ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال وموجات المد العاتية التي أعقبته "تسونامي"، اللذين ضربا شمال شرق اليابان الجمعة الماضية إلى 5178 قتيلاً، إلى جانب 8606 مفقوداً، بحسب حصيلة رسمية مؤقتة جديدة. وأظهرت الحصيلة اليوم الخميس أن عدد الجرحى بلغ 2285، فيما دمرت الكارثة أكثر من 88 ألف منزل أو مبنى بالكامل أو جزئياً. ونشرت هذه الحصيلة في اليوم السادس بعد أقوى زلزال يسجل في اليابان، فيما يتوقع أن ترتفع أكثر حصيلة الضحايا. وأمس الأربعاء أعلن رئيس بلدية إيشينوماكي في إقليم مياغي أنه يخشى أن يكون هناك حوالي عشرة آلاف قتيل في منطقته، بحسب المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام المحلية. إلى ذلك، بدأت مروحيات عسكرية يابانية اليوم إلقاء المياه على مفاعل نووي مهدد بالانصهار في شمال شرق البلاد. وألقت الطائرات المياه على حوض خزان الوقود في المفاعل الثالث بمحطة "فوكوشيما 1" الذي ترتفع درجة حرارته بشكل كبير للغاية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وكانت المحطة قد تعرضت للتدمير من جراء الزلزال والتسونامي. وأرغم ارتفاع مستويات الإشعاع أمس الأربعاء السلطات على تأجيل خطط لاستخدام المروحيات في إلقاء المياه من الجو. ويزداد الوضع حرجا في محطة فوكوشيما حيث تكافح السلطات لتفادي كارثة نووية كبرى، وأصدرت أوامر بانسحاب العاملين لفترة قصيرة من المحطة اليابانية للطاقة النووية في ظل ارتفاع نسبة الإشعاع، وسط مؤشرات عن خروج الأزمة عن نطاق السيطرة. حيث منع النشاط الإشعاعي القوي فوق المحطة مروحية من الاقتراب من المفاعل الرابع لرش المياه بهدف تبريد الوقود النووي الذي يهدد بالدخول في مرحلة انصهار. في وقت ضربت هزة جديدة العاصمة اليابانية بعد فترة وجيزة من إعلان مصادر رسمية أن الحكومة تنوي طلب مساعدة الولاياتالمتحدة عسكريا لمواجهة التداعيات الكارثية للزلزال المدمر على منشآتها النووية. وفي هذا الصدد يزور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو اليوم طوكيو للإطلاع على الوضع عن كثب والبحث مع المسؤولين اليابانيين عن الكيفية التي يمكن أن تساعد بها وكالته. وقال أمانو وهو ياباني- إنه سيدعو بعد عودته مجلس حكماء الوكالة الذرية للاجتماع لبحث الوضع في اليابان، مشيراً إلى أنه يجب على خبراء الوكالة أن يتوجهوا إلى هناك بأسرع وقت ممكن. من جهته، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم كل أشكال الدعم لليابان للتغلب على أزمتها الحالية، جاء ذلك خلال حديث هاتفي مع رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان. وعلى صعيد آخر، دعت العديد من الدول رعاياها إلى مغادرة اليابان بسبب الوضع في محطة فوكوشيما المعرضة لخطر الانصهار النووي. ومن بين هذه الدول الولاياتالمتحدة وأستراليا والنمسا والجزائر وألمانيا وروسيا وغيرها.لكن وزارة الخارجية اليابانية دعت دول العالم إلى الهدوء بعد هذه التحذيرات. من جانبه، أفاد الناطق باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف جورجي هارتل بأن الخطر الوحيد من تلوث المنتجات الغذائية اليابانية بالإشعاعات يقتصر على المنطقة المحيطة مباشرة بالمحطة النووية المنكوبة. فيما قالت القناة الحكومية اليابانية بأن النشاط الإشعاعي القوي فوق محطة فوكوشيما النووية منع مروحية من الاقتراب من المفاعل الرابع لرش المياه بهدف تبريد الوقود النووي الذي يهدد بالدخول في مرحلة انصهار. وبذل مسؤولون أميركيون جهودا لعدم انتقاد الحكومة اليابانية التي ظهرت مؤشرات على أن الأزمة تفوق طاقتها على التحمل لكن الخطوات التي تتخذها واشنطن تشير إلى خلاف مع اليابانيين حول مدى خطورة الوضع. وقالت اليابان أن الولاياتالمتحدة سترسل طائرة بلا طيار تحلق على مستوى مرتفع فوق المحطة لتقييم الوضع وعرضت إرسال خبراء نوويين. وقالت هيئة الطاقة النووية اليابانية أن مستويات الإشعاع في المحطة "استمرت في الانخفاض" لكن الحكومة ناشدت الشركات الخاصة المساعدة على توصيل الإمدادات إلى عشرات الآلاف ممن تم إجلاؤهم من منطقة تمتد 30 كيلومترا حول المحطة. وقال مسؤولون في شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو) أن الجرافات حاولت إخلاء طريق إلى المفاعل حتى يمكن لسيارات الإطفاء أن تصل إلى هناك وتحاول تبريد المنشأة باستخدام الخراطيم. وتم وقف العشرات من الرحلات الجوية إلى اليابان أو تم تغيير مسارها ويتجنب المسافرون جوا طوكيو خشية الإشعاع. وزادت محنة مئات الآلاف الذين شردهم الزلزال وأمواج المد تدهورا بعد موجة باردة أدت إلى تساقط ثلوج كثيفة على أكثر المناطق تضررا. وحدث نقص في إمدادات المياه وزيت التدفئة في مراكز الإيواء. وهناك نحو 850 ألف منزل في الشمال بدون كهرباء في طقس يقترب من التجمد. وقالت شركة توهوكو الكتريك باور والحكومة أن 1.5 مليون منزل على الأقل محروم من المياه النظيفة.