تتفاقم هذه الظاهرة بشكل شبه يومي ويقول مختصون إن السبب الرئيسي يعو الى الوضع الاقتصادي الصعب بالإضافة إلى غياب الوازع الديني ونادراً ما يكون المرض النفسي سبب للانتحار. أقدم اربعة شبان يمنيين الاربعاء على الانتحار شنقاً بالإضافة الى رجل ستيني انهى حياته بالطريقة ذاتها. ويبرر علماء النفس هذه الظاهرة بالظروف المعيشية الصعبة والاجتماعية المعقدة إضافة إلى الخلافات الأسرية المتفاقمة. وبحسب الداخلية التي ترصد بشكل دوري حالات الانتحار فإن الضحايا غالباً من الشبان الذين لا تتجاوز اعمارهم الثلاثين بالاضافة إلى بعض الفتيات. صحيفة الثورة الحكومية ذكرت أن عدد من انهوا حياتهم شنقاً الاربعاء بلغ خمسة اشخاص في كلاً من أمانة العاصمة ومحافظات صعدة والحديدةوالمحويت. وذكرت شرطة العاصمة أنها سجلت وقوع حادثتي انتحار منفصلين أقدم عليهما شخصين تتراوح أعمارهما بين 24-30عاماً، أحدهما انتحر في مديرية صنعاء القديمة عن طريق شنق نفسه بشال، والاخر من سكان مديرية آزال الذي انهى حياته بالطريقة ذاتها. أما حادثة الانتحار الثالثة فقد كان ضحيتها شاب من أهالي محافظة صعدة قالت الشرطة أنه ربط عنقه بحبل في منزله، ما أدى إلى وفاته فورا, وبحسب الداخلية فقد سجلت الشرطة في مديرية المنصورة بمحافظة الحديدة ،حادثة الانتحار الرابعة ، مشيرة إلى أن شخصاً في ال65 من عمره يعاني من حالة نفسية أقدم على الانتحار بشنق نفسه على شجرة في حوش منزله. أما الحالة الخامسة فقد أقدمت عليها فتاة في 25 من عمرها على الانتحار بإلقاء نفسها في بركة ماء بمديرية حفاش محافظة المحويت، ونقلت الثورة عن مصدر أمني قوله إن الانتحار جاء بسبب خلافات أسرية، وأنه تم دفن جثمان الفتاة. ويؤكد علماء النفس أن الانتحار عادة ما يكون ناتجا عن أفكار قهرية أو اكتئاب أو عوز أو فشل يفضى إلى شعور واعتقاد لدى الشخص المنتحر بان الموت هو اقصر الطرق للتخلص من مشاكل الحياة. ويرى علماء الاجتماع أن للانتحار أسبابا متعددة منها إدمان الخمور والمخدرات والتحول غير المدروس على الثقافة الغربية باتخاذها منهجا للحياة وهو ما يؤدى بالضرورة إلى حالة من التفسخ الأخلاقي والنفسي الذي يمكن أن يكون سببا وجيها لاختصار البعض حياتهم بالإقدام على الانتحار. وبحسب تقرير رسمي فإن مايزيد على 50 بالمئة من المنتحرين خلال شهر سبتمبر/ ايلول هم من فئة الشباب، تتراوح أعمارهم بين 19 – 30 عاماً، وعددهم، حسب التقرير، 17 شخصاً. بعضهم استخدموا الأسلحة النارية، ونسبة كبيرة منهم أنهوا حياتهم عن طريق "الشنق" باستخدام الحبال والأقمشة ، فيما أقدم 3 من المنتحرين على إضرام النار في أجسادهم باستخدام مادتي "الغاز والبترول"، أما البقية فقد استخدموا مواد سامة، و2 ألقيا بنفسيهما من أماكن شاهقة، في حين سجلت انتحار حالة واحدة باستخدام آلة حادة. ومن أبرز الأسباب ودوافع الانتحار في اليمن إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة كما يراها المراقبون والأطباء النفسانيين "أن اليأس الناتج عن أمراض مزمنة إضافة إلى اليأس الناتج عن شعور بالظلم الاجتماعي كما تدخل قضايا الزواج الفاشل والحب الفاشل والعيب الاجتماعي في صدارة قائمة دوافع الانتحار في البلاد". لكن ما يثير قلق ومخاوف المختصين والمهتمين بهذه الظاهرة، هو تزايد نسبة إقدام الفتيات أو النساء المتزوجات على الانتحار مقارنة بالرجال في مجتمع محافظ مثل اليمن، وكثيراً ما يعلن عبر الصحافة المحلية عن وقوع مثل هذه الحوادث من حين إلى آخر، لكن نادراً ما يتم الإعلان عن ملابساتها، حيث سبق أن أعلن عن أقدام خمس فتيات من أسرة واحدة بإحدى القرى اليمنية الجبلية على الانتحار، من خلال رمي أنفسهم في ماء السد المجاور للقرية نتيجة معاناة من ضغوط أسرية.. لتكشف المعلومات بعد ذلك أن إجمالي عدد حالات الانتحار في تلك القرية خلال أسبوع فقط، بلغ أكثر من سبع حالات يقف وراءها العنف الأسري والقهر والحالة الاقتصادية. وتشير دراسات متخصصة إلى أن عددا من النساء يدفن على أساس أن وفاتهن طبيعية دون أن تتأكد الجهات الرسمية المختصة والمعنية من أسباب الوفاة الحقيقية، ودون أن تسعى أسرة المرأة المتوفاة في استخراج شهادة وفاة معتمدة، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً لاجتهادات وعمليات شك عديدة حول طبيعة الوفاة وخاصة إذا كانت المتوفاة شابة في مقتبل العمر ولم تعان من أي أمراض خطيرة ظاهرة طيلة حياتها. *الصورة تعبيرية