أفرز دوري الدرجة الثانية لكرة القدم أشياء جديدة في الإطار التحكيمي أجبرتنا على تسليط الضوء عليها بعد اقتحام أحد التمارين الخاصة بحكام “تجمع عدن” للدرجة الثانية، وذلك من أجل تعريف القراء الكرام بكل ماهو جديد على مستوى كل المجالات المتعلقة بالشأن الرياضي.. وفي هذا الموضوع تم الاستعانة بخبير التحكيم وأيضاً بالسكرتير الذي يمثل العمود الفقري للتحكيم والحكام في عدن، بالإضافة إلى مجموعة من الحكام الذين تحدثوا عن سير عملية التحكيم والوضع التحكيمي بشكل عام وعدم وجود احتجاجات كالعادة ضد التحكيم وتفاصيل جديدة كثيرة منها ما يتعلق بثلاثين حكماً.. وكذا غربلة حكام والدفع بحكام جدد وفقاً لسيناريو التغيير الذي سيشهده المجال التحكيمي.. والآن لدينا أقوال أصحاب الشأن الذين تم الاستعانة بهم لدعم مخرجات هذا الموضوع، فلنتابع ماذا قالوا لنتعرف على دقائق كثيرة واضحة.. ماذا قال خبير التحكيم؟ * يتحدث الخبير في مجال التحكيم والمحاضر الدولي الكابتن محمد المقبلي، الحاصل على الوسام الذهبي من الاتحاد الآسيوي، أنه في بداية منافسات دوري الدرجة الثانية وتحديداً في يوم الاجتماع الفني الذي عادة ما يسبق تدشين المنافسات وتتم فيه مناقشة الأمور الفنية وإجراء القرعة قدم المقبلي مقترحاً للأندية المشاركة بأنه على استعداد لعمل دورة مجانية للفرق للتوعية بجوانب التحكيم على الرغم من أن مثل هذا لا يوجد في القانون أو أية لائحة خاصة بذلك لكن كمبادرة مجانية وتعاون مجاني منه قدم هذه المبادرة ولكن المشكلة أنه لم يتلق أية دعوة من أي نادٍ بشأن ذلك ولم تكن هناك ردة فعل من جانب الأندية التي أهملت هذه المبادرة والأمر لا يتعلق بالفرص وأن عملية دعم التجاوب طبيعية وهذا شيء راجع للأندية. وأوضح المقبلي أنه كمسئول في تجمع عدن لأندية الدرجة الثانية وعضو في اللجنة يعتمد على التقارير النهائية المنبثقة من واقع الأداء الخاص بالحكام وعلاماتهم في وضع استراتيجية كل مباراة مع التأكيد على وضع إجراءات صارمة والحرص على الاعتناء بوضعية الحكام على مستوى التدريب والتهيئة والإعداد السليم ووضع الحكام أمام الواقع الذي يتواجد فيه الجميع على أن يتحمل كل حكم مسئوليته أثناء إدارته المباريات وأن أي خطأ فادح لأي حكم في أية مباراة يكلفه مغادرة التحكيم وأن اللجنة ستقول له مع السلامة. وكشف خبير التحكيم محمد المقبلي أنه تم التطرق إلى وضع الفرق وتنبيه الحكام من ارتكاب الأخطاء وضرورة التركيز أثناء المباريات وخاصة تلك التي تكون مرتبطة بالحسم والمصير وتوعية الحكام بأن هناك فرقا تجد وتجتهد وتخسر أموالاً من أجل الوصول إلى هدف معين ولا يمكن أن تصبح هذه الفرق ضحية لقرار تحكيمي ظالم مثلاً ولهذا يجب التركيز. وقال المقبلي: إن هذه الإجراءات أفرزت أداء جيد للحكام ونتائج تبشر بمستقبل كبير لعدد من الحكام الشباب الذين برزوا من خلال دوري الثانية، ولكن المقبلي عاد وأكد أن المشكلة تبقى في عدم وجود دورات تحكيمية. سكرتير الحكام : هناك توجه جاد لايجاد بيئة تحكيمية متطورة * ويؤكد الدينامو المحرك للتحكيم الكابتن أمين ناصر علي سكرتير لجنة الحكام بعدن أنه منذ وصول الحكام في السابع والعشرين من شهر أبريل الماضي تم توفير الأجواء الملائمة لهم من خلال اختيار سكن مناسب لمكان التدريب، يعني الاعتناء بالجمع ما بين السكن وملعب التدريب وبحيث يكون كل منهما قريبا من الآخر حتى لا يكون هناك عبء على الحكام، ثم إن الأمور المالية متوفرة أيضاً وتم دفع مبالغ الحكام على ثلاث دفعات بحيث تم دفع أجور الحكام حتى الآن لدفعتين وتبقى الدفعة الثالثة سيتم دفعها مع نهاية مباريات تجمع عدن. وكشف أمين ناصر عن توجه كبير لإيجاد بيئة تحكيمية متطورة وكان لابد من تسهيل الأمور للحكام أولاً حتى لا تكون هناك أية اختلالات تخلق أعذارا وهذا جزء أساسي من عملية التطوير خاصة وأننا أمام وجوه جديدة قادمة في التحكيم.. مشيراً في سياق حديثه إلى أن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل تم الأخذ بكل الجوانب المرتبطة بأداء الحكام وعملية تقييم أدائهم في كل مباراة. وتطرق سكرتير لجنة الحكام بعدن إلى أن الحكام كانوا عند المستوى وقدموا صورة تبشر بقدوم كوكبة من الحكام الشباب المنتشرين على الدرجات الثلاث “أولى ثانية ثالثة” والدليل أنه لا توجد أية احتجاجات من قبل الفرق ولم تتلق اللجنة أية شكوى أو اعتراض على الحكام، وهذا ما يبعث بالأمل لمستقبل تحكيمي ممتاز. كنا عند مستوى المسئولية وحرصنا أن نأخذ آراء بعض الحكام من الوجوه الجديدة والذين أكدوا أنهم كانوا ينتظرون الفرصة ويصطدمون بردة فعل من لجنة الحكام السابقة حد قولهم بأنهم غير معروفين وأن لا مكان لهم في التحكيم وبالتالي يتم تهميشهم قبل أن يتحصلوا على هذه الفرص الآن.. * ويقول الحكم مصطفى صالح قنان من صنعاء: إن الحكام الذين شاركوا في إدارة مباريات الدرجة الثانية وخاصة تجمعي عدن كانوا عند مستوى المسئولية وأثبتوا وجودهم وأنا واحد من هؤلاء الحكام وأشعر بأنني نجحت في أداء مهامي خاصة وأنني وجدت الفرصة لأثبت وجودي وأيضاً شعوري بعدم وجود أي تمييز بين الحكام وشعرنا جميعاً بأننا إخوة. وأضاف: إن من الإيجابيات التي لمسناها هي نزول سكرتير لجنة الحكام الكابتن أحمد قائد ومنح سديهات للحكام تتعلق بالجوانب التحكيمية مما ساهم في رفد الحكام بأشياء مهمة ونحن نتمنى أن تستمر مثل هذه الأمور وخاصة على مستوى الدورات التدريبية وخصوصاً للحكام الذين ينتمون إلى المحافظات النائية.. وقدم قنان شكره لقيادة فرع القدم بعدن ممثلة بالأخ محمد حيدان وللكابتن محمد المقبلي والعنصر المجهول الكابتن أمين ناصر علي. الاختيار ضمن قائمة الحكام * الحكم بسام يحيى البكاري من الحديدة عبّر عن سعادته الكبيرة بمشاركته في التحكيم ولتفوقه ونجاحه في إدارة المباريات في تجمع عدن خاصة وأنه تم اختياره ضمن قائمة الحكام النخبة الذين سيشاركون في الدورة الأولية للموسم القادم.. مشيراً إلى أن هذا النجاح جاء بفعل الإصرار الكبير لديه بعد أن أتيحت له الفرصة وأيضاً العوامل المرتبطة بلجنة الحكام العليا واللجنة المسئولة عن تجمع عدن وتوفير الأجواء الملائمة والتي ساهمت في التغلب على بعض جوانب القصور كمثل انعدام الأمن في المباريات، لكن نجاح الحكام الشباب كان سبباً في سير المباريات دون مشاكل واحتجاجات. هناك فرق بين هذا وذاك * خالد أبوبكر من محافظة عدن تحدث قائلاً: التفوق والنجاح الذي حققه الحكام الشباب جاء بسبب تركيز الإخوة في اللجنة العليا للحكام ولجنة تجمع عدن على الحكام الشباب الذين ينتمون إلى الدرجتين الثانية والثالثة مع الإبقاء على حكام الدرجة الأولى كسند لحكام الثانية والثالثة.. مشيراً إلى أن هناك فرقا كبيرا بين مستوى التحكيم في العام الماضي وهذا العام سواء من حيث اللياقة البدنية للحكام أو اتخاذ القرارات وطبعاً الدليل هو عدم وجود أية مشاكل واحتجاجات من الفرق المشاركة رغم الأوضاع الصعبة. وقال خالد: إن حصول الحكام على مساندة ودعم من أصحاب القرارات يساعدهم على تقديم كل ما لديهم وهذا ما شاهدناه مؤخراً.. شاكراً الكابتن محمد المقبلي الخبير التحكيمي وعضو اللجنة المشرفة على تجمع عدن والكابتن أمين ناصر سكرتير لجنة الحكام بعدن. عدم وجود إشكالات * الحكم خالد حسن الواحدي من البيضاء قال: الشيء الجميل الذي لاحظناه هو الاهتمام والدفع بالحكام الذين طال انتظارهم لمثل هذه الفرص والمناسبات، والأجمل من ذلك هو الدعم والمساندة من قبل المختصين ابتداءً من اللجنة العليا للحكام ممثلة بالكابتن جمال الخوربي والإخوة في تجمع عدن ممثلاً بكل من محمد حيدان رئيس فرع القدم بعدن ورئيس التجمع والكابتن محمد المقبلي خبير التحكيم والكابتن أمين ناصر علي سكرتير لجنة الحكام بعدن، وهؤلاء قاموا بتوفير الأجواء المناسبة لنا وكانت الحصيلة ناجحة والدليل هو عدم وجود أية إشكالات حول التحكيم وتقديم احتجاج وامتعاض عن أي حكم منذ البداية وهذا ما يدل على النجاح، ونتمنى أن نستمر في ذلك ويستمر الاهتمام. ظهور حكام متميزين * ويتحدث الحكم الشاب مجدي عبده مبروك من محافظة حضرموت ويقول: إن هناك حكاما ظهروا بشكل ممتاز وجيد وبصراحة لم يكن متوقع لهم أن يظهروا بهذه الصورة وأعتقد أن السبب يعود إلى التحدي الذي أظهره هؤلاء الحكام لتقديم أداء يجعلهم عند حسن ظن المسئولين والمشرفين على التحكيم خاصة وأنهم ظلوا لفترة دون أن يجدوا لهم فرصة للقيام بمثل هذه المهام. وأقولها بصراحة إننا وجدنا الاهتمام المناسب الذي ساعدنا على القيام بمهمتنا على أكمل وجه سواء من قبل اللجنة العليا للحكام أو الإخوة في تجمع عدن وأتقدم بالشكر لكل من وقف معنا وساندنا وأوصل الحكام الشباب إلى هذا المستوى. المقدشي يصب جام غضبه * ويختتم الحكم بسام المقدشي من محافظة ذمار حديث الحكام بكلام ناري، حيث هاجم القيادة التحكيمية السابقة وأثنى على الجديدة بسبب أن السابقة كانت ترد على الحكام الشباب بأنها لا تعرفهم وأنهم غير معروفين فكيف تتيح لهم الفرصة ليحكموا..؟! وأثنى المقدشي على لجنة الحكام الحالية لأنها أتاحت الفرصة للحكام الشباب ليشاركوا في إدارة المباريات، مشيراً إلى أن الحكام كانوا عند حسن ظن اللجنة ونجحوا في إدارة المباريات في الدرجة الثانية بامتياز. وأكد بسام أن اللجنة العليا للحكام لم تكتفِ بإتاحة الفرصة لنا فقط بل تعاونت معنا في تقديم تسهيلات من خلال توفير الأجواء المناسبة وتقديم الدعم، كما أن الإخوة المسئولين في تجمع عدن وخاصة محمد حيدان ومحمد المقبلي وأمين ناصر علي لم يقصروا في توفير الإمكانيات التي ساعدتنا كثيراً على أداء مهامنا كما يجب.