سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عواد: إعدام الجنود كان سيؤدي إلى «توسيع دائرة العداء المجتمعي» والتنظيم أراد الظهور بمظهر «المتسامح» باحثون في شؤون الجماعات الإسلامية: عملية الإفراج عن الجنود «كانت متوقعة»
الجحمي: «القاعدة» أرادت التخلص من عبء مادي وشرعي لأن قتلهم لم يكن ليمر بسهولة قال باحثون ومتخصصون في شؤون الجماعات الإسلامية: إن تنظيم “القاعدة” في اليمن لم يفاجئ الناس بإفراجه عن 73 جندياً أسيراً في مديرية جعار بمحافظة أبين منذ أكثر من شهرين.. وقال الباحث في مركز سبأ للدراسات والمتخصص في الشؤون العسكرية للجماعات الإسلامية عايش عواد ل “الجمهورية” إن عملية الإفراج عن الجنود كانت متوقعة. وفي حين قال عواد إن إقدام تنظيم “القاعدة” على إعدام الجنود الأسرى كان سيؤدي إلى توسيع دائرة العداء المجتمعي للتنظيم, أكد أن عملية الإعدام لو كانت تمّت ستؤدي إلى انشقاقات داخل “القاعدة” نفسها؛ لأن الإسلام يحرم دماء المسلمين على بعضهم, كما يحرم قتل الأسير حتى ولو كان كافراً, وقال عواد: إن “القاعدة” أرادت أمس “الظهور بمظهر المتسامح أمام المجتمع” بإفراجها عن الجنود الأسرى في محاولة تكتيكية لعدم استعداء المجتمع اليمني, خاصة أن عملية قتل كهذه كانت ستأتي بردّة فعل شعبية ضد التنظيم. وفيما ذهب البعض إلى أن ما قامت به “القاعدة” أمس يعد انتصاراً غير مسبوق لها, قال عواد ل “الجمهورية” إن عدم ذبح الجنود الأسرى, والأفراج عنهم يعطيهم نوعاً من التعاطف؛ لأن قلتهم كان سيظهرهم كمجموعة من السفّاحين, إضافة إلى أن الأسرى هم جنود عاديون ومسلمون, ولا يمثّلون مصالح قوى دولية, خصوصاً أن التنظيم يدّعي أنه يحمي الإسلام والمسلمين. وبشأن ظهور قائد الجناح العسكري لتنظيم “القاعدة” قاسم الريمي أمس في حفل الإفراج عن الجنود الأسرى, قال الباحث عواد: إن ذلك الظهور يؤكد أن “القاعدة” هي الطرف الفاعل والمسيطر على “أنصار الشريعة” وهي من يتولّى إدارتهم, وظهور الريمي أثبت أن “أنصار الشريعة” ليس كياناً منفصلاً عن “القاعدة” بل امتداد لها. الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية سعيد الجحمي قال إن “القاعدة” أرادت بالإفراج عن الجنود الأسرى التخلص من عبء مادي وشرعي، ثم الخروج بمكسب تحسين صورتها لدى الناس بتلبية مطلب شعبي.. وأشار الجحمي في تصريح ل “الجمهورية” إلى أن مسلحي “القاعدة” يتحرّكون في مساحات محدودة, وبقاء 73 أسيراً بحوزتهم كان سيشكل عبءاً على تحركاتهم كما هو عبء مادي، في حين يعاني التنظيم ضائقة مادية، بالإضافة إلى أن قرار إعدامهم كان عبءاً شرعياً, ف “القاعدة” لا تمتلك المبررات الشرعية لقتلهم. وأكد الجحمي أن قرار إعدام الأسرى كان يعني أن “القاعدة” توقّع على قرار إعدامها؛ لأن قتلهم لم يكن ليمر بسهولة؛ إذ سيشعل الغضب الرسمي والشعبي, وسيقدم التنظيم بصورة بشعة للغاية لدى كل الشعب وأيضاً لدى مناصريه والمتعاطفين معه.