بالطموح والإصرار والعزيمة العمل الدؤوب يكون النجاح.. و المشاريع الكبيرة تبدأ بفكرة صغيرة.. ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة.. في عام 2007 م تم إنشاء فرع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بمحافظة تعز، بإمكانات متواضعة وعدد قليل من الأفراد الذين لم يكونوا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.. لكن أهدافهم كانت واضحة، وهممهم كانت عالية.. فاستطاعوا خلال فترة وجيزة قطع مسافة طويلة.. خدمات إنسانية - كان الهدف الذي رسمه فرع المؤسسة وعمل على تحقيقه هو إيجاد مركز متخصص لعلاج الأورام بمحافظة تعز؛ لما لذلك من أهمية كبيرة كون محافظة تعز تعد أكبر محافظات الجمهورية سكاناً وأشدها إصابة بمرض السرطان عافى الله الجميع منه، و بجهود الخيرين من أبناء المحافظة صار هذا الحلم حقيقة ماثلة للعيان، أصبح المركز علامة شامخة في مدينة تعز يقدم خدماته الإنسانية لمن ابتلاهم الله بمرض السرطان، بعد أن تم افتتاحه من قبل رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة في تاريخ 4/5/2012م. - يقول مدير الفرع مختار أحمد سعيد المخلافى: لقد كان افتتاح مركز الأمل لعلاج الأورام في مرحلته الأولى ناتجا عن شعورنا بأهمية وجود مثل هذا المركز، ولوضع الجميع أمام مسئولياته، ونحن اليوم على يقين بالوعي الكامل لدى الحكومة والسلطة المحلية، والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وكل فئات المجتمع، بالواجب الديني والمسئولية الإنسانية لتقديم الدعم والتسهيلات، وتكاتف الجهود لتحقيق التقدم في تطوير مركز الأمل كنموذج فني وإداري وخدمي يرقى إلى مستوى المراكز التخصصية وينافسها.. - ويضيف المخلافي : لم يقف طموحنا عند هذا الحد ما هي إلا خطوة أولى تتبعها خطوات فنحن عازمون على تحويل هذا المركز إلى مستشفى نموذجي لعلاج الأورام و الكشف المبكر، وهذا لن يتحقق إلا من خلال التكاتف والتعاون والشراكة الحقيقة بين كل فئات المجتمع، فمكافحة السرطان و الحد من أنتشاره وتقديم العون والمساندة لمن ابتلاءهم الله لا يمكن أن تقوم به جهة مهما كانت إمكانياتها، هذا ما نؤمله من أبناء اليمن الذين وصفهم الرسول صلى عليه وسلم بأنهم أهل الحكمة والإيمان.. ثلث السكان - مدير إدارة التخطيط وتنمية الموارد المالية في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان الأستاذ خليل طه المجيدي يؤكد أن حجم المأساة كبيرة و أكبر من أن تستطيع أي جهة مهما كانت إمكانياتها أن تواجهه إلا بتكاتف الجميع، فالمركز رغم ما يقدمه من خدمات لايزال بحاجة إلى دعم ومساندة كل الخيرين فهو بحاجة إلى ميزانية تشغيله تقدر بمليار ريال ومائتين وخمسون مليون سنويا، فتكاليف الأدوية فقط تقدر بمليار ريال سنوياً، كما هو بحاجة إلى توفير الأجهزة التشخيصية والإشعاعية بمبلغ 900 مليون ريال.. لذلك نهيب بجميع رجال الخير والأعمال وكل أبناء الوطن إلى التعاون والبذل في دعم المركز حتى يتمكن من المضيء قدماً في التخفيف من معاناة مريض السرطان في محافظة تعز والمحافظات المجاورة التي تمثل ثلث سكان الجمهورية اليمنية، فنجاح المركز مرهون بتعاون الجميع رجالا ونساء، مشيراً إلى أن المؤسسة قامت بتجهيز قسم الرقود للرجال والنساء والأطفال في مركز الأمل بالأثاث الطبي بسعة 35 سريرا، بالإضافة إلى الأسرة التي تعمل حالياً في قسم الإعطاء الخارجي الذي يستقبل المرضى حالياً، ولكن ينقصه ميزانية تشغيلية ونسعى إلى توفيرها الآن عبر التواصل مع رجال المال والأعمال واستقبال التبرعات. وأضاف المجيدي بأن المؤسسة لديها العديد من المشاريع التمويلية للمركز والاحتياجات الخاصة بالأجهزة والمعدات الطبية وبإمكان الداعمين والخيرين زيارة المركز للاطلاع على ما تم تجهيزه، وكذا الرعاية التي يقدمها المركز والتعرف على الاحتياجات الضرورية فيه، منوهاً إلى أن جميع أفراد المجتمع مسئول مسئولية حقيقية عن التخفيف من معاناة مرضى السرطان كل حسب قدرته وإمكانياته. تزايد مستمر - مسئول شئون المرضى في المركز الأخ/عواد حمود يقول: إن المرضى في تزايد مستمر وكل يوم نستقبل حالات جديدة وحتى الآن استقبل المركز أكثر من 2000 حالة مرضية منذ افتتاحه، قُدمت لهم خدمات مختلفة تشخيصية وعلاجية, بمتوسط أربع حالات في اليوم الواحد.. وهذا يشكل عبئا كبيرا على المركز الذي يجد نفسه عاجزا عن الارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة للمريض، ويضيف عواد: إن الوضع مأساوي للغاية وبحاجة إلى وقفة جادة من قبل كل أبناء المجتمع، كون السواد الأعظم من المرضى الذي يأتون إلينا هم من الفقراء الذين لا يجدون قيمة العلاج، فتعمل المؤسسة على توفير العلاج لهم رغم إمكانياتها المحدودة.. - مدير الخدمات الطبية بالمركز الدكتور تمام الهتارى يقول: المركز ألآن يقدم11خدمة تشمل التشخيص والإعطاء الخارجي، الرقود، والفحوصات المخبرية ويحتوي على (20) سريرا، لكن ما يتردد عليه في اليوم قرابة 40 مريضا وهذا يشكل عبئا كبيرا، حيث لا نتمكن من إعطاء كل مريض سرير خاص به، فنضطر إلي تحويل المرضى إلى صنعاء أو المستشفيات الخاصة وعلى حساب المؤسسة، وهذا ما يستدعي منا ضرورة توسيع الأسرة وافتتاح قسم آخر للرقود، وافتتاح قسم خاص بالأطفال, وهذا بحاجة إلى إمكانيات مادية وبشرية تعجز المؤسسة عن توفيرها في الوقت الحالي، لكن أملنا بعد الله بأهل الخير كبير..