600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    أقذر أنواع الحروب هي حرب الخدمات... بريطانيا وإسرائيل أشرف من الاحتلال اليمني    تسليم الجنوب لإيران "لا يجب أن يتم عن طريق دول الجوار"    للجنوبيين: أنتم في معركة سياسية تاريخية سيسقط فيها الكثير وتنكشف أقنعتهم    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    يوفنتوس يتوج بلقب كأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    أوقفوا هذا العار.. إعلان إسرائيلي غاضب ضد ''توكل كرمان'' بسبب تصريحاتها الجريئة عن حرب غزة    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    موقف عامل يمني بسيط يرفع رؤوس اليمنيين في المملكة !!    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين عام مؤتمر الحوار الوطني:
لاتوجد «طبخة جاهزة» وكل الملفات على طاولة الحوار
نشر في الجمهورية يوم 18 - 03 - 2013

في هذا اليوم الذي يشكل علامة فارقة في تاريخ وطننا الحبيب بتدشين الأخ رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الجلسة الافتتاحية لفعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بعد طول انتظار .. كثير من القضايا ناقشتها “الجمهورية” مع الأخ أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك في حوار صريح وشفاف, فإلى التفاصيل:
من خلال عملكم في للجنة الفنية للحوار.. هل استطاعت اللجنة التمهيد للحوار بشكل صحيح؟
أعتقد فنياً أن اللجنة بذلت جهوداً جبارة.. ما سمعته من الخبراء الدوليين الذين كانوا مرافقين معنا وما سمعته ايضا من السيد جمال بن عمر مستشار الامين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمن ان التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن هو الأفضل فنياً.
هل واجهت اللجنة أي ضغوطات؟
ضغوطات ممن؟
من أي طرف سياسي مثلاً؟
الأطراف السياسية كانت موجودة معنا في اللجنة.. هذه اللجنة كان ممثلاً فيها أمناء عموم كل الأحزاب الرئيسية في اليمن، وكان ايضاً فيها حضور لكبار الشخصيات النسائية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني، كان هناك حضور حي وحقيقي لفئات لم تكن جزءاً من هذه النخبة السياسية الحاكمة لفترة طويلة جداً، كان هناك حضور حقيقي لليمن الجديد وبالتالي كان هناك تفاعل داخل اللجنة مع مختلف القضايا في البلاد، الطرف الوحيد الذي لم يكن ممثلاً في اللجنة الفنية هو الحراك الجنوبي, حيث لم يكن هنالك اي شخص يمثل الحراك رسمياً في اللجنة وإنما كانت هناك شخصيات جنوبية قريبة من الحراك السلمي وتحظى باحترام من قبله, ولكن ذلك الأمر لم يمنع أن تكون القضية الجنوبية حاضرة بقوة في كافة نقاشات اللجنة الفنية للحوار.
هل لديكم أي تصورات لحل القضية الجنوبية؟
نحن كأمانة عامة ليس هناك طبخة.. ولا يوجد هنالك أي حل جاهز لأي موضوع من موضوعات الحوار، وهذا أنا ما أؤكده.. ما سيقرره أبناء اليمن من خلال هذا المؤتمر هو ما سيكون, وما سيُستفتى عليه وإليه.. الاستفتاء سيحدده هذا المؤتمر وما سيتفق عليه في الدستور القادم هو من سيقرره.. ليس هناك طبخة جاهزة كما قلت، وليس هناك تصور.. لا توجد طبخة ابداً مفردة لأي قضية من القضايا.. هذا المؤتمر مؤتمر كل اليمنيين، هذا المؤتمر يجب أن تطرح فيه كافة القضايا، يجب أن نكون منفتحين على كافة الأفكار ويجب أن نناقش بعمق وليس هناك أي استباق وما سيقرره أبناء اليمن ويتفقون عليه هو ما سيتم التأكيد عليه من خلال المؤتمر وهو ما سيقبل به المجتمع الإقليمي والدولي.
ماذا عن مكونات الحراك الجنوبي التي لم تعلن مشاركتها حتى الآن؟
هناك حرص بالغ وشديد على أن تشارك كافة مكونات الحراك الجنوبي السلمي.. كما قلنا مراراً وتكراراً هذا مؤتمر لا سقف له، والمقدس الرئيسي فيه هو كرامة المواطن اليمني وحفظ دمه وتحقيق رفاهيته وبالتالي كافة المشاريع بما فيها مشاريع فك الارتباط واستعادة الدولة هي مرحب أن تأتي إلى هذا المؤتمر وتطرح رؤاها وتناقش في إطار من الحرية وتقبل الرأي والرأي الآخر. وليس هناك اي فيتو أو حظر على أي رأي أو لأي مجموعة.. هناك في الحقيقة رغبة أكيدة في أن تشارك جميع فصائل الحراك الجنوبي, وهناك جهود تبذل لاستيعاب أكبر قدر ممكن من هذه الفصائل، هناك مجموعات قد سلمت قوائمها وعبرت عن نيتها في المشاركة بالحوار وهناك مجموعات لازال العمل جاريًا لإقناعها في المشاركة.. أنا أتمنى مع احترامي العظيم والكبير لكافة الآراء بما فيها الآراء الممانعة والمقاطعة أو التي ترى أنه لم تتوفر الظروف أو الضمانات المشجعة للمشاركة في الحوار، لكن أعتقد أن هذه فرصة تاريخية علينا أن نشارك فيها وأن نحسن من خلال هذا المؤتمر شروطها، مع احترامي لأي قرار يتخذه أي طرف.
لماذا يرفضون المشاركة في الحوار والرئيس من الجنوب ورئيس الحكومة من الجنوب وأمين عام مؤتمر الحوار الوطني من الجنوب؟
لاشك أن هذه رسالة طيبة.. ترسل بذلك رسالة مشجعة ولكن القضية الجنوبية لن تحل بكون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأمين عام الحوار الوطني من الجنوب وإنما بحسب ما يطرحه الإخوة في الجنوب والإخوة في الحراك الجنوبي أنه كيف تعالج القضية بشكل مؤسسي، وليس بمجرد تعيين أطراف أو أشخاص اي حل القضية من جذورها, بالتأكيد قد تكون هذه المؤشرات بمثابة نتائج مشجعة لكن يجب أن نفهم أنه لن تعالج القضة الجنوبية بمجرد أن نعين جنوبيين في مناصب قيادية.
طيب دكتور ما هي برأيك جذور المشكلة؟
- دعني مرة ثانية أخلع قبعة الأمين العام كوننا في الأمانة العامة حريصين جداً على أن نكون محايدين وأن نكون قريبين من كل ابناء الوطن وأن تكون المسافة متساوية، ونحرص على توفير بيئة مناسبة، وبالتالي لن نتخذ أي موقف تجاه أي قضية أو وجهات نظر ولا نروج لها.
للعظة والعبرة والاستفادة من الدروس؟
أعتقد أنني كيمني قبل كل شيء أنه هناك قضية عادلة اسمها القضية الجنوبية.. هناك استحقاقات كبيرة يجب أن تدفع إذا أردنا أن نحل هذه القضية من جذورها، علينا ألا نتعامل مع هذه القضية فقط بشكلها ومظاهرها الرئيسية، هناك شق منها حقوقي ظاهر وحاضر يعبر عنه بشكل سلمي يومياً، وهناك شق سياسي يجب أن يستوعب ويجب أن يكون هناك استعداد لمعالجته إذا ما أردنا أن نعالج هذه القضية من جذورها وإلا اذا كانت المعالجات معالجات جزئية تعالج المظهر وتعالج المشاكل ولا تعالج الأسباب فهذه القضية ستتفاقم وتتفجر بما لا يحمد عقباه.
بعض السياسيين والشباب احتجوا على بعض أسماء المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني بحجة أنهم ضالعون في قضايا فساد، ما حقيقة ذلك؟
هناك معايير للمشاركة العامة, فقرة تؤكد على مسؤولية الأحزاب السياسية نفسها بأن تحرص في أن تسمي اعضاءها الناس المستعدين للحوار الذين يحترمون حقوق الإنسان وليس عليهم دعاوى في انتهاك حقوق الانسان او شاركوا في قتل الشباب او انتهكوا القانون الانساني الدولي او غيرها وبالتالي تركت هذه المسألة للاحزاب والتنظيمات السيايسية بذاتها بأن تحرص في ان ترسل لهذا الحوار فرسانها, والشعب عليه ان يقيم والاسماء نشرت ولهذا يجب على كل تنظيم سياسي ان يحرص في ماهية الرسالة التي يود ان يوجهها اساساً فأولئك الذين ارسلوا اناساً مثار فساد فهم عملياً ارسلوا رسالة للشعب اليمني من هم فرسانهم وما هي ايديولوجياتهم، لذلك نحن في اللجنة الفنية تركنا هذه الفقرة من شؤون الاحزاب وتقع عليها المسؤولية في هذا الأمر ونحن في الامانة العامة للحوار ليس لنا دخل بهذه المعايير وما علينا فقط سوى استلام كشوفات بالاسماء بشكلها النهائي والمقر من اللجنة الفنية للحوار وليس لدينا تعليق على هذا الأمر.
لن يؤثر على الحوار؟
نختلف في تقييم الاسماء فما تراه انت سيئاً يراه غيرك انه شجاع, وأنه مدافع عن كذا وكذا، وبالتالي نحن تركنا هذا الأمر من مسؤولية الأحزاب واختبار مدى حرصها على إنجاح هذا الحوار.
على ماذا يقتصر عمل الأمانة العامة للحوار؟
الامانة العامة تقدم كافة اشكال الدعم الفني، اللوجستي الاداري، المالي، والإعلامي للمؤتمر.. هي فعلاً تقع عليها أعباء كبيرة.. منذ ان انشئت الامانة وأنا مع الفريق نعمل دون كلل ولا ملل ليل نهار حتى ساعات متأخرة من الليل، نحاول ان نقدم رسالة اعلامية واداءً اعلامياً متميزاً، نفتح قنوات مباشرة مع المواطنين والعكس صحيح، نحاول أن نقدم الدعم اللوجستي المتعلق بالاماكن والنقل والتجهيزات وغيرها ونقدم الدعم المتعلق بالخبراء في كتابة اوراق العمل ونوفر الامكانيات المالية المطلوبة، مسؤولون عن توفير الجانب الامني بالتنسيق مع اللجنة العسكرية لحماية وضمان أمن المؤتمر وهناك غرفة عمليات متصلة مع كافة الجهات (وزارة الاعلام، الدفاع، الداخلية، رئاسة الجمهورية) مع كل هذه الجهات كون هذا المؤتمر يهم هذه الدولة كلها، ونحن الواجهة لهذا المؤتمر وسيكون أهم مخرج لهذا المؤتمر هو ايجاد دستور جديد وإعادة صياغة الدولة بمفهومها الحقيقي.
ما هي الخطوة التالية بعد افتتاح مؤتمر الحوار؟
مباشرة بعد الافتتاح سننتقل الى مكان انعقاد المؤتمر وهو فندق موفنبيك وعلى مدار اسبوعين ستعقد فيه جلسات المؤتمر وستكون هناك الكثير من المداخلات والكثير من الكلمات والاعمال التحضيرية للمؤتمر.. مثلاً تعريف اعضاء المؤتمر بالجلسات وتوزيعهم على فرق العمل ومناقشة التقارير وفرق العمل والاتفاق على خطة عمل لفرق العمل والاتفاق على المخرجات المتوقعة، هناك جدول تفصيلي بهذا الموضوع.
كان من ضمن شروط الحراك الجنوبي للمشاركة في الحوار الوطني اعتذار النظام عن حرب صيف 94م وهذا الأمر لم يتم؟
دعني أخلع قبعة الأمين العام للحوار وارتدي قبعة عضو اللجنة الفنية للحوار الوطني.. نحن في اللجنة الفنية للحوار رفعنا إلى فخامة رئيس الجمهورية عشرين نقطة وكنا نعتقد ولازلنا كذلك أن هذه النقاط ممهدة وستهيئ الشارع وستوفر الاجواء المناسبة للحوار لكن يجب علينا ألا نغفل ان المشهد اليمني غاية في التعقيد لوجود الكثير من الاطراف واللاعبين فيه، لأنه ليس كل ما هو مرغوب ممكن. أعني هذا ما نريده لكن تعقيدات الوضع الحالي قد تضع بعض العراقيل امام تنفيذ بعض هذه الخطوات، المهم هو كيف نجعل هذا اللقاء ممكناً بأقل الخسائر.
نعود يا دكتور الى موضوع المشاركين في المؤتمر, أنت قلت إنه ستكون معهم فترة أسبوعين سيعقدون خلالها جلساتهم في فندق موفنبيك بصنعاء، فما الذي سيتم بعد ذلك؟
دعني أشرح لك المؤتمر وآلياته.. المؤتمر سيكون فيه حفل افتتاح تعقبه جلسات عمل ل (565) المشاركين، وهذه سوف تستمر من فترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وتعتمد على طبيعة النقاش والكلمات وطولها وخلال هذه الفترة سيتم تقسيم فرق العمل الى مجموعات وكل مجموعة متخصصة بموضوع من الموضوعات التسعة التي سيتم مناقشتها، ثم بعد ذلك ستنفضّ الجلسة العامة وسيتم توزيع المشاركين الى (9) فرق عمل في المحافظات؛ لأنه لن يكون عمل هذه الفرق في صنعاء وإنما ستتوزع في (6) محافظات هي (صعدة- الحديدة- تعز- صنعاء- عدن- المكلا) سوف تقوم بعملها الموكل إليها خلال مدة شهرين يعقبه انعقاد للمؤتمر العام ولمدة شهر ستأتي هذه الفرق لمناقشة تقاريرها، وما اتفقت عليه سوف يناقش في الجلسة العامة التي سيتم خلالها وضع الملاحظات من قبل الجلسة العامة على بعض الموضوعات ومن ثم تعود بعدها فرق العمل إلى عملها في المحافظات مرة ثانية ولمدة شهرين لاستكمال خطتها ومشروعها لتعود بعد ذلك وأخيراً ولمدة شهر لمناقشة ما توصلت إليه في تقاريرها من خلال الجلسة العامة أسبوعين ثم شهرين في المحافظات، شهر في جلسة عامة وشهرين مرة أخرى في المحافظات ثم شهر جلسة عامة وبإجمالي فترة وقدرها ستة أشهر.
هذه اللجان أو فرق العمل التي سيتم توزيعها كيف سترفع تقاريرها؟
طبعاً هيئة المؤتمر هي رئاسة المؤتمر.
أعني هل سترفع تقاريرها بشكل يومي أم أسبوعي أم ماذا؟
دعني أقل لك: هيئة المؤتمر هي رئاسة المؤتمر ولجنة التوفيق وفرق العمل, ولجنة التوفيق مكونة من رؤساء فرق العمل ورؤساء فرق العمل يلتقون كل أسبوعين وبالتالي من خلال هذا اللقاء يعملون على التنسيق للمواقف فيما بينهم البين ويطلعون على المخرجات المختلفة. من خلال اللقاء النصف شهري الذي يتم بين رؤساء فرق العمل كون رؤساء فرق العمل هم أنفسهم اعضاء في لجنة التوفيق وبالتالي هذا يوفر علينا كثيراً كونه لا يجعلنا ننتظر حتى نهاية الشهرين لرفع التقارير .. هيئة المؤتمر الرئيسية مكونة من رئاسة المؤتمر ولجان التوفيق وفرق العمل إضافة إلى هيئة المؤتمر المساعدة المتمثلة بالامانة العامة للمؤتمر ولجنة الانضباط والمعايير.. لجنة التوفيق هي من أهم اللجان داخل المؤتمر.. ستشكل من رئاسة المؤتمر ورؤساء فرق العمل التسعة بالإضافة إلى مجموعة من بعض أعضاء اللجنة الفنية للحوار يتم تعيينهم من قبل الاخ رئيس الجمهورية وهذه اللجنة سوف تجتمع بشكل دوري ويمكن ان يكون في بعض الاحيان بشكل يومي, وبالتالي رؤساء الفرق سيجتمعون دائما في لجنة التوفيق ويرفعون تقاريرهم حول ما يحدث أولاً بأول الى لجنة التوفيق. لجنة التوفيق من خلال استلامها التقارير الدورية ستحرص على ان توفق بين المواقف وأن تنسق بين المخرجات المختلفة، لكن فرق العمل ترفع تقريرها النهائي بعد شهرين الى الجلسة العامة.
ما الهدف من نزول هذه الفرق الى المحافظات ال(6) التي تم اختيارها؟
الحقيقة نحن في اليمن اعتدنا ان كل شيء يكون في المركز، وبالتالي نحن نريد من المواطن اليمني في الشمال والجنوب ان يشعر أنه جزء من هذا المؤتمر, الى جانب ملامسة هذه الفرق عن قرب لمشكلات الناس وقضاياهم.. هذه اللجان ستلتقي مع المواطنين فمثلاً ممكن فريق ينزل الى تهامة أو الى إب ويلتقي بأبناء تهامة أو أبناء الجعاشن ويناقش موضوعاتهم ومشكلاتهم.. الفكرة الرئيسية هي أن يتاح لفرق العمل الاتصال والالتقاء بكل المواطنين وفي مناطق مختلفة، فلو تلاحظ نتحدث عن عدن ونتحدث عن المكلا ونتحدث عن تعز ونتحدث عن الحديدة ونتحدث عن صنعاء ونتحدث عن صعدة فسوف تلاقي كل الطيف اليمني في هذه المناطق ستكون لديهم الفرصة في المشاركة في هذا المؤتمر.. الأمانة العامة للمؤتمر ستحرص على تنظيم زيارات مثلاً لفريق الحقوق والحريات في الجعاشن بمحافظة إب, كما أنه سيكون بحاجة الى ان يلتقي مع الإخوة ببرلمان الاطفال وكذلك الالتقاء بمجموعة من الناشطات النسويات وبالتالي الفكرة هي أن تتحول اليمن كلها الى ورشة عمل ولا نريد أن يكون كل العمل في المركز.
أفهم من خلال كلامك أن القضايا التي لم تدرج ضمن قضايا مؤتمر الحوار الرئيسية سوف تناقش من خلال عمل فرق العمل؟
الحقيقة لدينا فريق عمل سيعمل على هذه القضايا التي هي ذات بعد وطني وقضايا المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية.. أعتقد انه ستكون هنالك فرصة لطرح مثل هذه القضايا من خلال هذا الفريق. طبعاً عندما تم تسمية القضية الجنوبية على اعتبار أنها القضية الأبرز وهي الجرح النازف وهي القضية ذات الاستحقاق الأول لكن ذلك لا يعني أبداً أنه لن تتاح فرصة لكل ابناء اليمن.. علينا جميعاً أن ندرك ونفهم أنه يجب علينا مغادرة حبة البندول.
هل تعتبر ذلك تطميناً لكل من له قضية في هذا الوطن بأن قضيته غير منسية وستكون محور نقاش في المؤتمر؟
المؤتمر سيناقش القضايا ذات البعد الوطني كافة وفيه فريق سيكون من مهامه مناقشة قضايا المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وسوف يتاح له مناقشة كل قضايا الناس الحقوقية والمطلبية, وعلى ضوء ذلك سيحرص مع توصياته على تقديم حلول لهذه القضايا. هذه القضايا للجلسة العامة وبالتالي أعتقد ان أبناء مأرب وأبناء المناطق الوسطى وابناء تعز وتهامة كلهم سوف تناقش قضاياهم ولا يمكن ان نحجر المؤتمر على أي يمني ونمنعه من طرح مشكلته او قضيته ولهذا فالمؤتمر سوف يتيح لجميع أبناء اليمن ان يشخصوا قضاياهم ومشكلاتهم بعمق ومسؤولية وطنية ويبحثوا عن أسبابها من جذورها والتوصل الى حلول ناجعة وجذرية لمعالجتها في المستقبل.
ماذا عن القضايا العاجلة؟
مثل ماذا تقصد.
قضايا المتقاعدين والأراضي مثلاً؟
المؤتمر ليس دوره مناقشة هذه القضايا، فهذه القضايا هي من اختصاص الجهاز التنفيذي للدولة وهو المعني بذلك والمسؤول، بينما المؤتمر سيوجه ويضع حلولاً جذرية لمعالجة هذه القضايا ولمنع تكرارها وهذه هي الفكرة الرئيسية للمؤتمر, لكن أعتقد ان الجهاز التنفيذي للدولة هو المعني بدرجة رئيسية بأن يقوم بدور مواكب وأعتقد ان هناك الكثير من الخطوات في هذا الشأن فمثلاً قضية المتقاعدين وقضية الاراضي في الجنوب الاخ الرئيس شكل لجنتين للقيام بهذا الموضوع، صحيح لم نلمس دورهما بشكل مباشر لكن اعتقد أنهما أنجزا الدور التحضيري الرئيسي، الدولة اليمنية بكل سلطاتها معنية تماماً بالتهيئة للحوار، وأعتقد أن المرحلة المهمة الآن هو الحوار والأهم من ذلك كله هو تنفيذ مخرجات الحوار.
بالنسبة للمشاركين في المؤتمر كيف سيتم توزيعهم؟
اتُّفِقَ على ذلك في الاجتماع الأخير للجنة الفنية، حيث تم الاتفاق على أن تقوم الاحزاب السياسية بتوزيع مرشحيها على هذه الفرق, أما الشباب والمجموعات غير المهيكلة فسوف يتم توزيع لهم استمارات فيها تسعة خيارات, وبالتالي على كل شاب أو ناشطة نسوية أو منظمات مجتمع مدني أن يحدد ما هي خياراته ويسلمها لرئاسة المؤتمر ومن ثم رئاسة المؤتمر سوف تنظر بهذه الخيارات وستحرص على إيجاد شكل من أشكال التوازن في هذه الفرق، لكن يبقى القرار الأول والأخير لرئاسة المؤتمر مع الأخذ بعين الاعتبار تفضيلات الناس، تم تحديد الحد الأدنى لكل فريق30 شخصاً والقضية الجنوبية ثم تحديد الحد الأعلى للفريق 50 شخصاً, وبالنسبة لفريق بناء الدولة وفريق الجيش والأمن وفريق الحكم الرشيد وفريق صعدة. وعليه يحق لأي حزب سياسي مشارك في الحوار تحديد مشاركته في المؤتمر وبالتالي أي حزب من هذه الأحزاب أو مكون من المكونات المشاركة في المؤتمر أقصى ما يمكن ان يمثله في أي فريق من الفرق الأولى هو 6 أشخاص والفرق الأخرى 8 أشخاص، ما عدا فريق القضية الجنوبية فله هندسة خاصة حيث سيكون فيه التوزيع على نسبة 50% للشمال و50% للجنوب, وفي نسبة ال50% للجنوب سيكون ما نسبته 75% للحراك الجنوبي وبالتالي سيكون قوام الحراك الجنوبي السلمي في هذه القضية 15 شخصاً وهو أمر سوف يعطي جدية في التعاطي مع القضية الجنوبية مع الحراك الجنوبي باعتباره حاملاً لهذه القضية.
ما معنى نزول هذه الفرق الى المحافظات.. هل يشتغلون عمل السكرتارية للمؤتمر لنقل هذه المشكلات والقضايا والهموم؟
لا.. الأمانة العامة للمؤتمر دورها الرئيسي هو توفير كل وسائل الدعم اللوجستي لهذه الفرق بما فيها الدعم اللوجستي لانتقال الفرق وسكنهم وإعاشتهم. الذي أقصده أن الفرق سوف تنزل الى هذه المحافظات وسوف يعقدون جلسات عمل فيها وأثناء عقدهم لهذه الجلسات ستنظم لهم لقاءات مع أصحاب القضايا ذات العلاقة بالموضوع الذي سوف يناقشونه.. فمثلاً فريق الحقوق والحريات سيستمعون لأبناء الجعاشن كما سيستمعون للمهمشين والنساء والاطفال وغيرها وفريق القضايا الاجتماعية والبيئية سوف يستمع لقضايا القات والبيئة.. أعني القول: إنها فرصة لكي نفتح عقولنا ومداركنا وقلوبنا ونستمع لهذه القضايا وبشكل أعمق وأدق حتى نخرج بحلول جذرية وحقيقية لهذه المشكلات.
ماذا عن ما يقال عن عقد بعض الاجتماعات خارج اليمن؟
في تقرير اللجنة الفنية هناك إشارة أن هناك إمكانية لعقد بعض الجلسات خارج اليمن.
مثل ماذا؟
اللجنة الفنية فتحت الباب في هذا الجانب وقالت: إن هناك امكانية لعقد بعض جلسات العمل خارج اليمن إذا ما استدعت الضرورة ذلك, وهذا ما ورد في تقرير اللجنة الفنية. كيف سيتم الاستفادة منه، كيف سيتم طرحه، هذه قضية تقررها رئاسة المؤتمر.
هل حددتم المكان؟
لم نحدد المكان بعد.
الأخ الامين العام: هناك حديث عن أنه سوف يتم نقل فعاليات جلسات المؤتمر مباشرة، فهل سيتم نقل جلسات عمل الفرق والجلسات العامة طيلة المؤتمر خلال ال6 أشهر أم أنه سيتم فقط نقل الجلسات العامة؟
الجلسات العامة فقط، ثم إن هناك حرية لفرق العمل متى ما ارادت ان تنقل جلساتها, فالأمر متروك لها، لكن نحن في اللجنة الفنية تقديرنا كان بأن جلسات فرق العمل لا تكون معلنة ولكن يصدر عنها يومياً بلاغ صحفي يحدد ماذا تم.. من تجارب الدول الأخرى التي درسناها، حيث درسنا الكثير من التجارب الخاصة بمؤتمرات الحوار تكون الجلسات المغلقة هي المطبخ الرئيسي لمناقشة القرارات بعمق وهي التي تبحث عن حلول وتتطلع الى التجارب الأخرى. نريد أن نوفر لفرق العمل جواً من الحرية لمناقشة القضايا بعمق أحياناً عندما تنقل الجلسات كلها عبر التلفزيون يصبح الخطاب كله للجمهور وكل طرف يحاول ان يخاطب جمهوره اكثر مما يحاول ان يوجد حلاً للمشكلة وبدلاً من ان يحل المشكلة يثيرها ويعمل على زيادة تفاقمها، وبالتالي نحن تركنا هذا الأمر لفرق العمل فإن قرروا ان تكون جلساتهم منقولة فنحن في الأمانة العامة سنعمل على توفير كافة الوسائل الفنية واللازمة لنقلها، لكن ما رتب له الآن هو أن فرق العمل سيكون لديها ناطق رسمي وستعبر عما دار في الاجتماع وما تم الاتفاق عليه من خلال مؤتمر صحفي أو بلاغ صحفي.
الاجتماعات الرئيسية؟
سيتم نقلها وبثها على الهواء مباشرة.
ليس هناك أي ضوابط إعلامية؟
هناك دليل إعلامي موجود في موقع الامانة العامة وفيه كل ما يتعلق بموضوع كيفية التعاطي مع الجانب الاعلامي لمؤتمر الحوار الوطني كما انه في تقرير اللجنة الفنية للحوار نشرت الموجهات والسياسات الاعلامية التي تحدد الرسائل الاعلامية وطبيعتها وماذا يجب أن نرسل فيها .. كافة الموجهات .. وهذه فرصة مادام أننا فتحنا الحديث عن الاعلام: نحن تقدمنا الى فخامة رئيس الجمهورية بمشروع للتهدئة الاعلامية والرئيس في لقائه مع اللجنة الفنية أعلن ذلك ووجه دعوة الى كافة وسائل الاعلام الرسمية والحزبية والمستقلة.. نحن لا نريد ان نحجر على حق المواطن في الحصول على المعلومة وهو حق مقدس ويجب ان نحترمه وكذلك نحترم تماماً حرفية ومهنية الصحفي في حق الحصول على المعلومة وتوفيرها له لنشرها، لكن نحن نطالب بالموازنة بقدر من المسؤولية بين هذه الحقوق والحريات وبالتالي كيف يمكن للإعلام الرسمي وغير الرسمي أن يكون عاملا مساعدا في توفير الظروف المناسبة لانطلاقة آمنة لهذا المؤتمر، ولهذا أنا اعظم وأكبر حجم هذه المسؤولية التي اراها تتمثل في اقلام كل الصحفيين والاعلاميين اليمنيين الذين هم في النهاية جزء من هذا النسيج الاجتماعي اليمني والذين هم بالتأكيد حريصون وأقدر ذلك، لكنني اتمنى ألا يسعى البعض بالإثارة على حساب الوطن كله, فيهدم المعبد على ما فيه.
هذا الأمر يخص حكومة الوفاق؟
الحقيقة الإعلام الحكومي منضبط ويسير وفق توجه مؤتمر الحوار الوطني، لكن مشكلتنا تكمن في الاعلام المستقل والاعلام الحزبي والاعلام الخارجي وفي النهاية الاعلام والصحافة دائماً ما تبحث عن موضوع او قضية او حدث للإثارة، وبالمناسبة معظم الصحافة العالمية مراسلوها هم في الاول والأخير من داخل البلد يحتم عليهم الواجب الديني والوطني والأخلاقي ان يضعوا مصلحة البلد فوق كل شيء.
نعود الى موضوع المؤتمر في حال اعتراض بعض المكونات على مقررات المؤتمر، برأيك ما الذي سيحصل؟
هناك آليات منظمة لهذا الأمر, مثلاً آلية في عملية اتخاذ القرار داخل المؤتمر فمثلاً فرق العمل نصاب عقد اجتماعاتها يتحدد ب 75% من اعضاء فريق العمل ويتخذ القرار فيها اول مرة بالتوافق 90% فإذا حدثت اشكالية بين اعضاء الفريق تتدخل لجنة التوفيق لمحاولة تقريب وجهات النظر وإيصال الناس الى التوافق الذي هو 90% ان لم يحدث ذلك ولم يتم التوصل الى التوافق ينخفض الامر الى75% اي بمعدل ثلاثة ارباع وهو على فكرة أعلى المعايير قياسًا على الدول الاخرى، وفي حال عدم وصول الفريق الى توافق يتدخل الاخ رئيس الجمهورية ليس لاتخاذ قرار ولكن لمحاولة تقريب وجهات النظر من خلال تقديم مقترح مكتوب للفرق المشاركة لمحاولة الوصول الى صيغ توافقية. هناك حرص ألا يصل الناس الى حالة فشل، ولكن يجب ان تبذل كافة الجهود والمساعي للوصول الى قرار يرضي كافة الاطراف.. هذا مؤتمر لا غالب ولا مغلوب فيه، هذا المؤتمر فكرته الرئيسية كيف يصل اليمانيون الى عقد اجتماعي جديد مرضٍ، وكل مواطن يمني يشعر أنه في الصورة، أنه جزء من هذه الحالة الجديدة. يجب أن نقر ان اليمن فسيفساء جميلة فيه أشياء كثيرة من التنوع، وإذا قبلنا بهذا التنوع بإمكاننا ان نرسم لوحة جميلة نقبل من خلالها ببعضنا البعض. كل الآليات تسعى في هذا الاتجاه، لكن اذا مثلاً مكون فأكثر يعني مكونين ممن لديهم اكثر من5% من الاعضاء اعترض او انسحب بكامله نتيجة لموقف فهو قادر ان يوقف هذا الاجراء، وبالتالي لا يعد انسحاباً ولكن على الاطراف الاخرى ان تحرص لماذا هذا المكون لديه هذا الموقف، فأنت تبحث عن حلول ولدينا تجربة في اللجنة الفنية للحوار متميزة سيأتي التاريخ ويكتب عنها بإنصاف ان شاء الله, حيث اتينا من خلفيات سياسية مختلفة ومن أجيال مختلفة فاللجنة الفنية كانت فيها ثلاثة أجيال، حيث كان فيها ممن شارفوا على الثمانين وكان فيها الخمسينيون وكان فيها الشباب وبالتالي كانت هناك تقريبا ثلاثة أجيال، وكان ايضا هناك اقصى اليمين وكان هناك اقصى اليسار, وكان هناك الستين وكان هناك السبعين, وكان هناك الاسلامي وكان هناك الليبرالي وغيره ومع ذلك كنا نتناقش بعمق ولم نصوّت على قرار حيث كنا نصل دائما الى توافق وكنا نحرص على ذلك رغم حدة الموضوعات التي كنا نتناقش فيها، ورغم ذلك لم نختلف إلا في ثلاثة قضايا رفعناها للأخ رئيس الجمهورية وأتمنى ان تسود الروح الوطنية والإيمان بضرورة الحل وإنجاح المؤتمر فرق العمل.
فهمت من خلال كلامك أن اللجان التي ستنزل إلى ال ( 6 ) محافظات..؟
مقاطعاً.. ليس بالضرورة ان تنزل في هذه المحافظات ال(6) التي تم اختيارها، فالمحافظات ال(6) هي المتاحة وبالتالي قد تكون الجلسات في المحافظات ال(6) وقد يكون في أربع منها وقد يكون في (5) بناء على التقدير الموضوعي لهذه المحافظات.
الذي فهمته ان هذه اللجان التي ستنزل الى هذه المحافظات سوف تستمع لمجمل القضايا في هذه المناطق ومن ثم مناقشتها ورفعها بتقرير الى الجلسة العامة؟
مقاطعاً.. اللجان التي ستنزل الى المحافظات ليس لمناقشة المشكلات داخل المحافظات.. اللجان سوف تنزل لمناقشة (9) قضايا هناك لجنة ستناقش القضية الجنوبية ولجنة ستناقش قضية صعدة، ولجنة ستناقش الحكم الرشيد، ولجنة ستناقش أسس الدولة، ولجنة ستناقش بناء الجيش والامن ودورهما، ولجنة ستناقش قضايا اجتماعية وبيئية والاخيرة ستناقش كل القضايا التي هي ذات بعد وطني والعدالة الانتقالية وبالتالي ستناقش هذه القضايا التي هي ليست حصرا أو حكرا على منطقة بعينها، ولكن اذا نزلت الى هذه المنطقة فبالتأكيد سوف يتاح لك فرصة للاستماع الى هموم الناس.
واذا كانت القضية لا تندرج في عمل اللجنة هل تحيلها إلى لجنة اخرى؟
في الحقيقة كل لجنة ستكون معنية بالقضية التي هي مسؤولة عنها ولن يكون هنالك تداخل، فمثلاً لجنة الحقوق والحريات ستناقش قضايا الحقوق والحريات.
هل ستنزل لجنة الحقوق الى كل المناطق المظلومة والمتضررة من الاحداث والصراعات؟
لا.. لا.. يمكن للجنة الحقوق والحريات أن تطلب منا ان تُنظم في الامانة جلسات استماع, فبالتالي يمكن ان نستضيف لها نحن هيئات ومنظمات تأتي من جميع أنحاء الجمهورية الى العاصمة صنعاء او اينما كانت اللجنة للاستماع اليهم.
تتردد الانباء عن مبالغ كبيرة ومهولة سوف تصرف على مؤتمر الحوار الوطني.. ما صحة ذلك؟
أقول أولاً موازنة مؤتمر الحوار الوطني هي الموازنة الأفقر.. اذا قارنا فقط بما أنفق في خليجي (20) بكم يوم قياساً بما سينفق على مؤتمر الحوار سنجد ان ما خصص لمؤتمر الحوار هو الأكثر تواضعاً. هناك مساهمة من الأمم المتحدة ومن بعض الدول الصديقة والراعية وهناك مساهمة من الحكومة اليمنية لمؤتمر الحوار.. أؤكد ان هناك حرصاً بالغاً في التعاطي مع الجانب المالي، هناك شفافية تتواءم وتتلاقى مع معايير دولية، في كل قضايا التوظيف وقضايا المشتريات من يقوم بها هما فريق من منظمة اسمها “يوبنوس” وهي منظمة في الامم المتحدة لخدمات المشاريع ومن خلالها نقوم بإجراء كافة عمليات المشتريات واعمال التوظيف وتتم عن طريق إجراءات شفافة وهي تراقب العملية المالية ولدينا مراقبو حسابات محليون ودوليون يراقبون عمل الامانة العامة.
يعني عمل دقيق؟
نحن حريصون.. أود ان اعطيك مثالاً الامانة العامة بما فيها الامين العام.. والامين العام المساعد سياراتنا مستأجرة ولم نشترِ سيارة للأمانة العامة حتى اذا ما اكتملت المهمة نسلم هذه السيارات الى أصحابها، نحن نحاول من خلال عملنا هذا الدقيق وحرصنا الشديد أن نعطي صورة عن اليمن الجديد الذي نريد ان نبنيه، وبالتالي لدينا حرص في هذه المسألة.
كنت أتصور أن السيارة التي معك صرف من الرئاسة؟
لا.. لا.. سيارتي إيجار من احدى شركات تأجير السيارات وكذلك نائبي الأمين العام المساعد وكذلك كافة الموظفين.
أحد المواقع الالكترونية اوضح أن الامانة العامة للمؤتمر ستصرف لكل مشارك من المشاركين في المؤتمر حوالي 100 دولار في أمانة العاصمة حيث المقر الرئيسي للمؤتمر، بينما اذا خرج في اطار اي فريق من الفرق “اللجان” التي ستنزل الى المحافظات وكان من خارج المحافظات التي سيذهب إليها يصرف له مبلغ اضافي 80 دولار ما صحة ذلك؟
هذا الكلام صحيح وال 80 التي ستعطى له الى جانب ال 100 دولار هي كلفة الإعاشة فهل هي كافية؟ نحن قدرناها واخذنا بذلك المعايير السائدة في المنظمات الدولية وحتى المراكز المحلية العادية.. اود ان اقول لك شيئا: هذا مؤتمر يتطلب من المشارك العضو التفرغ الكامل حيث سيكون المطلوب من عضو المؤتمر التواجد خمسة ايام في الاسبوع، وبمعدل ثماني ساعات في اليوم، بمعنى انه في دوام كامل، وبالتالي اي شخص سيكون في المؤتمر عليه ألا يمارس أي عمل آخر. وبالتالي ستنقطع عليه كل مصادر الدخل التي تكون متوافرة لديه وعليه هناك جهد كبير سوف يبذل مما يحتم على جميع اعضاء مؤتمر الحوار العمل بجدية وبجهود مضنية ولهذا ستكون هناك بدل إعاشة وأيضاً بدل مشاركة وهذا هو ما تتداوله الصحف.
كيف ستتعاملون مع مخرجات المؤتمر؟
مخرجات الحوار سيتم عكسها والتعبير عنها بدستور جديد والذي سيتم الاستفتاء عليه شعبياً والذي سيحدد شكل الدولة.
يعني ال(565) هم الذين سيحددون شكل الدولة ويصيغون الدستور؟
هم سيحددون الملامح الرئيسية للدولة اليمنية الجديدة.
فمن سيقوم بصياغة الدستور؟
هذه من القضايا التي سيقررها المؤتمر، لأنه هناك لجنة سيتم تشكيلها لصياغة الدستور وهذه اللجنة سيحددها المؤتمر فقد تكون هذه اللجنة من اعضاء المؤتمر او قد تكلف من خارج المؤتمر، لكن هناك لجنة داخل المؤتمر التي هي لجنة بناء الدولة هي التي ستحدد مداميك الدستور وأسسه وعناصره الرئيسية.
هل ستؤثر جلسات المؤتمر وطول فترتها على الفترة الانتقالية؟
هناك جدول زمني، وفقاً للآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة الخليجية, هناك حرص بالغ على تنفيذها لكن لكل حادث حديث.
مدى التنسيق بين الامانة العامة للحوار الوطني واللجنة العسكرية؟
هناك تنسيق كبير وتعاون كامل من قبل اللجنة العسكرية لتحقيق الامن والاستقرار لتهيئة الاجواء الامنية.
كلمة أخيرة؟
التحدي كبير والمشهد فيه الكثير من التعقيد، لكن على مقدار هذا التحدي يجب أن تكون هناك إرادة يمنية من كافة أبناء الشعب اليمني للتغلب على هذه الصعاب والمعوقات. المؤتمر فرصة اكيدة لأبناء اليمن وفرصة لكل اليمن وعلى وسائل الاعلام ان تكون مواكبة وأن تحرص على توجيه هذه الرسالة، عليها أن تطرح الحقيقة كما هي وأن تحلل بعمق وتطرح القضايا وتوصل الحقيقة للمواطن وعليها ايضاً ان تتعاطى بقليل من الأمل، كما انها دعوة لفضيلة العلماء وخطباء المساجد لدورهم التنويري الكبير في توعية الناس، فالمسجد له دور هام ورئيسي في ايصال الرسالة السليمة وهي رسالة نوجهها لهم في ان يكونوا عاملاً رئيسياً في إنجاح الحوار وأن يكونوا عنصراً مهماً من عناصر إنجاح الحوار. وهي رسالة لكل صحيفة وكل قناة تلفزيونية وكل إنسان يمني أنه يجب عليهم أن يدركوا خطورة المرحلة وأن تفاعلهم الايجابي مع الحوار يشكل لدينا عنصراً هاماً في نجاحه المطلوب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.