حظيت باهتمام من قبل قيادة الهيئة التي عملت على تسوير أول موقع تم اكتشافه والتنسيق والدعم للبحث العلمي للقيام بالدراسات من قبل الخبراء والمختصين من الهيئة وبعض المتطوعين من هولندا وأمريكا، وكذا التواصل مع العديد من مراكز الأبحاث في العالم، وأجريت عليها بحوث مهمة كشفت عن مواقع عديدة في مديرية أرحب تعج بالطبعات تكاد أن تقفز باليمن إلى المراتب الأولى من بين الدول التي تحتوي على هذه الآثار العلمية، إلى جانب بوليفيا وسويسرا, كما قدمت هذه البحوث تفسيرا علميا عن التاريخ الجيولوجي والأحفوري لليمن وعن المناخ والبيئة القديمة إبان عصر الديناصورات (العصر الجوراسي قبل حوالي 140 مليون سنة تقريبا).
تحاليل علمية
هل هناك حفريات وبقايا مكتشفة للديناصورات التي وجدت في اليمن؟
إلى الآن لم نحصل على بقايا عظمية للديناصورات في اليمن وقبل أيام أبلغنا عدد من المواطنين بالعثور على بعض العظام للديناصورات في منطقة أرحب، وخرجنا إلى المنطقة للتأكد من هذا الاكتشاف، ووجدنا مجموعة من العظام يبدو أنها لديناصورات أو لحوت عملاق عاشت في اليمن، لكن هذا الأمر لم يتم التأكد منه بشكل جازم إلا بعد إجراء التحاليل العلمية والمخبرية اللازمة ومعاينة الموقع, وعلى الرغم من تجاوب الكثير من أبناء المنطقة مع الهيئة والتعاون لتنفيذ العديد من الأبحاث والدراسات والزيارات التي ينظمها المتحف، وهم يشكرون على هذه الجهود باستمرار، وسنعمل بالتنسيق معهم للحصول على هذه البقايا العظمية وعمل التحاليل اللازمة.
مركز الديناصورات بأرحب
ما جديد الخطط التوسعية لنشاط المتحف؟
يتم الآن إعداد تصور لإنشاء مركز الديناصورات للزوار في منطقة أرحب، يمكن من خلاله البحث عن تمويل لإخراجه إلى حيز الواقع سواء من الحكومة اليمنية أو من المنظمات الدولية المهتمة بالتاريخ الطبيعي، وأهمها منظمة اليونسكو وهو مشروع جريء وهام، تبنته قيادة الهيئة وعبر إدارة المتحف الجيولوجي عقب زيارة الخبير الاسترالي السيد/ فيليب اليسون إلى منطقة أرحب خلال شهر فبراير2010م، وما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع مع رئيس مجلس الإدارة بالهيئة وبحث إمكانية إنشاء حديقة ديناصورات أو ما يطلق عليه مركز زيارات الديناصورات (Dino Visitor Center) في موقع آثار الديناصورات بمنطقة أرحب، والذي سيساهم في تطوير موقع الطبعات وإدراجه ضمن الدليل السياحي الطبيعي لليمن كأحد أهم وأندر المواقع بالجزيرة العربية، وتنظيم برامج زيارات مستمرة للطلاب والباحثين والسياح والمهتمين, وهذا بلا شك سوف يسهم في رفد الاقتصاد، إذا ما تحقق هذا المشروع، وتوفير العديد من فرص العمل للمختصين ولأبناء المنطقة في آن واحد، وسيكون أحد المشاريع في المنطقة، وعقب ذلك تم اقتراح تشكيل فريق عمل تطوعي وعبر المتحف الجيولوجي يقوم ببلورة الأفكار وإعداد تصور نهائي يساعد في تقديمه للجهات الدولية واستخراج الدعم لتمويل هذا المشروع. ويعتبر هذا العمل تطوعيا، وتشكيل فريق عمل من المختصين للمساعدة في إخراج هذا المشروع إلى حيز الواقع هو من أولوياته, ويضم هذا الفريق مجموعة من أهم المختصين العالميين في مجال الديناصورات.
وقد باشر فعلا فريق العمل بالتواصل وتبادل الآراء والأفكار ومناقشة السبل الكفيلة للخروج بتصور شامل يضمن الحصول على دعم من المنظمات الدولية أو العربية ذات العلاقة بالحفاظ على التاريخ الطبيعي؛ كون هذه الآثار جزءا لا يتجزءا من التاريخ الطبيعي للعالم ويتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ عليها.
وتواصلت الجهود للدفع قدما بهذا المشروع إلى حيز الواقع من خلال عدة قنوات، منها التراسل عبر البريد الالكتروني وتبادل الآراء والأفكار والمعلومات ذات العلاقة وأخذها بعين الاعتبار عن إعداد التصور العملي للمشروع. والنزول الحقلي إلى أرحب وتسجيل مواقع طبعات جديدة سيتم تضمينها للتصور النهائي للمشروع النزول الميداني لتجميع المعلومات العلمية الاقتصادية والاجتماعية لموقع المشروع، والتي تعتبر من أهم المعلومات التي يأخذها الممول بعين الاعتبار لتمويل المشروع. وتم إنجاز المسودة الأولية للتصور، ويتم حاليا دراستها من قبل فريق المشروع ومحاولة الإضافة وتجميع البيانات الناقصة والسعي للرجوع إلى المختصين لتوفير أي معلومات تضمنها التصور الأولي في القريب العاجل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.