في ليلة من ليالي أبريل 2012 م كان معوضة سالمين احمد هبة ( 37 عاما - بياع سمك في الحديدة ) و حده على دراجته النارية عائدا من الدريهمي التي كان فيها بحفل زفاف احد أقربائه ولا يعلم حتى اللحظة هل هي سيارة أم باص أم قاطرة فقط حادث من الخلف صدموه و .. و ... حتى اللحظة لا يعلم من غريمه. أصيب إصابات بالغة في عموم جسده و اشدها في ساقه حيث اختلط لحمه بعظمه ( رضوض و تهتكات و ..) وأجريت له عمليات كلفته حينها مليون ريال و لم يكن أمامه إلا بيع ذهب أسرته الذي ساهم في سد الاحتياج و آزره جود أصدقائه. و في 1 / 7 / 2013 م أجريت له عملية أخرى بنحو 400 الف ريال بقيت نحو 300 الف ريال لم يجد لها إلا الذهب الذي اسعفه به أصدقاؤه ليقدمه كضمانة حدد لها مهلة 15 يوماً.. الأمر الذي لا يعني أن رحلة معوضة مع العلاج قد بلغت نهايتها بل ما زال محتاجا إلى العمليات و الكثير الكثير من التكاليف.. و أما عن معوضة القصة الأخرى التي تزامنت مع حالته فإنه اليوم رب ثلاث أسر مكونة من 15 فرداً. الأولى أسرته المكونة منه و زوجته و سبعة أطفال والعاشر المنتظر ما زال جنيناً في بطن أمه، والثانية أسرة عم زوجته المتوفى منذ نحو أربعة أشهر أي إن معوضة و جد نفسه رغم إقعاده مسؤولا عنها ( أرملة و ثلاثة أطفال أيتام ) وأما الثالثة فجدته العجوز العمياء. و هل من سؤال هنا عن الوضع التعليمي لأطفال معوضة ال 13 أي أطفاله و أطفال عم زوجته .. لا شيء إلا انقطاعهم عن الدراسة لأنه اضطر إلى تشغيل القادرين و القادرات وبالتحديد الستة الأكبر الذين كانوا في العام الدراسي الماضي 2011 – 2012 م بالصفوف 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 من التعليم الأساسي. لقد جاد أصدقاء معوضة مشكورين مأجورين بإذن الله بذهب أهليه لإسعاف أخيهم و صديقهم معوضة و هي سمة طيبة من سمات أهل اليمن و منهم أهل تهامة الذين منهم الأشاعرة الذين ورد عن فضلهم الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة، و منها قول رسول صلى الله عليه و سلم : ( إن الأشعريين إذا أرملوا جمعوا ما لديهم في قصعة واحدة ثم اقتسموه بينهم بالسوية ). و مع جمال هذا الموقف النبيل من أصدقاء معوضة، فما الذي يملكه للوفاء بالتزاماته في تسديد هذه المبالغ، وبالتالي إعادة الذهب إلى أصدقائه و هل سيجد ما يواصل به علاجه و هل و هل و... كل هذه الالتزامات و الاحتياجات الباهظة و الثقيلة التي تتجاوز المستحيل كثيراً كثيراً مقارنة بحال و وضع معوضة فإنها لم تستطع أن تخفي ابتسامة المؤمن بالقضاء والقدر الصابر المحتسب ( معوضة ) غير أنها بذات الوقت ترسل عيونه دمعاً غزيراً برسالة مفادها العرفان بجميل أصدقائه و .. و .. ما أدراك ما دمع الكريم حين تحمل ذمته جميلاً لا طاقة له على رد أدنى شيء منه و... و بهذا الشهر الفضيل نطمع في ( ليلة القدر ) أن نكون سبباً في تفريج كربة أخينا الصابر معوضة إذ نثق أن في الأخيار الأيادي التي تتداعى إلى الله خصوصاً برمضان الخير و المكرمات. فيا باغي الخير ( و فق الله و أكرم الجميع برضوانه برمضانه ) أقبل، أقل عثرة أخيك أقال الله عثراتك و كن كافل اليتيم تكن وحبيبك المصطفى صلى الله عليه و سلم كما قال ( أنا و كافل اليتيم كهاتين ) و فرج صلى الله عليه و سلم بين أصبعيه . هاتف معوضة 737323816