أكد أساتذة وأكاديميون على أهمية إيلاء الأيتام ورعايتهم، خصوصاً مع تزايد أعداد الأيتام في اليمن لتزايد الحروب والثارات والحوادث المرورية. وفي ندوة اليتيم التي نظمها فرع جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية وجامعة ذمار، صباح الأحد بقاعة فلسطين بالجامعة ، ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي السنوي لليتيم، الذي دشنه فرع الجمعية يوم أمس السبت، ناقش أساتذة جامعة قضايا الأيتام وحقوقهم على المجتمع، والواجبات المناطة على المجتمع تجاه هذه الشريحة الهامة. وقال الدكتور محمد عقلان أستاذ علم النفس المشارك في كلية الآداب بجامعة ذمار أن اليتيم يواجه في حياته شعور بالعزلة ويعاني مشاعر القلق واضطرابات نفسية وفقدان الثقة بالنفس، كما يعاني بعضهم من التأخر الدراسي في حال لم يلتفت إليه المجتمع. وأضاف في ورقته بعنوان "قراءة في نفسية اليتيم" أن على المجتمع أن يخفف من انفعالات اليتيم، والتركيز على العلاج بالأفعال وليس الأقوال فقط، متمنياً أن تكون هذه الندوة تقليد سنوي لبحث مشاكل الأيتام ومناقشة حقوقهم ودور المجتمع للتخفيف من وطأة اليتم. وأكد عقلان أن دراسة علمية غربية توصلت إلى أن 53% من الذين خلد ذكرهم التاريخ وأثروا فيه هم من شريحة الأيتام، وعلى رأسهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في حين أن 45% من مجهولي الطفولة، ويبقى 2% فقط هم من عاشوا في كنف آبائهم. وأوصت الورقة الجهات الرسمية بالسعي لنشر الثقافة العلمية النفسية للأيتام للتغيير من صورتهم السلبية، وتغيير الوعي لدى المجتمع عن الأيتام وأنهم في حاجة إليه وكأنهم متسولون، بينما لهم حقوق على المجتمع. كما دعت الدراسة إلى تعزيز الشراكة المجتمعية في رعاية الأيتام، بين الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، كما أكدت على أسلوب البحث عن الأسر البديلة للأيتام، ودعم هذه الأسر بدلاً من إدخال هؤلاء الأيتام في دور الرعاية. من جهته تحدث الدكتور محمد أبو غانم أستاذ التربية المساعد بكلية التربية في ورقته "الحقوق الشرعية لليتيم" التي قال أن الإسلام جاء بها وأولاها عناية خاصة حيث وردت عدد من الآيات التي تحض على كفالة اليتيم ورعايته، مشيراً إلى أن كلمة اليتيم وردت أكثر من 22مرة في القرآن الكريم، فيما لم يشير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى حقوق اليتيم واكتفى بحقوق الطفل. وتناول أبو غانم عدد من الحقوق الخاصة بالأيتام، والتي من أهمها حقه في الكفالة وصيانة وحفظ أمواله، وحق الإعاشة من بيت مال المسلمين، كما أكد على أهمية حقه في التعليم والتربية، والرعاية الصحية، والمأوى والملاذ الآمن، كما أن له حقه في اللعب واللهو كبقية الأطفال. كما قرأ الدكتور على مسعد أحمد أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بكلية الآداب ورقته "واجب المجتمع نحو اليتيم" والتي أكد فيها على مسئولية المجتمع ككل عن الأيتام وكفالتهم ورعايتهم الرعاية الشاملة، وخصوصاً النخبة التي قال يجب أن يكون تركيزها على هذه القضايا أكبر. وسرد عدد من الواجبات المجتمعية التي أكد أن أهمها جلب المصلحة لليتيم، ودفع الضرر عنه، والرعاية النفسية والدينية، كما الكفالة المادية، مؤكداً أن المجتمع بحاجة إلى رعاية الأيتام، كما أن الأيتام هم أيضاً بحاجة للعطف والرعاية من المجتمع لتعويض ما فقدوه من عطف الأبوة. وكان مدير فرع جمعية الإصلاح بذمار سلطان جباري قد تحدث في بداية الندوة مستعرضاً عدد من الأعمال التي تقوم بها الجمعية، خصوصاً في مجال كفالة ورعاية الأيتام، مشيراً في هذا الخصوص إلى أن فرع الجمعية يكفل 1471 يتيم ويتيمة، شاملة الرعاية الصحية والتعليمية. وتحدث جباري عن فعاليات أسبوع اليتيم التي تأتي الندوة ضمن فعالياته، والذي يهدف إلى كفالة أيتام جدد، والتعريف بقضية الأيتام لتصبح هماً مجتمعياً، داعياً الميسورين ورجال الخير إلى التعاون مع الجمعية في هذه المجال الذي قال أنه من أفضل أبواب الخير.