تأسس دار التوجيه الاجتماعي لرعاية الأحداث للفتيات في محافظة عدن في 22 مايو 2005م، ولدى دار التوجيه المعنوي للفتيات هيكل تنظيمي وإداري مكوّن من مديرة للدار و6 مشرفين اجتماعيين ونفسانيين وحارس وطبّاخة إلى جانب المتطوعين من الاختصاصيين والنفسانيين والطبيبة البشرية..ولما لهذا الموضوع من أهمية تسنى ل (إبداع) أن تلتقي انتصار الدالي مديرة دار التوجيه الاجتماعي لرعاية الأحداث للفتيات بمحافظة عدن لتعرفنا على مهام وأنشطة وما يسعى إليه الدار. الحفاظ على الفتيات تقول الدالي: إن دار التوجيه الاجتماعي لرعاية الأحداث الفتيات دار طوعية وتعمل على بذل كل الجهود الممكنة للتواصل مع الجهات ذات العلاقة من أجل توفير الخدمات اللازمة للجانحات من الأحداث وتعمل الدار- رغم محدودية إمكانياتها - على توفير الاحتياجات الأولية للنزلاء وللنزيلات، وتسعى إلى تحسين مستوى تلك الخدمات وتحقيق كافة المتطلبات المرتبطة بحياة الأطفال وتربيتهم بشكل أفضل. وأضافت الدالي قائلة: نحن نسعى إلى أن يمتد بقاء الجانحات في الدار حتى سن ال (18) سنة، وقمنا برفع مذكرة للنائب العام بهذا الصدد لأننا نرى أنه من الظلم أن يتم سجن فتيات صغيرات ارتكبن جنحاً بسيطة في السجن وفي ذات الوقت حرصاً على أولئك الفتيات من تعلم أساليب إجرامية في حال احتكاكهن بالسجينات الأكبر منهن سناً، من ناحية أخرى فإننا نسعى كذلك لتفعيل المادة التي تنص على معاقبة أولياء أمور الجانحين والتي تكون معظم جرائمهم ناتجة عن التفكك الأسري الذي يعيشون فيه. تربية.. توعية.. أبحاث ودراسات.. تأهيل وأضافت: للدار عدد من الأهداف يسعى لتحقيقها منها رعاية الجانحين من الأحداث والمعرضين للانحراف وتعديل سلوكهم ليخرج إلى المجتمع إنساناً صالحاً، وإعادة تربية الأحداث الجانحات صحياً وتربوياً واجتماعياً ونفسياً ودينياً وفقاً لأنماط ومعايير بلادنا، إشاعة الوعي بحقوق الطفل بين الجانحات، وتوعية أسر الأحداث عن أسباب الجريمة ودوافعها، ونقوم بتوعية الأسرة لتغيير التنشئة السابقة، والقيام بدراسات وبحوث متعلقة بالأحداث مع جامعة عدن أو أي جهة أخرى تسعى لإجراء بحوث، وإقامة دورات تدريبية للعاملين في الدار مجاراة للتطور الحاصل في الدول الأخرى مستفيدين من تجارب تلك البلدان، كما نهتم كثيراً بالتوعية والتأهيل لإعادة بناء الشخصية السوية للفتيات النزيلات. برامج تعليمية ومهنية واستطردت قائلة: تتبع الدار خطة معينة في تعاملها مع الأحداث الجانحات منها، الجانب التربوي والتعليمي والمهني، والذي يتمثّل في إعادة تأهيل المدربين في مجالات الكمبيوتر، الخياطة، التدبير المنزلي، إضافة إلى وضع جدول تعليمي للجانحات من ذوات مستويات تعليمية مختلفة وهذا الجدول التعليمي يهدف إلى محو الأمية لدى بعضهن وتدريس المراحل الدراسية المختلفة للبعض الآخر منهن، كما يسعى الدار إلى تنفيذ البرنامج المهني والتعليمي للجانحات الذي يشتمل على تعلم الخياطة، التطريز، تربية الأطفال، التدبير المنزلي الذي يجري تطبيقه حالياً داخل الدار، حيث يتم في كل شهر اختيار فتاة لتكون مسئولة عن تدبير احتياجات الدار وذلك بهدف إشعارهن بكيفية تحمل المسئولية، إضافة إلى ذلك فإن للدار نشاطات عامة تقوم بتنفيذها وتشتمل على إقامة المحاضرات في الجانب الديني والاجتماعي حول ارتكاب الجريمة وأسبابها ودوافعها ورأي الدين فيها، بالإضافة إلى إقامة محاضرات في جانب علم النفس السلوكي، وعمل بحوث ودراسة حالة النزيلات في الدار، وإعداد استمارة خاصة بالنزيلات من الجانحات عند دخولها الدار توضح أسباب ارتكاب الجنحة ومدة عقوبتها، وإشباع احتياجات النزيلات وتغيير سلوكهن من خلال الإرشاد والتوجيه اليومي من كافة الأخصائيين (النفسيين والاجتماعيين) في المركز، وكذا إقامة محاضرات في الجانب الصحي، مثلاً عند سن البلوغ وما هي التغيرات التي تطرأ على الفتاة (في جسمها وسلوكها.. الخ)، ويتم توعيتهن عن مرض الإيدز لتجنب تعرضهن لهذا المرض وهذه المحاضرات الصحية تعطى من قبل جمعية الصحة العامة للجانحات شهرياً، إضافة إلى حضور طبيبة مرتين أسبوعياً لفحص النزيلات جسدياً، كما تقوم الدار كذلك بعمل محاضرات حول حقوق الطفل وذلك لتعريفهم بماهية حقوقهم التي حددها قانون الطفل، وكذا إقامة المسابقات الفكرية بين الجانحات وإقامة الأنشطة الرياضية بأنواعها (كرة السلة، الشطرنج، الدمنة) والألعاب الأخرى، وإقامة المعارض الخاصة بالجانحات لعرض منتجاتهم وأعمالهم خلال فترة إقامتهم في الدار. تخطيط مستقبلي وحول الخطط المستقبلية قالت: نتمنى عقد حلقات توعية نفسية للبنات حيث يوجد لدينا تنسيق مع بعض منظمات المجتمع المدني ومنها جمعية الإصلاح، وكذلك مسجد مدينة الشعب ليقوموا بتوعية الجانحات وزرع الوازع الديني في نفوسهن، كما نسعى كذلك للتحضير لإقامة ورش عمل للجانحات في مجالات التدبير المنزلي وحضانة الأطفال خاصة اللاتي لم ينلن قدراً من التعليم يساعدهن على الحصول على عمل بعد خروجهن من الدار ولكن نقص الدعم حال دون تنفيذنا لإقامة تلك الورش. عرفان وفي الأخير أحب أن أتوجّه بالشكر إلى صحيفتكم الرائدة في عملها الرائع وكذا الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي قام بمساعدتنا كثيراً من حيث بناء الدار وتجهيزها وكذا منظمة اليونيسيف التي زودتنا بباقي المعدات منها، أجهزة الكمبيوتر لتعليم الأحداث الجانحات ومؤسسة الصالح التي تقوم بدعمنا في الأعياد بتوفير كسوة العيد لنزيلات الدار.