في مطلع يناير من العام الجاري تم الإعلان عن قيام {ملتقى مذحج الوطني} الذي يمثّل الملايين من أبنا اليمن المنتمين الى قبائل مذحج ويمثّلون تجمّعات سكانية كبيرة وفي الاجتماع التأسيسي لملتقى مذحج الوطني الاجتماعي، تم انتخاب الشيخ علي عبدالله الشرفي رئيساً للملتقى، الملتقى يكتسب أهمية خاصة ويضم في قوام اللجنة التاسيسية عدداً كبيراً من السياسيين والاقتصاديين ولديه مشروع وطني كما أخبرنا رئيس الملتقى عبر الحوار الآتي: - ماهي انطباعاتكم الأولية عن أعمال مؤتمر الحوار الوطني؟ - الحقيقة إن الحوار عمل إيجابي ويمثّل فرصة ذهبية لليمنيين مهما كانت سلبياته الاجرائية،المهم أن يستفيد اليمنيون من هذا الحوار والحوار هو الشيئ الوحيد الذي كان ينقصنا من زمان،لأن فرقاء العمل السياسي في الشمال والجنوب جربوا أساليب الاقتتال والمناورات والمزايدات لكنهم لم يجربوا نعمة الحوار ولم تجمعهم قاعة واحدة للحوار رغم اختلاف مشاريعهم مثلما هو حاصل معهم اليوم. - ماهي السلبيات من وجهة نظركم في مؤتمر الحوار؟ - السلبيات موجودة وهي ترافق أي عمل، لكن ينبغي علينا أن لا نقف عند السلبيات والأخطاء بل ينبغي أن ننظر الى أهمية الحوار في مجملها العام من عدة زوايا، وعلينا ان ننتظر مخرجات الحوار. - برأيك أين تكمن أهمية الحوار ؟ وكيف يمكن تحقيق الاستفادة منه؟ - مستقبل اليمن كله يتوقف على نتائج مؤتمر الحوار ليس فقط في المجال السياسي وإنما في المجال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، إنه حوار شامل على مختلف مجالات حياتنا في هذا البلد. -ماهي أهم الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها من خلال ملتقى مذحج؟ - نسعى إلى إيجاد وطن يتسع للجميع ،وطن يكفل حقوق المواطنة المتساوية لجميع أبنائه، وطن يسوده التآخي والسلام والمحبة بين مختلف أبنائه. - هل تتعاملون مع مذحج كقبيلة أم إنها تجمّعات سكانية أكبر؟ - أبناء مذحج في اليمن لهم وجود سكاني أكبر بكثير من الإطار العشائري، وعندما نتحدث عن مذحج فإننا نتحدث عن مدن كاملة وأرياف، أهم مايميز أبناء مذحج في هذا البلد هو إنهم متواجدون في إطار مدن تتسع للملايين مثل مدينة تعز، البيضاء، عدن، أبين، شبوة ، الحديدة، مارب وغيرها من المدن اليمنية.. لذلك أستطيع القول : إن أبناء مذحج هم دعاة الدولة المدنية وانصارها أكثر من غيرهم ليس لكثرتهم ولكن لأنهم استبقوا الآخرين في تحضرهم وثقافتهم المدنية. - ما مدى حضور الملفات الاقتصادية في مؤتمر الحوار الوطني؟ - للاسف الشديد إن الاهتمام بالقضايا الاقتصادية مغيب تماماً في مؤتمر الحوار، كما يلاحظ عدم اشراك خبراء اقتصاد في المؤتمر مع ان الملف الاقتصادي من أهم الملفات لارتباطه بالتنمية ورخاء المواطن وهو مرتبط بتحقيق الأمن والاستقرار، فلا يستقيم الاقتصاد والاستثمار بدونه ولايمكن أن تقوم دولة قوية بدون اقتصاد قوي.. - ماهو دور ملتقاكم في إخراج اليمن مما هي عليه الآن؟ - نحن نتمنى أن نسهم مع كل القوى الخيرة في هذا البلد سواء كانت أحزاباً أم منظمات أم تجمعات سكانية، وعندنا استعداد تام للعمل مع القيادة السياسية لإخراج اليمن من أزمته الراهنة إلى صوب بناء يمن جديد ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار في ظل دولة مدنية قوية وعادلة ويتمتع جميع أبنائها بالمواطنة المتساوية والشراكة في السلطة والثروة بعيداً عن التهميش والإقصاء، وكذا محاربة كافة الظواهر السلبية التي تعكر صفو السكينة العامة وتسهم في تأزم الأوضاع والانقسام داخل أبناء المجتمع الواحد، - بعد مرور عامين على التسوية السياسية وتشكيل حكومة وفاق وطني .. ألا ترى تحسناً في الوضع الاقتصادي ؟ - حصل بعض التحسن ولكن ليس بالشكل المطلوب وكما قلت : معالجة وإنعاش الوضع الاقتصادي يحتاج إلى بيئة ملائمة على رأسها الاستقرار الأمني والذي نعاني منه كثيراً وحالياً تتجه أنظار الجميع بما فيهم المستثمرون ورجال الأعمال إلى مؤتمر الحوار الوطني وما سيخرج به ونعلق عليه آمالاً كبيرة في استعادة الوضع الاقتصادي بما فيه وتحقيق تنمية اقتصادية تعود على المواطن والدولة بالخير الكثير وتحقيق الأمن الذي يتطلع له الجميع. - ماهي الآمال التي تتطلع بأن يخرج بها مؤتمر الحوار الوطني ؟ وهل برأيك سينجح ؟ - مؤتمر الحوار الوطني سينجح ولابد من ذلك وعلينا أن نستمر في الحوار كي نخرج بنتائج ايجابية تخدم الوطن والمواطنين، فلا مناص من الحوار ولا بديل غيره أما آمالي وتطلعاتي فهي آمال وتطلعات كل أبناء الشعب اليمني الذين يراهنون على مستقبل مشرف يكفل للجميع حياة كريمة وعدالة اجتماعية يتساوى فيها الكل في ظل دولة النظام والقانون وأن نرى يمناً آمناً مستقراً ومزدهراً. - ماهي رسالتك إلى الأطراف السياسية المشاركة في الحوار الوطني؟ - أقول لهم : إنكم أمام مرحلة تاريخية مهمة من عمر اليمن فإما ان نسطرها بأحرف من ذهب نتباهى بها أمام العالم أو العكس فضعوا نصب عينكممصلحةاليمن قبل كل شيء وترفعوا عن المصلحة الذاتية أو الحزبية واجعلوا اليمن ومستقبله فوق كل المصالح والاعتبارات ولا تبحثوا عن تحقيق مكاسب حزبية ، فاليمن هي حزب لجميع اليمنيين ينظرون إليكم بتفاؤل الشباب يرسمون أحلامهم على حواركم ومخرجاته فلا تجعلوها أحلاماً سوداء وتحولونها إلى كوابيس، اليمن أمانة في أعناقكم وتذكروا بأن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي بل سيرسم مستقبله بكم أو بدونكم وأنا هنا لا أشكك بوطنية أي أحد بل إني واثق بوطنيتهم وحبهم لليمن وسوف تتجلى الحكمة اليمنية بأنصع صورها في مخرجات الحوار الوطني ، وإني أرى المستقبل المشرف لليمن يلوح في الأفق وهو قادم لامحالة.