أشاد الاجتماع الوزاري السادس لمجموعة "أصدقاء اليمن" بما تحقق من إنجازات سياسية واقتصادية في اليمن بالرغم من الظروف الحافلة بالمصاعب والتحديات. ويعلق شركاء اليمن آمالا عريضة على إتمام الحوار الوطني الذي يمثل العملية السياسية الحاسمة لحل الخلافات وإرساء الأساس لدستور جديد. ودعت المناقشات إلى مواصلة الالتزام من جانب الحكومة والمانحين بتنفيذ خارطة الطريق التي تمخض عنها الحوار الوطني . حيث قالت نائبة رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنغر أندرسن "لقد انخرط اليمن في حوار وطني تاريخي وشامل بحق ضم كل أطياف المجتمع وحتى تكتمل قيمة هذا الإنجاز السياسي الرائع، يجب أن تصاحبه إصلاحات اجتماعية واقتصادية تكون لها آثار إيجابية حقيقية على حياة اليمنيين العاديين وبالتعاون مع الشركاء الآخرين. وأكدت بأن البنك الدولي مازال ملتزما بمساندة اليمن في تحقيق ذلك وتهيئة البيئة المناسبة للتنفيذ الناجح لنتائج الحوار التاريخي. واستحسن الاجتماع بشكل عام الخطوات التي اتخذت بشأن التقدم الذي حققه اليمن في تنفيذ إطار المساءلة المتبادلة وهو الاتفاق الذي يُحدِّد أجندة الإصلاح والتزام المانحين بمساندته، حيث تجلت الخطوات العملية من خلال تعيين هيئة وطنية جديدة لمكافحة الفساد، والموافقة على خطة لتنقية كشوفات رواتب موظفي جهاز الخدمة المدنية من العمال الوهميين ومن يجمعون بين المعاش التقاعدي والراتب، ووضع استراتيجية لتقوية الشراكات بين الحكومة والمجتمع المدني. وشددت المناقشات أيضا على الحاجة لتعزيز الاستقرار على صعيد الاقتصاد الكلي بوصفه دعامة حيوية لاستمرار التحول السياسي السلس في البلاد. وأكَد اجتماع "أصدقاء اليمن" أنه من بين 7.9 مليار دولار تم التعهد بتقديمها لمساندة اليمن في سبتمبر/أيلول 2012، تم بالفعل تخصيص 6.9 مليار دولار لصالح برامج مُعيَّنة وصرف 2.2 مليار دولار حتى الآن. وحث الاجتماع المانحين الذين لم يقوموا بعد بتخصيص الأموال التي تعهدوا بتقديمها على المسارعة إلى عمل ذلك. من جانبه، قال المدير القطري المسؤول عن مصر واليمن وجيبوتي بالبنك الدولي هارت شافر "لقد أطلق البنك الدولي سبعة مشاريع جديدة، وارتبط بتقديم 80 في المائة من مبلغ 400 مليون دولار إضافي تم التعهد بها لمساندة برنامج الإصلاح بالبلاد، من أجل استعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الفرص الاقتصادية لأفقر شرائح السكان باليمن". وأضاف " نحن ندعو شركاءنا المانحين إلى مضاهاتنا في الإسراع والمثابرة، إذ إن جهود اليمن لبناء مستقبل يعمه الاستقرار والرخاء لشعبه تتطلَّب مساندتنا الآن". وقد عقد اجتماع "أصدقاء اليمن" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وشارك في رئاسته وليام هيغ وزير خارجية المملكة المتحدة ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.، ورأس وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي وفد اليمن في الاجتماع الذي حضره أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية البلدان الأعضاء في مجموعة "أصدقاء اليمن" وممثلون عن مجموعة متنوعة وواسعة النطاق من المنظمات الإنمائية الدولية.