تتسابق الأسر اليمنية على شراء مستلزمات رمضان قبل بدء الشهر وعشرة أيام على الاقل فيما يزيد الانفاق في هذا الشهر اضعافا عن باقي اشهر السنة وخلافا لما يردد بأن شهر رمضان فرض فيه الصيام «بعيدا عن العبادة وما إليها» لاسباب صحية ومادية ايضا نعمل نحن اليمنيين على الاسراف في كل شيء خلال ايام هذا الشهر ويتناسى الجميع الفئة المعسرة من ابناء هذا البلد وهم اكثرنا تضررا من جشع التجار الذي يظهر جليا وبقوة في هذا الشهر الفضيل. ويمثل الانفاق في شهر رمضان واحدا من اكبر التحديات التي تواجه الأسر اليمنية اقتصاديا كل عام وهو ما يلقي بأعباء اضافية على كاهل الفقراء تجعلهم على استعداد دائم طيلة ايام السنة لمواجهتها الامر الذي يزيد من معاناتهم ويحول شهر رمضان لديهم الى كابوس. وقدر حجم إنفاق الأسر اليمنية في شهر رمضان المبارك بأكثر من 400 مليار ريال، أي ما يعادل نحو 1.9 مليار دولار، على اعتبار أن كل أسرة يمنية يمكنها إنفاق 120 ألف ريال في المتوسط سواء في الريف أو الحضر، حيث يبلغ عدد الأسر بحسب الجهاز اليمني للإحصاء 3,337 مليون أسرة. جاء ذلك في تقرير أعده خبراء اقتصاديون أكدوا فيه بأن مستوى إنفاق الأسر اليمنية في شهر رمضان يتضاعف مرة إلى مرتين مقارنة ببقية أشهر السنة التي لايزيد الإنفاق فيها على 60 ألف ريال في المتوسط إلى أن هذا الإنفاق يأتي نتيجة استهلاك أنماط عديدة من السلع والمنتجات المرتبطة عادة برمضان كاللحوم بالدرجة الأولى والتمور والمكسرات والحلويات والفاكهة والعصائر الطازجة والمبردة، إضافة إلى باقي المستلزمات الضرورية. واشار تقرير الخبراء الى أن ارتفاع مستوى إنفاق الأسر اليمنية في رمضان يعود بدرجة أساسية لبروز عادات وأنماط استهلاكية غير حميدة فالأسر اليمنية تتسابق على اقتناء مجموعة من السلع الرمضانية بشراهة وتدفع لذلك مبالغ باهظة، خصوصاً الأسر الميسورة، فيما يكافح الفقراء وذوو الدخل المحدود لمجاراتهم وشراء مستلزمات رمضان بمبالغة، الأمر الذي يؤدي إلى القضاء على ميزانيتهم الشهرية خلال يوم واحد. واضافوا في التقرير إن الأسر اليمنية اكتسبت عادات استهلاكية ضارة جعلتها تعتقد أن شهر رمضان يحتاج الكثير من السلع ولهذا تدخل عدة أنواع من الأطعمة والحلويات وغيرها من المأكولات إلى المائدة الرمضانية فقط، فيما تغيب بقية الأشهر وهذه السلع هي التي تسبب زيادة في مستوى الإنفاق الأسري في رمضان. وأوضح الخبراء في تقريرهم أن شهر رمضان يتسم بعادات غذائية معينة في اليمن تحرص الأسر على تحضيرها منذ أجيال، وهذا التقليد عادة يفرض على الأسر تكاليف إضافية إلى موازنتها لا تقدر على توفيرها وفي حالة محدودي الدخل والفقراء تكون المشكلة أوضح وأعمق.. وجاء في استطلاع أجراه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اختص بما يزيد على 400 أسرة يمنية إلى أن خمسة في المئة من الأسر اليمنية يزيد حجم إنفاقها على السلع والخدمات خلال شهر رمضان بصورة دائمة، فيما تزيد النفقات لدى الأسر بنسبة 35 في المئة أحياناً، كما بين الاستطلاع أن الأسر اليمنية التي تغطي نفقاتها من القروض تصل إلى 5.82 في المئة، بينما تضطر 51 في المئة من الأسر اليمنية إلى بيع ممتلكات شخصية لتغطية نفقاتها المتزايدة. واشار الاستطلاع الى أن 32 % من غالبيةالأسر اليمنية تعتمد في مصروفاتها على إكرامية رمضان التي تقدمها الدولة أو جهات العمل في القطاع الخاص للموظفين كمنحة، لتغطية زيادة النفقات، فيما تعتمد نسبة 22 في المئة من تلك الأسر على مبالغ مدخرة لديها سابقاً.. وجاء في تقرير رسمي يمني ان حجم الاسر الفقيرة في تزايد مستمر وان هذه الاسر اكثر فئات الشعب معاناة خصوصا في الاشهر من رمضان حتى ذي الحجة وهي الاشهر التي تشهد اسرافا في الانفاق لدى اليمنيين ويكشر فيها التجار عن انيابهم رغم أنها أشهر فضيلة.