لعب مركز الأمل لمعالجة الأورام السرطانية بتعز دوراً مهماً في التخفيف من معاناة المصابين بهذا الورم الخبيث في تعز والمحافظات المجاورة, إلا أن هذا المركز يواجه أعباء زائدة عن قدراته بسبب الارتفاع غير المتوقع لأعداد المصابين.. المقابلة التالية مع مختار المخلافي مدير فرع المؤسسة الوطنية بمحافظة تعز تتناول حجم الكارثة السرطانية في تعز، والإهمال الحكومي لمرضى السرطان والاحتياجات الضرورية لمواجهة التنامي المتزايد لضحايا السرطان. ماهي الخدمات التي تقدمها المؤسسة؟ افتتحت المؤسسة المرحلة الأولى من مركز الأمل المتخصص بالعلاج الكيماوي والذي يستقبل كل حالات الأورام وسرطانات الدم، ويوجد في المركز العيادات الخارجية التي تقوم بدورها بالمعاينة والتشخيص ومتابعة الحالات. وفي المركز عدة أقسام أهمها قسم إعطاء الأدوية الكيماوية للحالات المرضية سواء المشخصة في المركز أو الوافدة من صنعاء أو القادمة من الخارج والتي تقدم عبر فريق طبي متخصص قامت المؤسسة بتأهيله، ويوجد في المركز مختبر مجهز بشكل نموذجي. توفير الأدوية الكيماوية هل تقدمون الأدوية الكيماوية للمرضى؟ المؤسسة تقوم بدورها بتوفير الأدوية الكيماوية والداعمة لمرضى السرطان، حسب قدراتها وإمكانياتها كون العلاجات الكيماوية غالية الثمن وتحتاج إلى ميزانية كبيرة؛ لكون المؤسسة تتحمل لوحدها كلفة العلاجات، خاصة أن حصة محافظة تعز من الدواء الكيماوي المدعوم من الدولة غير متواجدة. لايوجد دور للدولة هل تم مخاطبة مكتب الصحة في هذا الشأن, أي في موضوع الأدوية الكيماوية, وماذا قالوا لكم؟ طبعاً لايزال دور الدولة في محافظة تعز من الميزانية المقررة لأدوية مرضى السرطان لم تصل بعد, منذ إنشاء فرع المؤسسة في تعز, وقد وجهت رسالة من رئيس مجلس الأمناء الحاج عبدالواسع هائل سعيد إلى رئيس الجمهورية بخصوص اعتماد ميزانية تشغيلية لمركز الأمل لعلاج الأورام في محافظة تعز، وقد قام رئيس مجلس الأمناء بزيارة إلى رئيس الجمهورية، وكان هناك توجيه واضح من قبل رئيس الجمهورية، باعتماد ميزانية تشغيلية لمحافظة تعز، ومن خلال لقاء الأخ رئيس مجلس أمناء فرع تعز الأخ منير أحمد هائل برئيس الوزراء ووزير الصحة أثناء افتتاح المركز في تعز في شهر مايو 2005م كان هناك تفاعل وتوجيه باعتماد حصة محافظة تعز من الدواء. إمكانيات محدودة هل يقوم المركز بواجباته على ما يرام تجاه الأعداد الكبيرة من المرضى في تعز؟ مركز تعز من خلال إمكانياته المتاحة حالياً يقوم بواجبه على خير مايرام, ويسعى جاهداً لتقديم خدمات نموذجية ورعاية جيدة في حدود الإمكانيات والقدرات المتاحة، ولكن مايزال هناك احتياجات كبيرة لمرضى السرطان، تتمثل باستكمال مراحل المركز العلاجية كالعلاج الإشعاعي والنووي والجراحي، وكذلك استكمال قسم الوسائل التشخيصية الإشعاعية والمخبرية المتخصصة حتى نتمكن من إجراء التشخيصات بدقة عالية. تقديم 85 ألف خدمة هل يمكن أن تقدموا لنا إحصائية بعدد المستفيدين من خدمات المؤسسة في تعز؟ المؤسسة خلال العام 2001م 2012م قدمت ما يقارب “85” ألف خدمة لأكثر من ألفي مريض ومايزال هناك من المرضى من يرسلون إلى صنعاء أو الخارج لعدم استكمال مراحل المركز الخدمية للعلاج والتشخيص. احتياجات ملحة ماهي الاحتياجات الملحة الآن بشكل ضروري لمركز الأمل في تعز؟ بحمد الله عز وجل تم تجهيز وتأثيث مركز الأمل لمعالجة الأورام السرطانية بسعة سريرية تتكون من “55” سريراً وافتتحنا فيه المرحلة الأولى فقط لنضع الجميع أمام مسئولية كبيرة في استكمال بقية مراحل المركز، وتخفيف من معاناة مرضى السرطان من خلال استكمال الأجهزة التشخيصية التي يحتاجها المريض، سواء في مرحلة التشخيص، أو في مرحلة متابعة العلاج وتقييم الحالات والتي تكلف مرضى السرطان الكثير، واحتياجنا أيضاً اليوم إلى ميزانية تشغيلية ثابتة تؤمن استمرار خدمات المركز وتوفر الكوادر المتخصصة في مجال الأورام والدم، كما أننا بحاجة إلى اعتماد للدواء وتأمين الدواء الخاص بالعلاج الكيماوي للمرضى كونه يمثل العبء الأكبر للمؤسسة وللمرضى، وقد وضع المختصون ميزانية للدواء الكيماوي تقدر بمليار ريال خلال العام 2012م .. إضافة إلى 250 مليون ريال كميزانية تشغيلية لمركز الأمل. نحن اليوم أصبحنا نمتلك المركز الذي كان حلماً، وأصبح هناك مكان لمريض السرطان, ونهيب بكل الخيرين من رجال أعمال ومنظمات مجتمع مدني، والجهات الحكومية المحلية والمركزية النظر بعين الاعتبار ووضع الأولوية للخدمات التجهيزية والتشغيلية التي ينتظرها مريض السرطان اليوم للتخفيف من معاناته, وننقذ حياته على المدى القريب كون الدعم اليوم سينصب في الخدمات المباشرة سواء في توفير الأجهزة أو الأدوية أو الكادر المتخصص الذي ينتظره المرضى بعد توفر المكان. ويمثل مركز الأمل في محافظة تعز موقعاً مهماً كون المحافظة تمثل أكبر محافظة عدداً في السكان وأيضاً أنه أي المركز يتوسط خمس محافظات تمثل ثلث سكان اليمن. وأود الإشارة هنا إلى أن أعداد المرضى تتزايد يوماً بعد يوم بشكل لم يكن متوقع, فعند تدشين بداية العمل في المركز في بداية ابريل 2011م كنا نستقبل من “515” حالة في اليوم الواحد.. أما الآن فإن المركز يستقبل “5070” حالة يومياً وهي أعداد مرشحة للتصاعد.