ترك قرار شاب في الثلاثين من العمر التخلص من نفسه بعيار ناري أفرغه في رأسه، الكثير من التساؤلات حول الدوافع التي أجبرته على الانتحار بعد وقت قصير من عودته من تأدية مناسك الحج ببيت الله الحرام . الحادثة التي شهدتها أحدى أحياء مدينة مذبح غرب العاصمة وأضحت حديث سكانها، لم تتضح حتى ألآن الدوافع الخفية ورائها، لكن مصدر أمني في قسم شرطة مذبح رجح في تعليقه على الحادثة لموقع "اليمن اليوم " الاخباري من احتمال معاناة الشاب من اضطرابات نفسيه شديدة". ورغم عدم ثبوت صحة معاناة الشاب (س.م)من اضطرابات نفسيه حتى ألان، إلا أن ثمة ما يعزز هذا الرأي من جيران الشاب ومعارفه ممن كانت الحادثة بالنسبة لهم بمثابة الفاجعة وعلقوا على الحادث بالقول:" كان مبسوط ،ايش الذي جعله ينتحر؟! شخص مثله عادة راجع من الحج المفروض يحمد الله مش ينتحر". وتأتي الحادثة في الوقت ألذي أكدت فيه دراسة ميدانية حديثة ان استخدام العيارات النارية في عمليات الانتحار تعد من أكثر الوسائل شيوعا وتفضيلا بالنسبة لمن يقدمون على الانتحار في اليمن على عكس الصينيين الذين ثبت مؤخرا أنهم يفضلون الانتحار بتناول جرع زائدة من الملح الأبيض. حيث كشفت الدراسة أن استخدام العيارات النارية كان وراء 65% من الحالات الانتحار التي شملتها الدراسة والبالغة (316) حالة انتحار تمت في معظم محافظات الجمهورية، فيما كان استخدام الحبال والغرق والسموم والرمي وراء بقية الحالات. وأرجعت الدراسة التي نفذها ناشطين في مجال حقوق الإنسان سبب تفضيل اليمنيين للعيارات النارية في عمليات التخلص من النفس(الانتحار) على ما تحمله من بشاعة، إلى كونها أفضل وأسرع الطرق للموت بدون عذاب. مشيرة إلى أن الاضطرابات ليست بالضرورة أن تكون وحدها السبب وراء الكثير من حالات الانتحار، وترتب الأسباب حسب الأولوية كالتالي:"اقتصادية واجتماعية ونفسية". كما أن الاضطرابات -حسب الدراسة- ليست بالضرورة اضطرابات مكثفة، ويمكن أن تظل خفية، ولكنها في الواقع متجذرة بعمق. وهي تُصاحب بعدم إمكانية تحمل الصدّ، وشدة الاحباط تترجم درجة العذاب والألم أمام العجز في إمكانية التأثير على الواقع للتوصل إلى إشباع الرغبات.