تحت شعار «نحن معكم».. أطلق أهل الكويت قافلة إغاثية عاجلة نفذتها جمعية الحگمة اليمانية الخيرية فرع تعز لإغاثة أبناء مديرية المخا بمحافظة تعز بتكلفة 33 مليون ريال يمني.. الحملة التي انطلقت الجمعة الماضية وتستمر على مدى أسبوع تستهدف 3000 أسرة موزعة على 57 قرية من قرى مديرية المخا.. خلال زيارتنا لعدد من القرى والتقائنا بعدد من الأسر اتضح جلياً إن سكان هذه القرى تنعدم لديهم أهم مقومات سبل العيش.. الجمهورية واكبت حملة الإغاثة العاجلة..في المستهل التقينا الشيخ نائف بن حجاج العجمي موفد أهل الكويت الذي قال: إن الحملة التي دشناها صباح يوم الجمعة الماضي ماهي إلا تجسيد عملي لقوله صلى الله عليه وسلم “مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر” تألم في اليمن فانتفض أخوانكم في الكويت المحسنون منهم وبادروا بهذه الإغاثة وأعلنوا عن إقامة هذه القافلة لإغاثة المحتاجين من أخواننا في اليمن، وتتكفل الإغاثة بتقديم 3000 سلة غذائية لإعانة 3000 أسرة تكلفتها الإجمالية 33 مليون ريال يمني وتعد شيء يسير وبذل قليل لمحنة أخواننا في المخا. نداء الواجب مشيراً إلى أن إطلاق قافلة أهال الكويت لهذه الحملة الإغاثية وإرسال وفد لتدشين الحملة وتوفير المساعدات والمواد الغذائية الرئيسية لأبناء مديرية المخا جاءت تلبية لنداء الواجب الإنساني بهدف إغاثة الآلاف من الأسر المتضررة من خطر المجاعة وتوفير القوت الضروري لأبناء الشعب اليمني، والعمل على تقوية أواصر الإخاء بين الداعمين والمستفيدين وترسيخ قيمة التكافل الاجتماعي، وقال العجمي: نسأل من الله أن يرفع عنهم هذه المعانات وأن يغنيهم عن خلقه. إغاثة فورية وعن تنفيذ مشاريع أخرى أوضح أنه الآن نقوم بتقديم إغاثة فورية لسد حاجة قائمة لكنها ستكون نواة لمشاريع تنموية تسد الحاجة على الدوام، وإن شاء الله عما قريب سيكون هناك دعم طبي وإقامة مستشفيات ميدانية لتقديم الخدمات الطبية وبعدها أن استقرت الأمور وسدت الحاجة وانقطعت الضرورة القائمة سنبدأ بالتفكير في إقامة برامج ومشاريع تنموية تغني أهل المنطقة عن غيرهم. حملة إغاثية ثالثة من جانبه أشار الشيخ طارق عبدالواسع محمد سعيد رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة الخيرية الجهة المنفذة للحملة: أن الجمعية قد قامت بتنفيذ حملة إغاثة إلى محافظة أبين والجوف وتعز بمبلغ 60 مليون ريال وحالياً ندشن حملة الإغاثة الثالثة إلى مديرية المخا من خلال توزيع 3000 سلة غذائية على ثلاثة آلاف أسرة بتكلفة 30 مليون ريال، وعازمون على تدشين حملات أخرى في أبين وحجة وبعض المناطق التي تضررت من الأحداث الأخيرة في اليمن. غياب دور المجتمع وقال طارق: وجدنا في المخا أشبه بوجود مجاعة وأسراً تعيش في منازل من الصفيح، كما وجدنا أطفالاً قد التصقت جلودهم على العظام ورأينا أناساً قاربوا على الموت ويعانون من المرض وهذا لعدم التفات المجتمع إلى سكان هذه المناطق ونتيجة بعدها عن المدن وعدم وجود المرافق الخدمية.. مؤكداً أن الجمعية قامت بعمل مسوحات ودرست احتياجات السكان من المشاريع التنموية واستصلاح الأراضي وحفر الآبار في بعض المناطق من المديرية وهو ماتعتزم تنفيذه الجمعية خلال المرحلة القادمة. مشيداً بتفاعل أهالي الكويت وتقديمهم العون لأبناء اليمن وبجهود الشيخ نائف بن حجاج العجمي لتبنيه حملة الإغاثة في دولة الكويت. وحول دور الحكومة أشار الشيخ طارق أن حكومة الوفاق الوطني تعيش مشاكل ولن تستطيع في الوقت الراهن دراسة كل المناطق ونشد على أزرها وأتمنى من أبناء الشعب التعاون مع الحكومة. التنسيق مفقود وعن التنسيق مع الجمعيات الأخرى في تنفيذ حملات إغاثية قال: حاولنا أن ننسق مع عدد من الجمعيات الخيرية منها جمعية الإصلاح خلال تنفيذ حملة الإغاثة القطرية كما نحاول أن تتجمع الجمعيات بدعوى من قيادة المحافظات لتنظيم مؤتمر من أجل أن تتوزع التبرعات والمناشط ولا يقع تضارب في تقديم الخدمات لنفس الحالات. جهود أهل الكويت من جانبه قال أحمد عبدالغني الشميري مدير جمعية الحكمة اليمانية فرع تعز مشرف الحملة الإغاثية: نشكر أهل الإحسان والخير والبر على تعاونهم مع هذه القافلة لإخواننا في مديرية المخا، ونسأل من الله أن يبارك جهود أهل الكويت في هذه المبادرة وكما عهدناهم في تقديم مثل هذه المبادرات والإغاثات.. وبين الشميري أن فريق من الجمعية نزل إلى المديرية وقام بعمل مسح شامل للسكان وأوضاعهم ومصادر دخلهم والأحوال المعيشية لهم. وعن لجان صرف المواد الغذائية أوضح الشميري أنه تم تقسيم المديرية إلى ثلاث لجان الأولى لجنة المخا ومسئولة عن 661 أسرة موزعة على 10 قرى. واللجنة الثانية في عزلة الزهاري وستوزع المواد الغذائية من “دقيق 24ك سكر10 ك أرز 10ك زيت 2 لتر تمر كيلو حليب كيلو شاهي ربع كيلو” على 16 قرية فيها 901 أسرة، أما اللجنة الأخيرة لجنة منطقة الجمعة والتي تعد أكبر عزلة حيث تقطن فيها 1400 أسرة موزعين على 31 قرية مترامية الأطراف. ليس له مصدر رزق عائش حسن عرعر 30 عاماً من ذوي الاحتياجات الخاصة أحد المستفيدين من الحملة يعيل أسرته المكونة من زوجته وطفلهما “محمد” ذا العامين يقول عائش أنه لا يستطيع أن يعمل بسبب أصابته وكونه مقعد على كرسي متحرك، وليس له مصدر رزق ثابت يعينه على المعيشة ويوضح عائش أنه يسكن في عشة من القش في حارة السويس بمدينة المخا، بناها بألف ريال قبل عدة أعوام، مضيفاً أن المطار والأتربة تدخل العشة. وتقدم عائش بشكره الجزيل للخيرين من أهل الكويت الذين ساهموا في توفير المعونة الغذائية بالإضافة إلى القائمين على جمعية الحكمة اليمانية الخيرية ومبادرتها ونزولها إلى مديرية المخا لجمع المعلومات والبيانات عن أوضاع السكان. معيشة بسيطة هناك مئات الأسر لاتتوفر لديها مقومات العيش ونجدهم بالكاد يتحصلون على كيس قمح يستخدمونه في غذائهم طوال الشهر. الحجة سلامة بنت عبدالله أحمد الزوم من قرية الأزوام عزلة الزهاري مديرية المخا مستفيدة من الحملة الإغاثية تعيش مع زوجها محمد عوض الزوم في عشة يتقاسمونها مع عدد من صيصان الدجاج وبجانبها عشة أخرى تكاد أن تنهار، تربي فيها عدد من الماعز، تقول: ظروف سكان هذه القرية صعب جداً بعضهم يعيشون على زراعة الحبوب ومن شحة الأمطار نجدها تضمر وتيبس وتضيف: أنهم يجلبون الماء من البئر القريب منهم فأغلب الآبار مياهها مالحة، ولايوجد عندهم كهرباء ولا وحدات صحية ولا مدارس وتجد جميع أطفال القرية وبعض القرى المجاورة أميين لم يلتحقوا بالمدرسة نهائياً وبعضهم قد تعدى عمرهم 15 - 20 عاماً. وأوضحت الحجة سلامة: أنه إذا مرض أحد في هذه المناطق فنضطر إلى نقله إلى مستشفى المخا وأوقات لانستطيع نقله أما لعدم توفر المال أو وسيلة المواصلات فعملية نقله قد تكلف أكثر من ثمن العلاج، وتشير إلى أن أوقات كثيرة يتم نقل المرضى بواسطة الدراجة النارية.