توعدت الحكومة الإسرائيلية بمواصلة عدوانها العسكري ضد قطاع غزة, بعد ساعات من إعلان انتهاء المرحلة الأولى من العملية العسكرية وإعادة نشر جنودها, في الوقت الذي اعتبرت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ذلك الإعلان انتصارا للمقاومة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت -أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكينست- "نحن لا نزال في قلب المعركة ولا يتعلق الأمر بضربة محددة". وأضاف أولمرت أن الهدف من العمليات العسكرية بغزة "تقليل إطلاق الصواريخ وإضعاف حماس", مشددا على أن على الحركة "توقع تحمل ما سنفعله وبأي حجم". لا نية بالبقاء وفي وقت سابق أكد حاييم رامون نائب أولمرت في تعليقه على انتهاء المرحلة الأولى من العدوان على غزة أن الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه منذ بدء عملية "الشتاء الساخن" أي نية بالبقاء في القطاع. وأضاف رامون في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية أن الهدف من العملية العسكرية التي أوقعت منذ الأربعاء الماضي 116 شهيدا ونحو 350 جريحا من بينهم أطفال, كان ضرب من يطلقون الصواريخ على البلدات الإسرائيلية, محملا حركة حماس المسؤولية عن قتل المدنيين. انتصار في المقابل وصفت حركة حماس إعلان الاحتلال انتهاء المرحلة الأولى من عدوانه ب"الانتصار", مؤكدة أن "العدو قد دحر". واعتبر المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري الانسحاب الإسرئيلي من مناطق التوغل بأنه فشل للعملية البرية. وأضاف أبو زهري أن غزة ستكون دائما "مقبرة" لقوات الاحتلال. بدوره أعلن القيادي بحماس محمود الزهار أن حركته لن تطلق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط دون موافقة إسرائيل على شروطها. وقال الزهار مخاطبا آلاف المشاركين في مظاهرة لحماس بغزة إن "على إسرائيل أن تستوعب الدرس الأخير وإذا أردتم إغلاق الملف (شاليط) أطلقوا المعتقلين" الفلسطينيين. نهاية مرحلة وجاءت تلك التصريحات بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال أن عملياته العسكرية في غزة انتهت في الواقع. وقال متحدث باسم الجيش إن جميع القوات عادت إلى إسرائيل. ومنذ فجر اليوم بدأت قوات الاحتلال سحب الدبابات والآليات العسكرية من المناطق التي توغلت فيها بحي التفاح شرق قطاع غزة وبلدة جباليا باتجاه المناطق الحدودية. وبعد الإعلان بساعات قليلة قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال أطلقت ثلاث قذائف مدفعية شرقي جباليا وبيت حانون صباح اليوم. كما أوضحت مصادر طبية فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت صاروخ أرض أرض أسفر عن إصابة ثلاثة فلسطينيين. وأضاف المراسل أن سيارات الإسعاف عثرت على ثلاثة شهداء أثناء مسحها كل الشريط الحدودي, مشيرا إلى أن المئات من الفلسطينيين اندفعوا باتجاه المناطق التي انسحب منها الاحتلال لتفقد منازلهم. عشرات الشهداء ومئات الجرحى حصيلة خمسة أيام من العدوان على غزة (الجزيرة نت) سلسلة غارات وفي سلسلة من الغارات الإسرائيلية الليلة الماضية استشهد ستة فلسطينيين، فقد استشهد مقاوم من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وأصيب ثلاثة آخرون بعد استهدافهم من قبل زوارق الاحتلال قبالة ميناء الصيادين غرب غزة. وفي وقت سابق قالت مصادر فلسطينية إن مقاومين من كتائب المجاهدين استشهدا في غارة استهدفتهما شرقي القطاع. كما استشهد آخر من ألوية الناصر صلاح الدين عندما استهدفت طائرات إسرائيلية مجموعة مقاومين بشرق غزة. وسبق ذلك استشهاد عنصرين من كتائب القسام في غارة على جباليا شمالي القطاع. وفي الضفة الغربية أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن شابا استشهد في منطقة قرية المزرعة غربي رام الله في مواجهات مع قوات الاحتلال صباح اليوم. كما قالت مصادر إسرائيلية إن ثلاثة صواريخ غراد سقطت من غزة على عسقلان, تسبب أحدها في إصابة مبنى من سبعة طوابق دون الإشارة إلى وقوع إصابات. كما سقطت أربعة صواريخ محلية الصنع على مناطق متفرقة من منطقة النقب الغربي المتاخم لغزة.