واصلت قوات التحالف الدولي ضرب أهداف ليبية لليوم الخامس على التوالي لكنها لم تتمكن حتى الآن من منع قوات تابعة للزعيم معمر القذافي من قصف بلدات تسيطر عليها المعارضة المسلحة أو تعطيل مدرعاته عن التوجه إلى منطقة إستراتيجية في الشرق. فقد قصف قوات التحالف الدولي ظهر اليوم الخميس كلية عسكرية في تاجوراء الضاحية الشرقية لطرابلس في حين أكدت الحكومة الليبية أن القصف طال أهدافا "مدنية وعسكرية". وقال التلفزيون الليبى في شريط إخباري نقلا عن مصدر عسكري قوله "تعرض مواقع مدنية وعسكرية بمنطقة تاجوراء بمدينة طرابلس الآن إلى قصف". وكان قد سمع دوي انفجار قوي في العاصمة الليبية طرابلس اليوم وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة قاعدة عسكرية فيما أعلنت قوات التحالف الدولي إنها تمكنت من شل قدرات السلاح الجوي للقذافي. ونقلت الأنباء عن أحد سكان العاصمة قوله "سمعنا دوي انفجار أخر الآن ونرى الدخان يتصاعد". موضحا أن "هناك أفرادا على أسطح المباني ويبدو أنها منطقة عسكرية بالقرب من كلية الهندسة في منطقة (تاجوراء)". فيما أعلن التلفزيون الليبي أن قوات التحالف الدولي هاجمت أهدافا مدنية وعسكرية في منطقة (الجفرة) التي تقع إلى الجنوب الغربي من طرابلس. وأعلن في وقت سابق أن غارات شنت على حي سكني في منطقة (تاجوراء) في العاصمة طرابلس ما تسبب في سقوط عدد كبير من المدنيين. على صعيد متصل أكد الجنرال في سلاح الجو البريطاني غريغ باغويل أن الطيران الليبي "لم يعد موجودا كقوة قتالية" بعد الضربات التي نفذها التحالف الدولي و"إننا نمارس ضغطا متواصلا وشديدا على القوات المسلحة الليبية". وأشار إلى أن قوات التحالف "تراقب باستمرار القوات البرية الليبية". موضحا "اننا نهاجمها كلما هددت أو هاجمت مدنيين أو مراكز سكنية". ونقل راديو (مونت كارلو) عن الناطق باسم الجيش الأميركي الأميرال جيرارد هوبر قوله إن الدفاعات الجوية الليبية أصبحت شبه عاجزة الآن وأن الطائرات بدون طيار يمكنها التحليق بحرية والقيام بجميع المهمات المطلوبة. وأضاف إن قوات التحالف تشن ضربات جوية على قوات القذافي البرية التي تهاجم مدن (اجدابيا) و(مصراتة) و(الزاوية) وان طائرات التحالف "تضغط على القوات البرية للقذافي التي تهدد المدن". وأوضح الناطق الأميركي "بهدف حماية السكان المدنيين وبالاتفاق مع شركائنا في التحالف.. نعم اننا نهاجم قوات القذافي التي تهاجم المراكز السكنية وتضغط عليها". من جانبه أعلن وزير خارجية فرنسا الان جوبيه في مقابلة نشرتها صحيفة (لو فيغارو) اليوم أن الطائرات الفرنسية دمرت عشر عربات مصفحة خلال ثلاثة أيام وان منطقة الحظر الجوي "أصبحت واقعا". وقصفت طائرات كندية في وقت سابق مخزنا للذخيرة شمالي ليبيا بالقرب من مصراته ونفذت طائرات اف-16 دنماركية عمليات قصف للمرة الأولى في ليبيا خلال الساعات ال24 الأخيرة. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي تفاؤلا حول انتهاء الحرب سريعا وقال "ستكون عملية محدودة زمنيا".لكن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أعلن في القاهرة انه ليس هناك جدولا زمنيا لنهاية العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف في ليبيا. وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أعلن في وقت سابق أن بلاده قلصت عدد طلعات طائراتها فوق ليبيا "إلى حد كبير" وأكد أن واشنطن "لديها أوراقا أخرى غير الخيار العسكري". وقال "فرضنا عقوبات دولية قاسية.. جمدنا أمواله.. وسنواصل استخدام وسائل الضغط المتنوعة" ضد القذافي. وعلى صعيد العقوبات توصلت الدول الأوروبية إلى اتفاق مبدئي بفرض عقوبات على مؤسسة النفط الليبية والشركات التي تديرها.