كنّا نعتقد...أن زمن الحب الصادق ولىّ ورحل مع (جدتنا ليلى) و(جدنا قيس) لكن...من بين ركام اعتقادنا ينبثق وهج قصصٍ أبطالها من قرى حجة وأوديتها ...وهم يدافعون عن قصة(الحب الخالد) ...الحب الذي لا تغلفه المصلحة ولا تشوبه مغريات العصر ...الحب الذي لا يعترف بقوانين القبيلة ...ولا بالامتيازات الطبقية المجردة من إنسانية الإنسان ...الطبقية....التي أنهاها برسالته العظيمة سيد البشرية الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام وساوى بين جميع البشر دون أي تمييز....!! وفي العام الفائت وعلى صفحات الجمهورية فتحنا تحقيقاً عن(فتاة) رفعت قضيتها إلى (المحكمة) على عائلتها لعدم تزويجها ممن تحب ...بحجة أنها من فئة(القبائل) وهو من فئة(المزاينة) وانتهت القضية لصالح عائلة (الفتاة)...فتحت الضغط عليها والتعذيب في السجن غيّرت أقوالها وتم سحب القضية وتزويجها مُرغمةً من ابن شيخ(القبيلة) ...وأُسدل الستار على تلك القصة وكأن شيئاً لم يكن وكان بطلا القصة من إحدى مديريات محافظة حجة - وهاهي القصة تكرر نفسها ..لكن اختلفت هذه المرة وكانت أكثر مأساوية من روميو وجوليت وقيس وليلى- وكل سابقاتها من القصص (فأحمد) و(خلود) اسمان سيضافان إلى قائمة من خلّدتهم مشاعرهم النقية ....حيثُ تجرعا السم بشجاعة فاقت {فانتازيا} الروائيين...تجرعا السم ليقولا لقوانين القبيلة إلى هنا وكفى.....!!(أحمد وخلود)هو ينتمي لما يسمى(بالقبائل)وهي تنتمي لما يسمى (بالمزاينة)...لم توفق قصة حبهما ...ولم تصل لشاطئ الأمان ...ذلك الشاطئ الذي يكون نهايةً طبيعيةً لكل قلبين جمع الله بينهما في سمائه قبل أرضه...لم يصلا بسبب الفوارق الطبقية المقيتة والبلهاء...فبعد أن ضاقت بهما السُبُل ولم يصغ أحد لنداءات قلبيهما ولمشاعرهما(المُحرمة)في قوانين القبيلة وتعسفاتها ...فقرر(أحمد وخلود)أن يضعا حداً لقصتهما فأحمد(20)عاماً وخلود(18)عاماً...فبعد الرفض لتزويجهما حددا يوماً لرحيلهما حتى وإن كان إلى الجحيم ...فخرجا إلى مزارع(القات)بقريتهما (بني مديخة) مديرية(الشاهل) محافظة(حجة) واتفقا على رحيل بطريقتهما...فاتصل (أحمد)بأهله وهاتفهم قائلاً:إذا وجدتم جثتي فلا تظلموا أحداً ولا تتهموا أحداً بقتلي من أبناء القرية...كما فعلت (خلود) نفس ما فعل(أحمد) واتصلت بأهلها قائلةً: لا تتهموا أحداً بقتلي سأشرب السم بنفسي...فجاء أهلهما بعد مكالمتيهما مباشرة فوجدوهما جثتين هامدتين في (نوبة حراسة القات)تسمى في مناطق الشرفين (بالديمة) ...!!