قدم الحزب الاشتراكي اليمني رؤيته حول محتوى القضية الجنوبية من خلال ورقة عمل قدمها ممثل الحزب في الفريق عبدالرحمن السقاف. الورقة التي قدمت في اجتماع الأمس لفريق القضية الجنوبية برئاسة محمد علي أحمد رئيس الفريق أشارت إلى أن محتوى القضية بدأ بالتشكل في اللحظة التي بدأت فيها الجذور، وأن الفرق بين المحتوى والجذور هو أن زمن وعمر المحتوى أطول من الجذور. وجاء في الرؤية: إن حرب صيف 94م قد صنعت الجزء السياسي من محتوى القضية الجنوبية، والذي يتكون من جملة الأبعاد التي ظهرت فيها الكثير من معطيات القضية الجنوبية. ونوهت إلى أن التطورات المتلاحقة التي أحاطت بتشكل محتوى القضية الجنوبية لم تتوقف عند التفاعلات الداخلية على المستوى الوطني بمستوييه السلطوي والشعبي بل أدخل قوى خارجية وسعت من النطاق السياسي والجغرافي للنزاع حتى استقرت به في مجلس الأمن. وفيما يتعلق بالجزء الثاني من محتوى القضية الجنوبية من وجهة نظر الاشتراكي أشارت الورقة إلى الأوضاع المجتمعية المتردية التي انطوت على أوضاع مجتمعية منهارة من جراء قيام من وصفتها بسلطة 7يوليو وتحالفاتها، المتعددة، بضرب الركائز الأساسية، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي كان يقوم عليها المجتمع في الجنوب قبل الوحدة في ظل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. واستعرضت الورقة أسباب انهيار الركائز السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مرجعاً ذلك إلى السياسات الخاطئة لسلطة ما بعد 7 يوليو 1994 حسب الورقة. وتناولت الورقة مرحلة نشوء الحراك السلمي وتقديم مفهوم سياسي معرفي للقضية الجنوبية، مع ملاحظات نقدية سريعة على بعض الأفكار في الرؤى حول الجذور. وختمت الورقة بالقول: إن سنوات الجمر والرماد التي مر بها الجنوبيون منذ العام 94م وحتى يومنا هذا قد أكسبتهم حساً واقعياً تجاه الوحدة بعيداً عن أية تنظيرات فكرية وسياسية أو أيديولوجية كما كان الأمر عندما قدموا إليها مع أحلام وردية وهم على ذلك لم يعودوا ينظرون إلى الوحدة إلا من حيث كونها مصلحة كما تعلموا من إخوتهم في الشمال خلال السنوات الماضية. من جهته اعتذر التجمع اليمني للإصلاح عن تقديم رؤيته حول جذور القضية الجنوبية كما كان مقرراً لعدم الجاهزية، فيما تمسك التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بحقه في تقديم رؤيته تالياً لورقة تجمع الإصلاح.