في مفتتح القراءة والتحليل لقضية هذا الأسبوع.. آمل أن يتذكر الأستاذ المحافظ وملأه المقربون أنه إذا نصحك شخص بقسوة فلا تقاطعه.. بل استفد من ملاحظاته.. فوراء قسوته حبٌّ عميقٌ.. ولا تكن كالذي كسر ساعة منبهه التي لم يكن لها ذنب إلا أنها أيقظته.. تعز.. محافظة ظلت تحلم بالغد الأفضل رياضياً.. لكنها استمرت في حلمها الذي طال عمره لأن أنديته ابتليت بمسئولين في المحافظة يغطّون في سباتٍ عميق.. فقضوا على المنظومة الرياضية فيها.. ونخروا في كيانها ثقوباً وأحدثوا فيها شروخاً تدلف من خلالها الأوجاع إلى قلوب الشباب والرياضيين.. ونحن نعمل دور المنبّه لعل المسئولين يستيقظون ويعون أنهم أدخلوا رياضيي الحالمة وأنديتها كهف الإهمال مع سبق الإصرار والترصّد.. فالمناشط في عهد المحافظ الرياضي وداعم الرياضة والمدعوم من الشباب لم تنهض كما كان يتوقعه المتفائلون من القطاع الشبابي والرياضي.. والملاعب التي يفتش عدد اليوم من «ماتش» في بعض وليس كل أوراقها.. التي تؤكد أنها لم تجد اهتماماً من قبل المحافظ والداعم الرياضي إلّا بناديه بكل أسف مع اهتمام مريب بإعادة تعشيب ملعب الشهداء وهو الميدان التاريخي والمتنفس الوحيد في محافظة وعد محافظها شوقي هائل بأنها ستكون ثقافية رياضية من الطراز الأول. ملاعب رباعي تعز العريق أما غير نادي الصقر من الأندية فقد أسقط المحافظ شوقي أحمد هائل عنه الواجب تجاهها.. وأخلى مسئوليته حتى هذا اليوم..فهي تخضع لطقس شتائي قارس.. ورياحٍ تحولت إلى زوابع عاتية.. وأعاصير كاسحة.. جعلت أندية تعز العريقة تنهار قلعةً بعد أخرى.. فصارت أثراً بعد عين.. وركاماً بعدما كانت صروحاً مشيّدة.. وخرائب, وقد كانت بدون وعوده غير المطيرة قلاعاً رياضية شامخة, تقاوم الظروف القاسية بشبابها وأبنائها، خلال مسيرتها منذ نشأتها, رغم توالي النكبات وترادف الصعوبات..واجتماع المعسرات المالية والظرفية الطارئة.. والعوامل السياسية والأمنية.. فتفانى رجالها المخلصون وجماهيرها النابضة بالحب والولاء لأنديتها الرياضية, ومعها الأعضاء الإيجابيون والمتفاعلون من الجمعيات العمومية للحفاظ على القلاع الرياضية.. معتمدين على جهودهم الذاتية وبعض صغار التجار المساندين للرياضة مما منح هذه الأندية عمراً أطول، ووجوداً حاضراً على المشهد الرياضي في البطولات المحلية: الدوري والكأس, وفي المناسبات الوطنية الأخرى. فحصّنوها قبل ظهور المحافظ شوقي أحمد هائل من نافذة الشباب والرياضة على الساحة من هجمات عوامل التعرية وتقلبات السنين.. وأسهمت في منع تفتيتها واندثارها.. فتوالت الأجيال من الفئات العمرية تحمل ألوية أندية تعز العريقة (الأهلي الصحة الطليعة الصقر).. وتالياً في أواخر السبعينيات تأسس نادي الرشيد في منطقة الضبوعة لينضم خامساً إلى أندية المدينة..ومع ازدياد عدد السكان في عاصمة المحافظة الحالمة وريفها.. والتوسع العمراني التحمت قرى الريف بأطراف المدينة.. ونتج عنها ولادة 12 نادياً ريفياً لتغطي الحاجة المتصاعدة لاستيعاب الشباب والفئات العمرية الأدنى (البراعم الأشبال الناشئين).. واستقطبت الألعاب الرياضية المتعددة الآلاف منهم وبخاصة كرة القدم.. فشهدت حارات الضواحي في المدينة نشاطاً دائباً كانت هي الملاعب الأولى التي دحرج فيها نجوم الزمن الجميل كرة القدم لأول مرة في حياتهم.. ونجح أهلي تعز في إيجاد ملعب له في منطقة الخزجة بمفرق ماوية كان يمارس عليه تدريباته عندما ينشغل ملعب الشهداء الملعب الرسمي الوحيد في تعز حتى اليوم.. وبجواره ملعب نادي الصحة الذي تم التنازع عليه إلى اليوم ولم يجد مناصرة من مسئولي الرياضة ويتصدرهم السيد المحافظ طبعاً.. بل إن بعض الأرضية منهوب لأن أبناء الصحة ليس لهم معين من الشخصيات النافذة.. وبالمثل حصل نادي الطليعة على أرضية لمسحها كملعب يزاولون عليه تمارينهم في الحوبان.. فيما لم يكن للصقر ملعب سوى حول الشجرة والمصلى كما كان يطلق عليه قديماً والذي أقيم عليه مبنى إدارة التربية والتعليم.. وأما أرضيتهم الموجودة في بير باشا فإن المعلوم أن الجزء الجنوبي ليس منها.. لأنه يتبع وزارة الشباب والرياضة, التي أقامت عليه مبنى فرع مكتب الشباب بمحافظة تعز حين كان مديره الأسبق الأستاذ محمد ذيمرِن في عهد المحافظ الأسبق محسن اليوسفي..ثم تحوّل بجهود المحافظ الداعم جزءًا من أرضية ناديه يسكن فيه اللاعبون المنضمون إليه من خارج النادي وما أكثرهم..!! خروقات واضحة قضية الملاعب في تعز هي أكثر القضايا تأثيراً على الرياضة سلباً وإيجاباً.. ومعلوم أن محافظة تعز بكل مديرياتها لا تمتلك ملعباً رسمياً سوى ملعب الشهداء الذي تمت إعادة تعشيبه واستغرقت العملية فترة طويلة جداً.. بدأت من منتصف الموسم الكروي السابق إلى منتصف الدوري الجاري بما يقارب سنة كاملة.. مع أن المسئولين المكلفين بتعشيبه قد أوضحوا أن عملية التعشيب ستتم بسرعة فائقة لا تتجاوز الشهرين انطلاقاً من الصين البلد الذي اختارتها اللجنة المكلفة من محافظ تعز شوقي هائل لتصنيع العشب الاصطناعي وفرشه.. لكن الأمر كان فيه تلاعب في الفترة الزمنية ليخدم فريق المحافظ الذي كان يخشى من ملاقاة الأهلي والرشيد على ملعب الشهداء، وخطط نائب رئيس النادي رئيس اللجنة المكلفة بالتعشيب رياض الحروي بمعاونة عضو اللجنة محمد علي القدسي رئيس فرع اتحاد القدم لإقامة الديربيين في ملعب الصقر بدلاً عن الشهداء بداعي أن ملعب الشهداء لم يتم تجهيزه بالكامل تارةً.. وتارةً أخرى لأن الملعب لم يتم تسليمه للجهات الرسمية ممثلةً بمكتب الشباب والرياضة بتعز.. لكن بعد إقامة الديربيين ومصادرة حق ناديي الرشيد والأهلي في اللعب على ملعبهما المحدد في جدول الدوري بملعب الشهداء واطمئنان الحروي للنتيجتين تمت موافقته على أن يلعب الأهلي والرشيد مبارياتهما على ملعب الشهداء.. والدليل أنه حتى الآن لاتزال اللجنة برئاسة الحروي ومعاونه محمد علي القدسي يتصرفان بالملعب كما يريدان وصار ملكية خاصة.. ولم يتسلم مكتب الشباب رسمياً ولا مبدئياً ملعب الشهداء.. وهذه خروقات واضحة تشير إلى أن الأخ المحافظ لا يهتم إلا بناديه ولا يعير أندية تعز الأخرى اهتماماً مادام فريقه يمتلك ملعباً معشباً استعد فيه للدوري العام بصورة أنموذجية.. فيما حرم أندية الأهلي والرشيد والطليعة والصحة من الاستفادة من ملعب الشهداء للاستعداد للدوري فاضطر الأهلي لممارسة استعداداته على الملعب الأسمنتي للسلة والطائرة بالشهداء.. والطليعة على ملعبه الترابي الوعر والرشيد على ملعب المتنوعة والصحة بلا ملعب وقد كان يتطلع لاعبوه للصعود للدرجة الثانية بعد 30 عاماً في الثالثة.. فهل هذا افتراء على الأخ المحافظ شوقي هائل بأنه أهمل أندية تعز ورعى فقط ناديه؟.. ملعب الشهداء أبولد 2 !! وعلى صلة بملعب الشهداء.. ماذا يعني أن يعمد محافظ تعز وليس رئيس الصقر أو الداعم إلى إصدار أمر بتكليف رئيس اتحاد القدم بالإشراف الفني على ميدان الشهداء مع أن المعروف للجميع ماهي مهام رئيس اتحاد القدم بالمحافظة.. وأن الجهة الرئيسة والمباشرة عن الملعب هي وزارة الشباب والرياضة ممثلة بمكتب الشباب والرياضة بالمحافظة.. غير أننا وبعد البحث والتقصي وجدنا السر كامناً في أن “القدسي” يقدم لنادي الحروي وليس نادي الصقر الأصيل خدمات خاصة وكبيرة على عدة مستويات مقابل الدعم الذي لاقاه من نادي المحافظ لإعادة انتخابه، حيث تم الضغط على الأندية الريفية لتقبل بتزكية “القدسي” رئيساً للقدم بتعز.. وبهذا يمكنه أن يستمر في تقديم ما يردّ به الجمائل.. وكل هذا الأمر من المحافظ بتعيين “قدسي الاتحاد” مشرفاً على ملعب الشهداء بدلاً عن مكتب الشباب، لأن ما يجري على ملعب الشهداء حالياً من أعمال لا تندرج ضمن الصيانة التي يتحدث عنها المحافظ والحروي بأنها من أجل تسوير الملعب بمظلات معدنية لحماية الجماهير من ضربات الشمس.. وإنما هي في الحقيقة للأسف الشديد عملية احتيال من أجل تسويره بلوحات معدنية مرصّعة بالإعلانات الخاصة بالمصانع والشركات التابعة لمجموعة هائل.. وهو ما سيجعل ملعب الشهداء نسخة من ملعب أبو ولد في الصقر..!!!.. فهل هذا في صالح الرياضة والرياضيين بتعز؟!!!.. ثم أين هي الكلفة المالية لهذه الإعلانات، إلى من تورد ومن يتسلمها إن كانت موجودة فعلاً، أم أن المحافظ شوقي يستغل منصبه ليمرر مثل هذه الأمور المريبة فعلاً؟!!.. ملاعب الطليعة صادرها الصقر!! أما الشيء العجيب أن ترسل محافظة تعز مذكرة رسمية عليها اسم محافظ المحافظة شوقي هائل إلى وزارة الشباب والرياضة برقم (174) وتاريخ 4 3 2013م جاء فيها: تلقينا مذكرتكم رقم (215) بتاريخ 25 2 2013م والمحالة إلينا من قبل الأخ محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي بشأن تحديد موقع لتنفيذ المشروع كملعب رياضي.. لذا نرفع إليكم بأن الأراضي جاهزة لتنفيذ المشروع وهي: 1 ملعب نادي الطليعة الرياضي الثقافي. 2 ملعب نادي وحدة التربة الرياضي الثقافي. وعليه نأمل منكم التكرم بالاطلاع والتوجيه إلى جهة الاختصاص باعتماد المشروع. وتقدم نادي الطليعة بمذكرة بتاريخ 15 4 2013م.. سجّل فيها التزاماً بتعميد من مكتب الشباب إلى الوزارة بمسح أرضيته لبناء عدد من الملاعب الخفيفة.. وفعلاً اعتمدت الوزارة الملعب الخفيف الأول للطليعة ونزلت اللجنة الوزارية ميدانياً وعاينت أرضية الطليعة ورفعت بتوافر الشروط والموافقة ونشرت إعلاناً بالمناقصة في 11 6 2013م.. ورست على المقاول التويتي الذي ما إن بدأت شركته بالعمل حتى تدخل المحافظ شوقي هائل بعباءة رئيس نادي الصقر في المسألة بعدما استقال قريبه محمد فاروق وابنه أحمد شوقي من إدارة الطليعة.. فعاقب نادي الطليعة وحوّل مشروع الملاعب الخفيفة من نادي الطليعة إلى ناديه الصقر!!!!.. فهل يصبّ هذا الأمر من المحافظ في دائرة مصلحة أندية تعز والرياضة والرياضيين فيها.. وسؤال محيّر هل هذه الخطوة من المحافظ شوقي هائل انتقامية من الطلعاوية فيحرمهم من حقهم في إنشاء ملاعب خفيفة على أرضيتهم بالحوبان؟.. ثم لماذا يتم تحويلها لناديه الصقر.. وهل فعلاً ناديه لديه نقص في الملاعب؟!!.. أم أنها متوافرة وفوق ذلك تتم مواجهة أعباء مشاريع ناديه الصقر من صيانة الملاعب والترميم والصالة المغلقة وأجور عمال النظافة والزراعة والحراسة خصماً من نسبة ال30 % المستقطعة من موارد صندوق رعاية النشء والشباب للمجلس المحلي بالمحافظة.. ويبلغ المبلغ السنوي إجمالياً (أربعة عشر مليوناً ومائة وثمانين ألف ريال).. فلماذا يتم إهمال مشاريع الأندية والشباب والرياضيين بتعز.. فيما التفاعل الإيجابي يقوم به محافظ المحافظة شوقي هائل بعباءة رئيس نادي الصقر لصالح ناديه الصقر؟!.. أليس هذه تفرقة وهضماً وجوراً وظلماً بحق رياضيي ورياضة تعز..؟!.. براءة المحافظ!! إننا نبرئ ساحة المحافظ متى كان غافلاً عمّا يعمل (ملأ المحافظ) دون علمه.. أمّا إذا كان يعلم بأن ما يقوم به في الشأن الرياضي ليس سوى رعاية نادٍ وحيدٍ.. عن إصرار وترصّد.. فهو المسئول الأول عما يحدث لأندية تعز التي ليست نادي المحافظ فقط.. وأنا مسئول عن كلامي هذا من واقع توجيهاته وأوامره.. التي تشير إلى أنه يحكم الشئون الرياضية بتعز بصفته رئيس نادي الصقر وليس محافظ محافظة تعز.. وليسامحني على جرأتي وصراحتي هذه.. لأني لا أقدر على ممارسة رياضة الصمت عن الأحوال الرياضية في تعز التي بلغت حدّ المعضلة والداء المزمن.. في عهدٍ كان مأمولاً أن يصبح انفراجاً.. وأن تشهد أندية تعز نهضة وتطوراً لكنها تدمرت واحدة تلو الأخرى. وعزاؤنا لكل رياضيي تعز بما فيهم الصقراوية الأصيلون والمخلصون الذين لم يرضِهم ما يجري من تفتيت لعلاقتهم مع الأندية ووغر صدور رياضيي الحالمة.. وشعورهم بأنهم صاروا غرماء لمحافظ يملك السلطة الشرعية والسطوة المالية.. والله ندعوه أن يخارج رياضة تعز مما آلت إليها أحوالها.
