المجالات مفتوحة حولنا لنغير حياة شخص ما للأفضل، وندعمه بقلوبنا وأموالنا وعقولنا حتى يصل إلى القمة. يمكننا بقرار واحد أن نغير حياة كاملة ونحيي قلوبا قتلها اليأس لأنها واجهت أصعب ظروف الحياة. عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة).. فكفالة اليتيم تسانده، لتغطي احتياجاته النفسية، والعلمية، والصحية والاجتماعية. نرى العائلات التي حُرمت من نعمة الإنجاب في المجتمع الغربي تتبنى الأيتام ليكونوا أبناء لها مدى الحياة، لتدعمهم حتى يصبحوا من أفضل الأشخاص الناجحين. يصور لنا الإعلام العربي اليتيم بصورة طفل يبكي على قبر أمه ويحتاج الشفقة لتتم مساعدته وإعالته، ولكن هذه صورة غير صحيحة أبداً، فالشخص الذي لا يملك عائلة، لا يعني أنه لن ينجح في حياته. هناك الكثير من الأيتام الذين تجاوزوا الصعوبات ليصبحوا من العظماء الذين حولوا كل خيبات الأمل إلى قوة للتقدم والنجاح. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتيماً، وهو أعظم إنسان في البشرية وحامل رسالة الإسلام، كان ليوناردو دافينشي يتيماً فأصبح من أفضل رسامي عصره، وكان ستيف جوبز قد تم التخلي عنه من أبويه اللذين أنجباه بدون زواج، فوجد نفسه عند عائلة دعمته، حتى أسس شركة "آبل" التي نجد منتجاتها في كل منزل، والكثير من الأمثله عن أيتام عظماء مثل أحمد بن حنبل والشافعي وعبدالرحمن الداخل ونيلسون مانديلا وأبو الطيب المتنبي. أكثر من يتألم، هو أكثر من يصبح أقوى من غيره، فلا يسمح لأي مصاعب أن تقف في طريق نجاحه. أتمنى أن يزيد الوعي في مجتمعنا عن ثقافة التبني، خاصة عند الأزواج الذين حُرموا من نعمة الإنجاب، وكل شخص يملك قدرة التبني والاهتمام باليتيم. قال الله سبحانه وتعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ). أما بالنسبة لباقي أفراد المجتمع، يمكنكم المساهمة أيضاً بتغيير حياة يتيم من نواح صحية وعلمية واجتماعية بكفالته شهرياً من احدى المؤسسات الخيرية. كفالة اليتيم في شهر واحد قد تساوي قيمة فاتورتنا في احد المطاعم أو المقاهي، فلماذا لا تذهب إلى مؤسسة خيرية اليوم لتكفل يتيماً وتغير حياته للأفضل. استقطاع مبلغ الكفالة من حسابك كل شهر، قد لا يصنع اختلافاً كبيراً في حياتك، ولكنه بالتأكيد يصنع اختلافاً كبيراً في حياة يتيم. سترسل لك المؤسسة الخيرية رسالة بحالة اليتيم كل فترة لتعرف أحواله وتحسن حياته بكفالتك، فلا تحرم نفسك من تطبيق إنسانيتك، بتغيير حياة إنسان آخر.