يعيش مواطنو محافظة الحديدة هذه الأيام في وضع سيء لم تشهده محافظة الحديدة من أيام عصور حكم الأسرة الظالمة التي خرج عليها الشعب مطالباً برحيلها ويطالبون ب«بناء دولة مدنية حديثة». فالصيف هذا العام حارجداً والكهرباء مطفأة ليلاً ونهاراً، فأحرقت الجلود وتعطلت الأجهزة وانهكت الأمراض الجلدية الأطفال والعجائز من شدة الحرارة ولا تسمع إلا أصوات المولدات لدى التجار وتصاعد الغازات السامة وعويل الأطفال من شدة الحرارة خاصة عندما يستمر الإنطفاء اكثر من اربع أو خمس ساعات متواصلة بلا رحمة ولا شفقة وعندما نسأل: لماذا؟ يُقال أن السبب مارب ضربت الكهرباء ومنذ عامين ولم تستطع حكومة الوفاق حل مشكلة الكهرباء ولاتزال المفاتيح بيد الرئيس السابق.. وفوق كل ذلك زاد من لهيب الصيف انقطاع المياه عن الكثير من الحارات والمنازل وخاصة في حي السلخانة الشرقية والغربية ومدينة 7يوليو والتي تعاني من انقطاع المياه منذ اكثر من ثلاثة اشهر مما جعل المواطنين في عدد من الحارات يبحثون عن ماصورة المياه إلى عمق كبير لتركيب دينامو لشفط قطرة ماء لغسل أجسامهم من العرق. يقول وليد سيف: في حارة السلخانة لم يصل إلينا الماء منذ أكثر من شهر وعندما سألنا مؤسسة المياه قالوا: المواسير مسددة وحفرنا إلى عند الماسورة الرئيسية ولم تكن مسددة ولا شيء وقمنا بتركيب دينامو شفط للماء ونحصل عليه كل ثلاثة أيام وقادنا إلى حفرة كبيرة لتصويرها. أما المواطن محمد المعمري فقال: ركبّنا ثلاث دينمات لعلّ وعسى نحصل على ماء ولكن بلا فائدة وها نحن نحفر للبحث عن الماصورة الرئيسية للتأكد من سلامة ماصورتنا. أما محمد عبده من مدينة 7يوليوفقد قال: نسهر طول الليل جوار ماصورة الماء نقطر ونعبىء دبات، ولا تصل إلينا قطرات الماء إلا في اليوم الثالث.. وقال المواطنون الذين انتقلنا إليهم في السلخانه إننا نعيش على الوايتات والتي تكبّدنا مصاريف أبنائنا فقيمة الوايت ألفا ريال لا يكفي لمدة يومين أو ثلاث في هذا الصيف المحرق .. ويسأل المواطنون الدولة أين الماء؟ أم أن هذا هو جزاؤنا لأننا خرجنا إلى الساحات نموت من العطش. وقالت مصادر في مؤسسة المياه: إن مؤسسة المياه أصبحت عاجزة عن توصيل خدمة المياه إلى المواطنين بسبب أن الشفاطات والمضخات معطلة، ولا تستطيع المؤسسة أن تشتري شفاطات ومضخات جديدة.. فيما تستعد المؤسسة الإعلان عن إفلاسها والاعتذار عن تقديم خدماتها للمواطنين بالحديدة. ولعل الجانب الآخر والذي يجلب الأمراض والأوبئة في هذا الصيف هو تفجر المجاري في كل الشوارع والحارات ولم يعد المواطن في الحديدة يحصل على الهواء البارد ولا الماء ولا رائحة جميلة، فانقلب هذا الصيف على المواطنين بالحديدة هماً وظمأً وأنوفاً مزكومة جراء تفجّر المجاري.