تصدرت أمانة العاصمة قائمة حالات الانتحار خلال الشهر الماضي بعدد 8 حوادث من إجمالي 20 حادثة انتحار. وجاءت محافظة الحديدة في المرتبة الثانية ب5 حوادث انتحار ، ثم محافظة إب ب حادثتي انتحار ، وسجل معدل حادثة انتحار واحدة في كل من محافظات : حجة، البيضاء، الضالع، تعز، أبين . وأوضح تقرير صادر عن وزارة الداخلية أن من بين العشرين المنتحرين 2 من الاناث . وقال التقرير :" إن 10 من المنتحرين تراوحت أعمارهم بين19-29 عاماً ،فيما تراوحت أعمار 4 من المنتحرين بين30-35 عاماً، ومثل هذا العدد كانت أعمارهم بين50-60 عاماً، أما 2 من المنتحرين فقد كانت أعمارهما تقل عن 15 عاماً" . وأشار التقرير إلى أن 14 من المنتحرين أنهوا حياتهم عن طريق شنق أنفسهم مستخدمين الحبال والخرق وقطع القماش، فيما أستخدم 4 آخرين الأسلحة النارية لقتل أنفسهم، وأقدم 2 آخرين على احتساء السموم . وأفاد التقرير بأن أهم أسباب حوادث الانتحار تركزت في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأسرية، والاضطرابات النفسية ، مضافاً إليها انغلاق أفق المستقبل أمام المنتحرين والجهل ، وكذا ضعف الوازع الديني لديهم . وما يثير قلق ومخاوف المختصين والمهتمين بهذه الظاهرة، هو تزايد نسبة إقدام الفتيات أو النساء المتزوجات على الانتحار مقارنة بالرجال في مجتمع محافظ مثل اليمن، وكثيرا ما يعلن عبر الصحافة المحلية عن وقوع مثل هذه الحوادث من حين إلى آخر، لكن نادراً ما يتم الإعلان عن ملابساتها. واكد أخصائي الأمراض النفسية والعصبية الدكتور عبدالكريم جباري أن المنتحرات يفضلن غالبا الانتحار بتجرع السموم بينما يفضل الذكور استخدام الاعيرة النارية والادوات الحادة مثل السكاكين او الحريق. وتشير دراسات متخصصة إلى أن عددا من النساء يدفن على أساس أن وفاتهن طبيعية دون أن تتأكد الجهات الرسمية المختصة والمعنية من أسباب الوفاة الحقيقية، ودون أن تسعى أسرة المرأة المتوفاة في استخراج شهادة وفاة معتمدة، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً لاجتهادات وعمليات شك عديدة حول طبيعة الوفاة وخاصة إذا كانت المتوفاة شابة في مقتبل العمر ولم تعان من أي أمراض خطيرة ظاهرة طيلة حياتها. وقالت احصائية امنية رسمية إن حوادث الانتحار في اليمن أودت بحياة 253 شخصا من كافة الفئات العمرية خلال العام 2012. وأوضحت الاحصائية أن حوادث الانتحار إمتدت العام الماضي إلى 19 محافظة من محافظات الجمهورية جاءت العاصمة صنعاء في مقدمتها بعدد 36 حادثة إنتحار. وبينت الإحصائية أن 140 من المنتحرين تلقوا التعليم الأساسي فيما بلغ عدد المنتحرين الذين تلقوا التعليم الثانوي 36 شخصا، أما الأميين من المنتحرين فقد كان عددهم 63 شخصا فيما كان أقل عدد من المنتحرين هم ممن تلقوا التعليم الجامعي حيث لم يزد عددهم عن 5 أشخاص. وقال الدكتور صلاح الدين الجماعي، استشاري ومحلل نفسي، "ان الانتحار اصبح ظاهرة مقلقة وهي نتاج لغياب الوازع الديني والفشل وانسداد الافق لدى الشباب بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتردي وتفشي البطالة والفقر داخل المجتمع اليمني". وتابع " تسجيل حالات انتحار بين المتعلمين يعود إلى ما تم غرسه في عقليتهم من ان النجاح لابد منه، وان الفشل يعني نهاية الطريق، ولذلك يلجأ الكثير منهم إلى ازهاق روحه وبالانتحار لأنه لم يحقق طموحاته وآمال اسرته". وحسب الجماعي فان الجانب الاقتصادي المتمثل بتفشي البطالة والفقر المدقع عامل مشترك بين حالات الانتحار في صفوف المتعلمين والأميين. وشدد المحلل النفسي على أن اليمن اصبحت الان تضاهي الكثير من الدول في ارتفاع معدل الانتحار، وهو ما تؤكده الاحصائيات الرسمية، منوها بأهمية ان تطلق صرخة كبيرة تجاه هذه الظاهرة وتحسين الوضع العام لإيقاف نزيف ارواح اليمنيين عن طريق الانتحار. وفيما يرفض الكثير من المسؤولين والأكاديميين اطلاق صفة (الظاهرة) على حوادث الانتحار في اليمن ويرون أن العوامل الاقتصادية من أهم الأسباب المباشرة التي تؤدي الى الإقدام على الانتحار يؤكد مسؤولون أمنيون وأكاديميون آخرون أن عدد حالات الانتحار شهدت تزايدا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة.